أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الخميس 28 يوليو 2011 - 21:44
الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار
إستراتيجيا الكاتب: نقيب مهندس/ عبد اللطيف قائد الجبري
كان الليل ما يزال مخيماً بسواده عند منتصف الساعة السادسة في السادس من أغسطس 1945م عندما ارتفع فجأة وهج من السماء أضاء رؤوس الجبال بلون أحمر برتقالي و تألقت المنطقة المحيطة كأنها في ضوء النهار ثم حل الظلام مرة أخرى وحلَّق الفطر النووي فوق مدينة هيروشيما و طوى تحت جناحيه أرواح عشرات الآلاف من البشر فوق هيروشيما وحل على الأبدية في صدمة لم يعهدها سكان العالم السفلي رقم مذهل من الناس وهم يتدافعون على بوابة الموت وفي دقائق معدودة كان مائة وخمسون ألفاً من الأنام يحلون ضيوفاً على الآخرة.
وما تبقى منهم جاء وصفهم على لسان كاتب ياباني بقوله (لم أتوصل بسهولة إلى فهم كيف استطاعت بيئتنا أن تتحول إلى هذا الشكل خلال لحظة وظننت أنه من المفروض أن يكون قد حدث شيء ما لا علاقة له مطلقاً بالحرب إنه لا شك نهاية العالم)، يومها سطعت الشمس النووية معلنة امتلاك الإنسان وقود النجوم وإمكانية إفناء جنسه ووصول الإنسان إلى قوة لم يحلم بها من قبل ,و فتحت عصراً جديداً طوى الاستراتيجيات والخبرات العسكرية السابقة وفرض إستراتيجية فعالة وحيدة العصر النووي غيرت من موازين القوى وعقائد الجيوش هي إستراتيجية الردع النووي وبدأ مضمار السباق النووي مندفعاً نحو فرض الهيمنة ونزعة التسلط وبسط النفوذ الأمر الذي شكل ما عرف فيما بعد بالنادي النووي ،
فكيف كانت البداية ؟ وكيف ولماذا تكونت نظرية الردع النووي وما علاقتها بتحديات الماضي ومخاوف المستقبل ؟
((هذا ما سأحاول عرضه في المحورين التاليين من هذا الملف))
المراجع :- • http://nuclearweaponarchive.org- The Nuclear Weapon Archive-A Guide to Nuclear Weapons • Wikipedia, the free encyclopedia • Deterrence Today Roles, Challenges and Responses Lewis A. Dunn • Eastern Oregon State College NUCLEAR DETERRENCE Jeffery L. Johnson •Nuclear Weapons and International Order William Walker
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الخميس 28 يوليو 2011 - 21:49
المحور الاول النادي النووي.... البداية وآفاق التوسع
إستراتيجيا في ظل التطور المطرد في صناعة السلاح وخاصة فيما يتعلق بوسائل نقل الأسلحة النووية سوءاً طائرات أو أسلحة صاروخية وغيرها من تقنيات في هذا المجال ظهرت الحاجة للمزيد من التنسيق والتعاون بين دول النادي النووي والذي لم يعد محدداً بالأفق الروسي الأمريكي وأصبح بالمستطاع وصف النادي النووي بأنه تنظيم سياسي اقتصادي هدفه تبادل الدعم في إطار دائرة مغلقة تهدف إلى إحكام السيطرة على الانتشار النووي ومكوناته وعوامله ، وما شهدته السنوات الأخيرة من تنسيق بين الدول الأعضاء سواءاً في السيطرة علي الانتشار النووي وحصره ضمن إطار النادي فقط أوفي مجالات التسلح الأخرى يدفعنا إلى التساؤل عن ماهية النشأة الحقيقية لهذا النادي في الوقت الذي لم تكن توجد فيه غير لغة واحدة هي لغة المنافسة فقط ، وهي المنافسة على امتلاك أخطر وأعظم سلاح تدميري صنعه العقل البشري سعياً وراء الانفراد بالقوة والجري وراء النزعة التسلطية وفرض الهيمنة ، ففي الوقت الذي لم تمض بضعة عقود على ظهور هذا السلاح حتى بدأت المخاوف من انتشار ما قد يسفر عن طمس لمظاهر الحياة بأكملها ،ومن الجانب الآخر الرغبة في حصره بيد محاور قوى معينة في العالم الأمر الذي قاد إلى التوصُّل إلى معاهدة دولية لمنع الانتشار النووي تحت إشراف دولي سرى مفعولها اعتباراً من 1970م حينها كانت عضوية النادي النووي الدولي مقصورة على خمسة أعضاء هم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين ولم تمض خمس سنوات على مؤتمر التمديد حتى دخل النادي النووي الدولي عضوان جديدان هما الهند، وباكستان، وعلى الطريق الآن تسير كوريا الشمالية نحو إمتلاك القنبلة الذرية، وفي الشرق الأوسط تشارك إسرائيل رباتها في امتلاك هذا السلاح وأخيراً نشبت الأزمة النووية الإيرانية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني ،، هنا وعند تخوم هذه المنافسة وما قادت إليه من تغير في الاستراتجيات و ميازين القوى وتحول في مفاهيم وعقائد الحروب كما سنعرضه في محور آخر من هذا الملف ،نسلط الضوء هنا على بداية مضمار النادي النووي والانطلاقة الكبرى من الذرة إلى الذروة .
