أصغر مسجد في العالم في أعلى قمة في منطقة الباحة حيث لا تتعدى مساحته 2م ويقع في أعلى قمة في منطقة الباحة بعد قمة بيضان في جبال سراة الحجاز جنوب السعودية .
والمسجد تردد حوله كثير من الأقاويل فمنهم من قال إن من بناه هو إبراهيم بن الأبلج وهو ناسك يمني وهو ما ذهب إليه علي بن صالح السلوك الزهراني مؤلف كتاب غامد وزهران ومنهم من قال إنه مسجد إبراهيم بن أدهم الذي عرف بتعبده في جبال المسودة في نصبة بتهامة الباحة الى الجنوب من جبل شدا الأعلى وكان له مكان يتعبد فيه حول صخرة هناك وكان له أتباع كانوا الى وقت قريب جدا يزورون هذا المكان ويطوفون حول الصخرة حتى جاء أمر من إمارة مدينة المخواة آنذاك فهدم المعبد وحطمت الصخرة وانتهى الناس من زيارتها والطواف حولها .
وأما مصلى إبراهيم ـ أو مايسمى بمصلى البراهيم ـ الواقع في أعلى نقطة في جبل شدا الأعلى فهو عبارة عن حجر مثلث الشكل يتجه ناحية القبلة لا تتجاوز مساحته المترين المربعين ، يقول عنه أهل شدا إنه لناسك يمني كان يأتي إليه من اليمن ثم يمكث هناك مدة متعبدا فيه ، ثم يرجع الى بلاده . أما المسجد الصغير الموجود بجوار المصلى من الناحية الشرقية فمن الممكن أنه وبعد تكاثر النساك والزوار من اليمنيين في ذلك الوقت اضطروا الى اقامة المسجد الى جوار المصلى والذي يتسع لحوالي خمسة عشرمصليا لاستيعاب الزوار ، وكان للمسجد سقف إلى وقت قريب حتى تهالك وسقط ، كما ذكرلنا ذلك خضر الشدوي أحد أهالي جبل شدا والذي قال : إنه بعد سقوط سقف المسجد أخذت بعض أخشابه . وأما ماذهب إليه علي بن صالح السلوك من أن أحد كبار السن في الجبل زعم أن رجلاً متديناً من بالحويرث ويدعى عبد الرحمن بن سعدي الغامدي ، بني المسجد المجاور للمصلى في أول القرن الرابع الهجري واعتكف فيه ثلاثة أشهر فذلك مااستبعده لأمور منها : أن ابن سعدي هذا رجل دين وداعية ولا اعتقد أنه سوف يبني مسجدا في أعلى قمة يحتاج سالك الطريق إليها 6 ساعات مشيا على الأقدام مارا بأصعب المسالك وأخطرها فهي تمر بهوات سحيقة ، ثم لو أراد الشيخ بن سعدي بناء مسجد لبناه في إحدى القرى التي تقع تحت هذا المصلى ليصلي فيه أهل القرى بدلا من بنائه عند أعشاش الطيور الكواسر في قمة الجبل . أما وإن كان بن سعدي قد وصل إلى المسجد فقد وصل الى هناك مطلعا ليرى هذا المصلى الذي كثرت حوله الإشاعات ، وهذا ما ذكره لنا خضر الشدوي والذي قال : إن أباه قد اصطحب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي إلى المصلى ليشاهده فقط والمسجد في ذلك الوقت قائم .
ثم إن من بنى المسجد فوق هذه القمة الشاهقة وعند نهاية أصعب مسالك الطرق في المنطقة لابد أنه كان يعتقد شيئا في نفسه أنه بهذا التعبد في أعلى قمة في المنطقة يكون الأقرب إلى ربه فهو أجدر الناس بالإجابة نظرا لقربه من الله بزعمه ، وهذه لم تكن عند أهل البدع والخرافات التي سادت في الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية ومن في عقيدتهم شيء من عدم الإيمان بالله.
.............................
....حجر المصلى ...
وهو يتسع لامام ومؤمومين ......وهو على اتجاه القبله ........................