انتهت شركة "فازوترون - نيير" الروسية من تصميم المحطة الرادارية الجديدة " جوك – آ أي" للمقاتلات " ميغ – 35" ، وتزود راداراتها بهوائي شبكي طوري جديد. ويقول فياتشسلاف تيشينكو ان هذه الهوائي الشبكي الطوري الايجابي يصنع في روسيا لاول مرة. ويقرب تصنيعه مقاتلتنا من مستوى منافستها الرئيسية ، وهي المقاتلة الامريكية للجيل الخامس من طراز "اف – 35" . وسيكون حاليا بمقدور الطائرة " ميغ – 35" منافسة المقاتلة الأمريكية "إف 35" ليس فقط في المعارك الجوية، بل وفي أسواق الاسلحة العالمية أيضا.
ومن المعتقد ان روسيا تتأخر عن الولايات المتحدة في مجال تصميم المنظومات الجوية المستقبلية للجيل الخامس.
ويمتلك الامريكيون في حوزتهم حاليا المقاتلة الثقيلة " رابتور" التي قد بدأ تصنيعها الانتاجي. اما المقاتلة "اف – 35" فما تزال في مرحلة التجربة . غير انه قد اتضح الآن انها ستغدو من أكثر الطائرات الحربية مستقبلية في العالم. وقد قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها طلبيات بما يزيد عن 3 آلاف طائرة من هذا النوع. ولا يزال مصممونا الروس يفكرون كيف يردون بحق على الامريكيين . ويقال ان شركة " سوخوي" ، التي فازت بالمناقصة الحكومية الخاصة بتصميم مقاتلة مستقبلية، تؤكد ان كل شيء يسير "حسب الخطة". ويتم تجميع اول نماذج للطائرة الجديدة في مدينة كومسومولسك على أمور الواقعة في الشرق الاقصى الروسي. كما تتم تجربة محرك جديد لها في المقاتلة الحديثة من طراز " سوخوي – 35".
ويعتبر ظهور المقاتلة "" ميغ – 35" الجديدة حدثا من السلسلة نفسها. وتختلف " ميغ – 35" الجديدة عن سابقتها " ميغ –29" بالكترونيات محدثة. ويتم التحكم في كافة انظمة الطائرة بواسطة اجهزة الكومبيوتر المركبة فيها. كما تحل اللوحات البلورية السائلة محل العدادات والمؤشرات العاملة استنادا الى مبدأ التشابه . وتزود المحركات الجديدة من طراز " ر د – 33 ام كا" التي قد صممها المكتب التصميمي "كليموف" في سانت بطرسبورغ بفوهات دوارة ليس في نظام التحليق الطبيعي بل وفي نظام " الفورساج" ، الامر الذي يميز " ميغ – 35" تمييزا جذريا عن الطائرة " سوخوي 30 ام كا اي" والطائرتين الامريكيتين "اف-22 " وأف-35".
الا ان هذا الامر يعتبر غير كاف في المعركة الحديثة اذا كانت الطائرة عمياء. ويجيء الرادار " جوك" ليحل هذه المهمة بالذات. وقبل تصميم الرادار الروسي الجديد لم تكن تركب الرادارات من هذا النوع الا في أحدث الطائرات الامريكية. ولم تتمكن اوروبا الغربية من تصنيعها لحد الآن. وتجدر الاشارة الى ان تركيب المنظومات الرادارية من هذا النوع في الطائرة " " ميغ – 35" يقربها من منافساتها الغربية ويزيد من فرصنا في الفوز بالمناقصة الهندية المقبلة التي تجرى بحسب برنامج ""MMRCA والتي تقضي بتوريد 126 مقاتلة الى دلهي . فلنطلعكم على بعض التفاصيل الفنية في مجال الهوائيات الجوية الرادارية:
كانت تزود طائراتنا السابقة بهوائيات باروبولية او ثقبية تركب فيها مرسلة ومستقبلة للاشارة. اما الهوائي الشبكي الطوري الايجابي الجديد فيقوم على مبدأ خلية النحل المتكونة من 680 جهزا مصغر للارسال والاستقبال. ويركب هوائي كهذا بشكل ثابت خلافا عن سوابقها ، اي انه لا يدور من جهة الى اخرى بحثا عن هدف ، الامر الذي لا يوفر وزن الجهاز ويستغني عن محرك كهربائي لازم لتدوير الهوائي بل ويقلص زمن اكتشاف اهداف من قبل الرادار ، اذ انه يتم نقل الشعاع الماسح من نقطة هوائي الى اخرى خلال أجزاء من الثانية. وتعادل زاوية الرؤية +_ 60 درجة وتبلغ مداها 140 كيلومتر. وباكان الرادار الجديد مرافقة 30 هدافا وضرب ستة اهداف منها في آن واحد سواء أ كانت تلك الاهداف في الجو او على الارض. ولدى ذلك يسمح هذا الرادار بحل عدد من المهام الاخرى وبينها إرسال معلومات عن الموقف التكتيكي الى طائرات اخرى ومواجهة طائرات معادية راداريا والقيام بمسح الارض كما هو الحال في الطائرة " "اف – 35" الامريكية.
وبحسب قول الكسي فيودوروف رئيس شركة الطائرات الموحدة فان كل ذلك يمكننا من وصف الطائرة " ميغ – 35" بانها من أكثر المقاتلات الروسية مستقبلية ، واعتبارها طائرة تقترب من حيث امكاناتها من طائرات الجيل الجديد. وفي حال الفوز بالمناقصة لا تحصل الهند على مقاتلة بل وعلى تكنولوجيا تصنيع المحطات الرادارية الجديدة المزودة بالهوائي الشبكي الطوري.