مشروع مانهاتن وبداية الرحلة في عام 1934 اكتشف العالم الألماني اتوهان Otto Hahn سرعة إنشطار ذرة اليورانيوم والطاقة الهائلة المتولدة على إثر ذلك والتي من الممكن أن تكون مدمرة إن لم تكن محتواة وقبيل الحرب العالمية الثانية وبمباركة من الرئيس الألماني أدولف هتلر أخذ الألمان تطوير مشروع القنبلة الذرية بصورة سرية وفي تكتم شديد و كان هدفهم هو صنع قنبلة نووية تساعدهم في ترجيح كفتهم في ميزان القوى في الحرب المقبلة لصالحهم وتساهم في استعدادهم لهذه الحرب.
وفي عام 1938م فاز فيرمي بجائزة نوبل في الفيزياء وبدلاً من العودة إلى إيطاليا واصل سفره إلى الولايات المتحدة ليعمل أستاذاً وباحثاً في جامعة كولومبيا وكان فيرمي يحلم بإحداث انشطار نووي متسلسل وتفجير طاقة الذرة من خلال شطر نوى العناصر الثقيلة وبخاصة اليورانيوم، واستطاعت الجامعة أن توفّر له كميات كبيرة من اليورانيوم الخام من كندا والكونغو.
ألبرت أينشتاين وهو عالم ألماني يهودي ترك أوروبا قبل تولي هتلر رئاسة ألمانيا ولإدراكه مدى قوة التدمير الكامن في الانشطار النووي عارض أينشتاين استغلال الطاقة النووية لتصنيع أسلحة تعتبر نوعا من أسلحة الدمار الشامل، وخشيته كانت امتلاك ألمانيا لهذه القنبلة قبل الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفته لطبيعة هتلر العدوانية وفي 2 أغسطس 1939، وقبل بدء الحرب العالمية الثانية قام ألبرت أينشتاين مع عالم الفيزياء اليهودي ليو زيلارد Szilard, Leo الهنجاري الأصل بكتابة رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة آنذاك فرانكلين روزفلت واصفاً فيها الطاقة المدمرة التي تنتج عن الانشطار الذري وعبر فيها عن قلقه الشديد وقلق العلماء من زملائه من إمكانية نجاح ألمانيا النازية بصنع القنبلة النووية كما حثه على تخصيص قدر كاف من التمويل للأبحاث النووية نظرا لإمكانية تطبيق كسلاح. وصلت الرسالة إلى مكتب روزفلت في سبتمبر ، والذي بدوره اتفق مع العلماء واقر تأسيس لجنة لليورانيوم في إطار المكتب الوطني للمواصفات برئاسة يمان بريجس ، و بدأت اللجنة عملها في مختبر أبحاث البحرية في واشنطن العاصمة 1939.
وفي عام 1940 تم استيعاب البرنامج ضمن لجنة بحوث الدفاع الوطني ومع ذلك كان التقدم بطيئا ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم الاستعجال حيث أن الولايات المتحدة لم تدخل الحرب بعد.
استطاع فيرمي في عام 1942م بعد دراسات نظرية وحسابية طويلة بالتعاون مع فريق من الباحثين والمساعدين أن يحقق أول نجاحاته بإحداث انشطار نووي متسلسل مستمر بقوة ذاتية باستخدام سبعة أطنان من اليورانيوم والجرافيت، والاعتماد على قضبان الكادميوم للسيطرة على التفاعل، وقد تم ذلك في أحد ملاعب الاسكواش المهجورة في جامعة شيكاغو وإزاء هذا النجاح كانت مسألة إنتاج السلاح الذري واستخدام الذرة لإحداث تفجيرات قوية غير مسبوقة في التاريخ البشري مسألة وقت فقط، وتوصّل فيرمي إلى أن عنصراً محدداً من اليورانيوم هو اليورانيوم 235هو العامل الحاسم، وأن تواجده في الطبيعة نادر جداً، إذ إن الأطنان السبعة التي استخدمها في التجربة كانت تحتوي على (50) كيلوجراماً من اليورانيوم 235 فقط.
