قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس انه سيتوجه الى جنوب
السودان عندما يعلن استقلاله يوم السبت القادم مشددا على أنه يسعى لعلاقات
ودية مع خصم الحرب الاهلية السابق.
وقال البشير في كلمة انه سيتوجه الى جوبا عاصمة جنوب السودان خلال
يومين للتهنئة بالوضع الجديد والاعراب عن تمنياته بأن يتمتع الجنوب بالامن
والاستقرار.. وفى سياق اخر قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن أكثر من 2300 سوداني من الجنوب قتلوا
في أعمال عنف للمتمردين وحوادث عنف قبلي هذا العام وذلك في تذكير بحالة
انعدام الأمن التي تعيشها المنطقة قبل أيام من انفصال جنوب السودان.
وينفصل الجنوب عن الشمال يوم السبت ويقول محللون منذ وقت طويل ان
المنطقة تواجه خطرا في أن تصبح دولة فاشلة اذا لم تتمكن من السيطرة على
حركات التمرد وصراعات الدم القديمة التي تحدث انقسامات بين القبائل.
وأظهرت أرقام الأمم المتحدة أن أكثر من 500 شخص قتلوا في الأسبوعين
الأخيرين من يونيو حزيران في زيادة كبيرة في عدد قتلى العنف الذي أعلن في
منتصف يونيو أنه بلغ 1800 .
وقالت ليز جراند كبيرة مسؤولي الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة
بجنوب السودان للصحفيين ان معظم القتلى في الآونة الأخيرة سقطوا في حوادث
تتعلق بهجمات لسرقة ماشية بمنطقة بيبور في ولاية جونقلي المنتجة للنفط
بالجنوب.
وينشب القتال بين مجموعات عرقية بسبب الماشية وهي جزء من اقتصاد
المنطقة منذ قرون. وزاد عدد القتلى بعد عقود من الحرب الاهلية جعلت الاسلحة
الصغيرة منتشرة في المنطقة.
واتهمت حكومة جنوب السودان الشمال بتسليح القبائل المتناحرة
واستفزاز حركات التمرد في محاولة لتقويض المنطقة والاستمرار في السيطرة على
نفطها. وتنفي الخرطوم هذا الاتهام.
وكان التصويت في استفتاء على انفصال الجنوب هو ذروة اتفاق سلام أبرم
عام 2005 وأنهى حربا أهلية قتل فيها نحو مليوني شخص وأجبر أربعة ملايين
على الفرار. وخاض شمال وجنوب السودان حربا منذ عام 1955 باستثناء سنوات
قليلة لاسباب لها علاقة بالعرق والدين والايديولوجية والنفط.
وقالت جراند "كانت هناك مجموعة لسرقة الماشية هاجمت (قبيلة أخرى)
على مدى عدة أيام .. سرق نحو مئة ألف رأس من الماشية."
وأضافت أن 2368 شخصا قتلوا في 330 حادث عنيف في تسع من ولايات
الجنوب منذ بداية العام الحالي حتى نهاية يونيو حزيران.
وأجبر العنف أكثر من 270 ألف شخص على الفرار بينهم مئة ألف هربوا من
القتال في منطقة أبيي المتنازع عليها وهي منطقة مضطربة تقع على الحدود غير
المرسومة جيدا بين البلدين.
وقالت الأمم المتحدة ان أكثر من 300 ألف شخص عادوا أيضا طواعية الى
الجنوب منذ أكتوبر تشرين الاول من العام الماضي مما زاد الضغط على الحكومة
ووكالات المساعدات.
وقالت جراند "لدينا ألف عائد يوميا في الوقت الحالي."
وتحارب سبع مجموعات ميليشيات للمتمردين على الأقل القوات الحكومية
في مناطق نائية ويقول كثير منهم انهم يحاربون ما يصفونه بأنه فساد وتمييز
عرقي في حكومة الجنوب.
وعرض سلفا كير رئيس جنوب السودان العفو عن المتمردين وطلب منهم
المساعدة في بناء الدولة الجديدة
http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE7660AI20110707?sp=true