بطولات العرب
عمـــيد
الـبلد : العمر : 35 المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008 عدد المساهمات : 1519 معدل النشاط : 562 التقييم : 18 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: إسلام ! الإثنين 12 مايو 2008 - 12:34 | | | د. محمد لطف الحميري - الجزيرة توك
لم يكن الطفل إسلام ذو السنوات التسع يعلم أن شغفه ببرنامج تلفزيوني وحلمه بالمشاركة في فقراته المسلية سيضعه وجها لوجه أمام عوالم مليئة بالظلم وكم هائل من العنصرية الخبيثة التي تقول عنها مبعوثة الأمم المتحدة غاي ماكدوغال بأنها أصبحت تنافس مبادئ الثورة الفرنسية ويؤكد رأيها استطلاعات تقول إن 67% من الفرنسيين يضيقون ذرعا بالمهاجرين حتى وإن عاشوا سنوات عمرهم في فرنسا واكتسبوا جنسيتها . الطفل الفرنسي إسلام ذو الأصول الجزائرية طار فرحا عندما وصلته دعوة للمشاركة في برنامج " إين زي بوات " الذي تبثه قناة " غولي " الفرنسية وعلى الفور أخبر إسلام زملاءه وأقرانه بأنه سيطل عليهم من شاشة يجذب عبرها اهتمامهم ويصنع ابتساماتهم وأن ما عليهم سوى ترقب الموعد ، لكنه عندما دخل ومعه والدته قاعة تصوير البرنامج قيل له نأسف لعدم تمكنك من المشاركة .. موقف ترك الطفل مصدوما .. لكن أمه سألت عن السبب فقيل لها .. لأن اسم ولدك إسلام وهو اسم لديانة غير محبوبة في فرنسا .. هذا الاسم يضعك يا إسلام في نفس مرتبة الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب .. لكن إن أحببت المشاركة في لعبنا المسلية فما عليك سوى الظهور باسم آخر .. لم يع الطفل البريء معاني تلك المساومة لكن أمه رفضت العرض بينما لم يجد إسلام ما يقوله وقد أحيل بينه وبين فضاء جميل للعب سوى : أحزنني ما جرى وتساءلت إن كنت قد فعلت ما يسيء ؟؟
تناقلت كلمات إسلام العديد من وسائل الإعلام الفرنسية والعربية خلال الأيام الماضية وأبدت استهجانها للحادثة ومن جهتها وصفت فضيلة عمارة وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون المدنية ما تعرض له إسلام بأنه فعل غير أخلاقي إلا أن اليمين الفرنسي كان له موقف مغاير إذ رأى في ذلك التصرف أمرا عاديا بل إن الموقع الالكتروني اليميني جورنال كريستيان رفض أن يكون الطفل إسلام قد تعرض لعملية عنف جرحت مشاعره وعرّف العنف بأنه أن تسمي ابنك باسم إسلام وأن توافق على منحه هوية كهذه .
هذه الحادثة ليست جديدة بل جزء من ظاهرة التمييز ضد الأجانب التي بدأت مظاهرها في السبعينات عندما تعرض مهاجرون للسب والشتم وحتى القتل على يد عناصر من الشرطة الفرنسية وعندما تقلد ساركوزي منصب وزير الداخلية انتفض سكان الضواحي الباريسية من الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة فكان رد الوزير الجديد بأن هؤلاء حثالة المجتمع الفرنسي لكنه عندما وصل إلى سدة الرئاسة لطف من تصريحاته حيث أصبح يتحدث عن الهجرة الانتقائية للتخفيف من صداع هذه الحثالة التي وضعت في معازل تشبه معازل السود إبان حكم البيض في جنوب أفريقيا .
ربما أضع ما تعرض له الطفل إسلام من استفزاز لبراءته ومشاعر والديه ومعهم نحو مليار مسلم بأنه جزء من حملة تقودها الصهيونية العالمية لجعل مصطلح الإسلامفوبيا معمما في واقع المجتمعات الأوروبية والغربية الأمر الذي يسهم في تعزيز مواقف معسكر الداعين إلى صدام الحضارات وتشتيت الجهود التي تبذلها شخصيات ومنظمات وجهات دولية لجعل الحوار والتكامل بين الحضارات والثقافات أمرا واقعا . |
|