ومن هنا ولدت فكرة تخصيب اليورانيوم والعمل على زيادة نسبة اليورانيوم الثقيل لإحداث التفجير المطلوب بوزن معقول من اليورانيوم يمكن نقله.
في ذلك العام كانت الولايات المتحدة قد دخلت الحرب العالمية الثانية وتلقت تقارير تفيد بأن هتلر بدأ في صناعة السلاح الذري الذي يتحدث العلماء عن قوته التدميرية ، فاختارت أن لا تتأخّر عن ألمانيا في هذا المجال، إثر هذا قررت القيادة العسكرية الأمريكية إنتاج السلاح الذري وتمّ اعتماد مشروع مانهاتن السري تحت إدارة الجنرال الأمريكي ليزلي جروفز L. Groves، ورئاسة الدكتور الألماني الأصل وخريج الجامعات الألمانية روبرت أوبنهايمر الذي عُرف باسم أب القنبلة الانشطارية وبدأت خطوات إنتاج القنبلة الذرية الانشطارية في الولايات المتحدة في عام 1943م بتجميع جميع العقول والعلماء ذوي الأبحاث والمعرفة في الفيزياء النووية في منطقة لوس ألموس، وعزلهم عن العالم تحت قيود أمنية شديدة الصرامة، وتفرّيغهم لإنجاز مهمة واحدة فقط هي إنتاج القنبلة الذرية (كان من بينهم عشرون عالماً بريطانياً قام أحدهم فيما بعد بتسريب أسرار صناعة القنبلة الذرية إلى الاتحاد السوفيتي).
وبعد عدة تجارب وخيبات أمل تمكنوا من صنع أول قنبلة نووية أسقطت على هيروشيما في اليابان في 6 أغسطس 1945وظل مشروع منهاتن مشروعاً سرياً أماط الثام عنة الجنرال (ليزلي جروفز) في عام 1962م في كتابه( Now It can be Told).
إلا أن هناك أمر آخر يجدر الاشاره إليه وهو ما ذكرته بعض التقارير على أن القنابل التي أُلقيت على اليابان لم تكن أمريكية المنشأ بل كانت ألمانية استولى عليها الأمريكيون ونقلوها إلى الولايات المتحدة، وهناك اطلعوا على أسرارها وتقنياتها وشرعوا في تقليدها وقرروا استخدام القنابل الألمانية في قصف اليابان.
المشروع الذري السوفيتي Joe بدأت الاهتمام السوفييتي في الفيزياء النووية في أوائل 1930 ، وهو العصر الذي شهد تنوع واسع في الاكتشافات النووية الهامة وتحققت إنجازات علمية عديدة ولم تكن الفيزياء النووية قوية حينها في الاتحاد السوفيتي ، إذ أن الكثير من أيدلوجية الاتحاد السوفيتي كانت في المقام الأول للتطبيقات العملية و الصناعية وبعد اكتشاف الانشطار النووي في أواخر 1930م أدرك العلماء في الاتحاد السوفيتي مثلهم مثل غيرهم من العلماء في جميع أنحاء العالم أن ردود الفعل النووية يمكن نظريا أن تستخدم لإطلاق كميات كبيرة من الطاقة من ذرة نواة اليورانيوم وكما هو الحال في الغرب خلق خبر الانشطار إثارة كبيرة بين علماء السوفيت وتحول العديد من علماء الفيزياء إلى بحوث الفيزياء النووية على وجه الخصوص ، باعتباره ميدان واعدا للبحث وكان عدد قليل من العلماء يعتقد أنه سيكون من الممكن تسخير قوة الطاقة النووية للأغراض الإنسانية في غضون عقود عديدة.
في تلك الفترة كان الاتحاد السوفيتي يتملكه الرعب من إمكانية حصول ألمانيا على السلاح الذري، فقد كان ستالين يعتقد أن هتلر لن يتردد في استخدامه ضد روسيا، ولذلك كلّف فريق من ضباط المخابرات من خريجي الجامعات المتخصصين في علوم الذرة والفيزياء بمتابعة كل ما ينشر عن العلوم الذرية في الدوريات المتخصصة، وقد لاحظ كفاسنيكوف في منتصف عام 1942 وهو أحد القسم العلمي التقني في الشرطة السرية السوفيتية NKVD أن كل المعلومات البحثية عن اليورانيوم المشعّ اختفت من الصحف الغربية العلمية، واستنتج أنه لابد وأن يكونوا منشغلين ببرنامج سري وهام أدّى إلى توقُّف أبحاثهم، فكتب إلى رؤسائه محذراً من الكلاب التي توقّفت عن النباح وبعد استقصاء الأمر اكتشف الروس أن حلفاءهم الغربيين يتعاونون سراً لإنتاج السلاح الذري، فبادروا هم أيضاً إلى بدء برنامج متواضع في عام 1943م برئاسة العالم السوفيتي الشهير والأستاذ في المعهد التقني في مدينة خاركوف Igor Kurchatov والذي كان يواصل أبحاثه على الانشطار النووي منذ مطلع الثلاثينيات، وسُمِّي البرنامج السوفيتي الذري JOE، وهو مصغّر اسم جوزيف الاسم الأول لستالين، واستعان الاتحاد السوفيتي بجميع العلماء ذوي الميول الشيوعية في الغرب للحصول على أسرار صناعة القنبلة، كما استقطب عدداً من العلماء الألمان بعد استسلام ألمانيا، وقام العالم البريطاني المشارك في صناعة القنبلة الذرية الأمريكية كلاوس فوخس Klaus Fuchs
وهو شيوعي سابق من أصل ألماني هاجر إلى بريطانيا عام 1933م واكتسب جنسيتها, بتسريب أسرار القنبلة إلى السوفييت مما مكّنهم من تسريع برنامجهم وإختبار أول قنبلة انشطارية (RDS1 أو Joe-1)
في 29 أغسطس من عام 1949م في جنوب سيبيريا.
وبذلك حطّم الاتحاد السوفيتي الاحتكار الذري الأمريكي ثم عزز موقعه بإنتاج القنبلة النووية في عام 1953م عرف الاختبار بJoe-4
The mushroom cloud from the "First lightning" test. مما أشعل فتيل سباق التسلّح النووي العالمي ودفع بالقوى العالمية الأخرى إلى شحذ هممها للحصول على الأسلحة الذرية.
وكان الأمريكيون قد اكتشفوا في عام 1948م وجود جاسوس سوفيتي ضمن البعثة البريطانية ولم يتمكنوا من تحديد هويته إلاّ في عام 1949م، حيث اعتقل في بريطانيا واعترف بجريمته، وأنه قام بذلك بدوافع عقائدية وليست مادية وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وعندما أُخلى سراحه عام 1959م سحبت منه الجنسية فغادر بريطانيا إلى ألمانيا الشرقية.
المشروع الذري البريطاني كانت بريطانيا أول بلد يدرس بجدية جدوى الأسلحة النووية وأحرزت تفوق في عدد من المفاهيم الحاسمة حول ذالك .
ففي فبراير 1940 تمكن عالمان يعملان في جامعة برمنغهام في بريطانيا هما Rudolf Peierls , Otto Frischمن التوصل إلى أول حساب نظري سليم للكتلة الحرجة و إمكانية الانشطار السريع في اليورانيوم 235 واعدا مذكرة بذالك إلى Henry Tizardرئيس اللجنة العلمية لدراسة الدفاع الجوي أهم لجنة علمية للدفاع في بريطانيا وعلى ضوء ذالك تأسست لجنة لدراسة التطبيقات العسكرية لليورانيوم المتفجر MUAD Military Application of Uranium Detonation وكان ذلك بداية المشروع البريطاني للقنبلة الذرية ، وقبل اشتراك المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة في مشروع مانهاتن.
وضعت هذه اللجنة المبادئ الأساسية لتصميم قنبلة انشطارية كما قامت هذه اللجنة بتحذير الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي باحتمالية الأسلحة الانشطارية في الحرب , وفي أثناء الحرب تشكل تعاون على مستوى عالي بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفق اتفاقية Quebec 1943 وهي اتفاقية عقدت في مدينة كوباك الكندية قبل الحرب العالمية الثانية بعامين وأرسلت بريطانيا فرق من علمائها من بينهم Geoffrey I -William G. Penney وأسهمت البعثة إسهاما كبيرا في مشروع مانهاتن في السالف الذكر ووضعت نواة تطوير الأسلحة نووية لبريطانيا ما بعد الحرب.
بعد واقعة التجسّس السوفيتي على البرنامج الذري الأمريكي بواسطة أحد العلماء البريطانيين، قرّرت الحكومة الأمريكية حجب معلومات التسلّح النووي عن حلفائها وإزاء خطورة التخلّف عن الآخرين في مجال السلاح الذري قرّرت الحكومة البريطانية في عام 1947م تمويل برنامجها الذري الخاص وأسندت رئاسته إلى العالم البريطاني ويليام جورج بيني أحد العلماء البريطانيين المشاركين في مشروع مانهاتن الأمريكي، والذي عرف بأب القنبلة الذرية البريطانية،وقام البريطانيون بتطوير النتائج التي اكتسبوها من التجربة الأمريكية، وتمكّنوا في الثالث من أكتوبر عام 1952م من تفجير أول قنابلهم الذرية وكانت بقوة (20) كيلوطناً في استراليا.
المشروع الذرّي الفرنسي بالرغم من أن فرنسا كانت دولة رائدة في البحث في مجال الفيزياء النووية قبل الحرب العالمية الثانية ، إلا أنها تراجعت وراء الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي و المملكة المتحدة و وكندا في السنوات التي تلت الحرب.
وكانت الولايات المتحدة تحرص في بادئ الأمر أن تكون القوة الذرية الوحيدة في العالم ولكن بعد تمكّن الاتحاد السوفيتي من فرض نفسه كقوة ذرية ثانية حاولت أمريكا تكريس زعامتها للغرب بكونها الدولة الوحيدة المالكة للرادع الذري ثم النووي ولكن بعد بدء البرنامج البريطاني بمعونة أمريكية قرّر الجنرال شارل ديجول أن يكون لفرنسا رادعها النووي الخاص حتى لا تكون مجرد حليف تابع للولايات المتحدة وفي18 أكتوبر 1945 صدر قرار من قبل الحكومة الفرنسية تحت سلطة الرئيس والجنرال شارل ديجول بإنشاء لجنة الطاقة الذرية الفرنسية CEA French Atomic Energy Commission وكانت فرنسا أول دولة تنشئ هيئة للطاقة الذرية المدنية والتي كانت تملك السلطة على جميع جوانب الشؤون النووية و العلمية والتجارية والعسكرية وعندما حجبت الولايات المتحدة أسرار التقنية الذرية عن فرنسا، أقامت فرنسا حلفاً سرياً مع إسرائيل لتبادل المعرفة والمعلومات، فكان العلماء الأمريكيون اليهود ينقلون المعلومات الأمريكية إلى العلماء الفرنسيين فيما تزود فرنسا إسرائيل بالمعدات والمفاعلات واليورانيوم وأجهزة التخصيب.
و تمكن الفرنسيون من تحقيق التفجير الذري الأوّل قبل الثالث عشر من فبراير عام 1962م، وقد كان تفجيراً ذريّاً تحت الأرض نفذ في جنوب الجزائر التي كانت آنذاك مستعمرة فرنسية، وبعد أن حصلت الجزائر على استقلالها عام 1962م نقلت فرنسا تجاربها إلى جزر بولينزيا في جنوب المحيط الهادئ، حيث نفّذت فرنسا هناك أول تفجير ذري فوق سطح الأرض عام 1966م، كما جرّبت هناك أول قنابلها النووية الاندماجية في عام 1968م في ذروة الحرب الباردة.
القنبلة الذرية الصينية فاجأت الصين العالم بنجاحها في تفجير أول قنبلة ذرية في عام1964م وبذلك اقتحمت النادي الذري رغما على أمنيات القوتين العظميين أمريكا والاتحاد السوفيتي في بداية العصر الذري كانت الصين مشمولة بالمظلة الذرية السوفيتية التي أثبتت مصداقيتها وفاعليتها خلال الحرب الكورية، إذ أظهر السوفييت بحزم أن استخدام السلاح الذري ضد الصين كما كان الجنرال ماك آرثر يقترح سيكون الرد عليه باستخدام السلاح الذري ضد القوات الأمريكية دون أي تردد، مما جعل الرئيس الأمريكي ترومان يسرّح الجنرال ماك آرثر ويستبدله بقائد يخوض القتال بالسلاح التقليدي بعيداً عن التفكير في السلاح الذري.
ولكن تأزّم العلاقات السوفيتية الصينية في أواخر الخمسينيات و قطع المساعدات عن برنامجها للاسلحة النووية في عام 1960 وسحب الخبراء والمساعدات التقنية السوفيتية من الصين، جعل الصين تقرر الاعتماد على نفسها في الحصول على الرادع الذري، خصوصاً في ظل تأزّم الأوضاع في فيتنام بخاصة ومنطقة الهند الصينية بشكل عام، وقد أحيط البرنامج الذري الصيني بسرية تامة، ولا توجد حتى الآن معلومات وافرة وتفصيلية عنه، إلاّ أن الصين فاجأت العالم بنجاحها في تفجير أول قنبلة ذرية في عام 1964م، وبذلك اقتحمت النادي الذري رغماً على أمنيات القوتين العظميين أمريكا والاتحاد السوفيتي إذ إنها كانت عدواً شرساً للوجود الأمريكي في فيتنام، كما أن الاتحاد السوفيتي كان يحشد على حدودها أربعين فرقة بسبب التوتّر الذي كان يسود الحدود المشتركة بينهما.
وقامت في عام 1967م بتعزيز عضويتها عندما نجحت في تفجير أول قنبلة نووية صينية، وقد تمت التجارب في موقع لوب نور في مقاطعة سنكيانغ.
وبهذه الدول الخمس والتي كان لها من القوة والنفوذ الدولي والإمكانات الصناعية والتقنية ما يمكّنها من أن تنفّذ برامجها الذرية والنووية بشكل علني تشكل ما عرف بالنادي النووي ، ولكن هناك دولاً أخرى كانت تسعى لامتلاك القنبلة الذرية في الخفاء خشية تعرّضها للضغوط أو العدوان ، وهي
البرنامج الذري الإسرائيلي استطاعت إسرائيل إنتاج أول قنابلها في عام 1966م وجربتها في تفجير تحت الأرض في صحراء النقب من ارض فلسطين المحتلة بعد إعلان قيام الكيان الصهيوني بعام واحد أسّست إسرائيل إدارة أبحاث النظائر المشعّة في معهد وايزمان في تلك أبيب في عام 1949م، وبعد التأكُّد من وجود اليورانيوم في طبقات خام الفوسفات في صحراء النقب، استحدثت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية في عام 1952م، التي بدأت أعمالها الفعلية لصناعة السلاح الذري بتوقيع اتفاقية تعاون ذري مع فرنسا.
وعندما أعلنت أمريكا عام 1953م حملة "الذرة من أجل السلام" استغلت إسرائيل الفرص وطلبت مساعدة الولايات المتحدة لبناء مفاعل ذري للأبحاث السلمية وحصلت عليه بالفعل، وكان مفاعلاً بسيطاً محدود القدرة، لكنه وفّر القاعدة المناسبة للاطلاع على التقنية الأمريكية وتدريب الفنيين.
وهكذا استطاعت إسرائيل إنتاج أول قنابلها الذرية في عام 1966م وجربت في تفجير تحت الأرض في صحراء النقب.
ويبدو أن إسرائيل وبعد أن اطمأنت إلى امتلاك القنبلة مررت استدراج العرب إلى حرب 1967م وإبقاء السلاح الذري كملاذ أخير وضمان لوقف الحرب فيما لو سارت الأمور على عكس المتوقع وفشلت إسرائيل في كسب الحرب.
ونتيجة للعدوان الإسرائيلي على العرب عام 1967م أوقف الرئيس الفرنسي شارل ديجول اتفاقية التعاون الذري مع إسرائيل، وأفلحت الضغوط الأمريكية في إيقاف التجارب الذرية الإسرائيلية مقابل تزويد إسرائيل باحتياجاتها العسكرية من الأسلحة التقليدية المتطورة، إلى أن قامت حرب 1973م فعاد الصهاينة إلى الخداع مرة أخرى وبدأو في تجهيز مكونات القنابل وإعدادها للتركيب عند الحاجة، وأجروا عددا ً من التجارب بالتعاون مع حكومة جنوب إفريقيا العنصرية وطوروا منظومة الصواريخ القادرة على حمل السلاح النووي، ومؤخراً بدأوا محاولات استخدام إطلاقها من الغواصات.
وتشير الدراسات المستقلة المبنية على نواتج مفاعلات إسرائيل من البلوتونيوم والكمية المطلوبة لإنتاج القنبلة الواحدة وهي حوالي (6 كغ)، إلى أنه لدى إسرائيل اليوم حوالي (200) قنبلة ذرية من قنابل البلوتونيوم، الغالبية العظمى منها مفككة بناء على متطلبات السلامة والأمن، ولكنها قابلة للتجهيز بمعدل عشر قنابل في اليوم عند الحاجة أيضاً استناداً إلى تحليلات بعض المصادر المستقلة ومنها معهد ستوكهولم لدراسات السلامة.
وحتى اليوم تصرّ إسرائيل على رفض التوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة الذرية، كما ترفض نفي أو تأكيد امتلاكها للسلاح الذري وتكتفي بتأكيد موقفها الذي يقول: "بأنها لن تكون الأولى في إدخال السلاح الذري إلى المنطقة، لكنها حتماً لن تكون الثانية".
البرنامج الهندي
استطاعت الهند صنع قنبلتها بمساعدة ودعم ثلاث من الدول المتقدمة في المجال الذري وهي كندا بشكل رئيس، ثم الولايات المتحدة، وفرنسا بشكل أقل على التوالي.
وبقيادة عالم الذرة الهندي Dr. Homi Jehangir Bhabha بدأ العلماء الهنود في أواخر الخمسينيات بمفاعلين صغيرين للأبحاث ومصنع لاستخراج اليورانيوم والتوريوم الذي كان متوفراً في الهند، ومرفق متواضع لإنتاج الماء الثقيل في منطقة ترومباي.ونجحت الهند لاحقاً في الحصول على مفاعل كندي ضخم بقوة أربعين ميجاوات، وجرى تركيبة أيضاً في ترومباي، وبدأ اعتباراً من عام 1960م في إنتاج البلوتونيوم كحصيلة طبيعية لحرق اليورانيوم الطبيعي واستخدام الماء الثقيل، واصل الهنود أبحاثهم وجهودهم لإنتاج البلوتونيوم بصمت وسرية مطلقة، ولم تبدأ الهند برنامجها الذري غير السلمي إلاّ بعد وفاة الرئيس جواهر لال نهرو ،أبرز المنادين بنزع السلاح النووي واندلاع الحرب الهندية الباكستانية الثانية عام 1972م، وتحت قيادة أنديرا غاندي كان العلماء جاهزين لاستعراض عضلات الهند الذرية، وفي شهر مايو من عام 1974م، أنجزت الهند أول تفجير ذري تحت الأرض في أعماق في صحراء راجستان وحضرته السيدة أنديرا غاندي شخصياً، من جانب آخر أن شجعت الولايات المتحدة الهند على إنتاج السلاح النووي بأسلوب التغاضي وغض الطرف عما يجري، لتكون الهند مصدر تهديد ذري جديد للصين، ولإضعاف موقف الصين في القارة الآسيوية، كما أن إسرائيل أسهمت في تطوير الإمكانات الذرية الهندية مقابل السماح بهجرة اليهود إلى إسرائيل في صفقة عقدت بين البلدين عام 1988م بسرية تامة
البرنامج الذري الباكستاني
إذا بنت الهند قنبلتها فأننا سنقتات الحشائش وأوراق الشجر , بل حتى إننا مستعدون للتضور جوعا , لنحصل على قنبلة من صنع أيدينا فليس أمامنا خيار (بـوتـو) يعتبر الرئيس ذو الفقار علي بوتو الأب الاول للبرنامج الذري الباكستاني فقد كان من المطالبين بتبني مشروع ذري باكستاني منذ عام 1965م، عندما قال علناً بصفته وزير خارجية باكستان: إذا بنت الهند قنبلتها فإننا سنقتات الحشائش وأوراق الشجر، بل حتى إننا مستعدون للتضوّر جوعاً، لنحصل على قنبلة من صنع أيدينا فليس أمامنا خيار آخر.
والأب الآخر، هو عالم الذرة الباكستاني (عبدالقدير خان) الذي استطاع خلال عمله في هولندا أن ينقل الكثير من أسرار التقنيات، وأن التي أتاحت لباكستان تخطي العوائق التي سارعت الولايات المتحدة إلى وضعها في طريق برنامجها الذري، وهكذا، فإن برنامج باكستان الذري بدأ في أعقاب الهزيمة الباكستانية أمام الهند في عام 1972م، وعندما تأخرت باكستان في إثبات وجود قوتها الذرية ساد اعتقاد في الدوائر الاستخبارية الهندية والإسرائيلية أن لدى باكستان مشاكل في إنتاج جهاز التفجير المبدئي، وقد آثرت باكستان الصمت والعمل الدؤوب الهادئ إلى أن جاءت الفرصة المواتية عندما أجرت الهند في مايو عام 1998م اختباراً لقنبلتها النووية في صحراء (بوخاران)، وخلال أيام فقط وفي الشهر نفسه، فاجأت باكستان العالم بتفجير قنبلتها الذرية الأولى بشكل علني كرد على التفجير الهندي واضعة العالم أمام الأمر الواقع، فإما أن تُفرض العقوبات على الدولتين الهند وباكستان وإما أن يتقبل العالم الأمر كحقيقة لم تعد هناك طرق لإيقافها.
وهكذا دخلت الباكستان النادي الذري اقتحاماً على الرغم من فقرها ومشاكلها وقلاقلها الداخلية، وبدأت إسرائيل في التحرّش العلني بباكستان وتهديدها بأنها لن تسمح لها بالاستمتاع بتلك العضوية الشرفية في النادي النووي، وأنها لن تضيّع أية فرصة لتدمير البرنامج الباكستاني النووي.
كوريا الشمالية
بدأت كوريا الشمالية في برنامجها النووي بسرية تامة بعد تخليها عن الاتحاد السوفيتي وفي 1998 م قامت بتجربة إطلاق صاروخ فوق اليابان -Taepodong - متوسط المدى ومن ثم اختبارها للسلاح النووي في عام 2006 وأعلنت كوريا الشمالية في 24 - مايو من العام الحالي أنها أجرت بنجاح تجربة نووية جديدة متحدية الضغوط الدولية التي تمارس عليها لحملها على التخلي عن طموحاتها النووية، وهدد مسؤول كبير في السفارة الكورية الشمالية في موسكو بان بلاده ستجري تجارب نووية جديدة في حال ما استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سياسة التخويف التي يتبعونها حيال كوريا الشمالية.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية ان الجمهورية الكورية الديموقراطية الشعبية قامت بنجاح بتجربة نووية جديدة تحت الأرض في 25 مايو2009في اطار إجراءاتها الرامية إلى تعزيز قدراتها النووية الرادعة، تلى ذلك أن بيونغ يانغ اختبرت صاروخا مضادا للجو وصاروخا مضادا للسفن بعد يوم من قيامها بإجراء تجربة نووية تحت الأرض.
التوسعات وتسريب تكنولوجيا السلاح منذ أن انكسر الحكر الأمريكي لامتلاك السلاح النووي بامتلاك التحاد السوفيتي له ،بدأ تسريب تكنولوجيا السلاح النووي إلى قوى إقليمية حليفة لهذا المعسكر أو ذاك في مواقع حيوية للمعسكر الخصم وهو ما يعرف بالجيوب وقد تأكد هذا التوجه بدخول العملاق الصيني في عضوية النادي النووي ، وبداية هذا كانت التوجه لمواجهة نشر السلاح النووي في أوروبا وفق رؤية الناتو الدفاعية ، ونشأ ما يمكن تسميته بالأحلاف النووية غير الرسمية ، ويأتي في هذا الإطار السلاح النووي الإسرائيلي ، والهندي ، والباكستاني ، والكوري ، وقبلهم جميعا البريطاني والفرنسي ، ولتطلعات الفرنسيين والألمان لبناء قوة أوروبية قادرة على انتزاع استقلالية القرار السياسي الأوروبي ، والملاحظ أن فرنسا ومنذ اللحظة الأولى كانت ترى الخلاف القادم مع الحليفة أمريكا ، فسعت إلى بناء قوتها النووية المستقلة وفق سياسة تتمثل بأن الردع النووي الفرنسي يساهم بشكل مباشر في توفير الأمن لمختلف شركاء فرنسا الأوروبيين و أن فرنسا تستطيع اليوم استخدام أسلحتها النووية ضد أي دولة فئ العالم تهدد مصالح فرنسا الحيوية ، ويبدو في هذا الصدد أن وجود اختلافاً في مفهوم استخدام أسلحة الردع النووي بين فرنسا والولايات المتحدة مشيرا حيث أن فرنسا تعتبر أن الأسلحة النووية لا تستخدم إلا في حالة فشل الأسلحة التقليدية في تحقيق الردع خلافا لأميركا التي تتبنى منذ الحرب الباردة مفهوم استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في المعارك وتخصص فرنسا تخصص للردع النووي نحو 8 في المائة من إجمالي ميزانية وزارة الدفاع الفرنسية ,بريطانيا هي الأخرى لا تقف بلا حراك فرغم امتلاكها لترسانتها النووية الخاصة الكبيرة ، بالإضافة لرؤوس الناتو النووية على أراضيها فإنها تعمل على تطوير ترسانتها النووية بدرجة تكفى لتهديد البشرية جمعاء ، وليس عدو ما محتمل .
أما الدول التي تمتلك التقنية النووية بالمستوى اللازم لصناعة السلاح النووي ، وتمتلك الخامات الضرورية لهذه الصناعة فهي كثيرة ، وإن كان معظمها في أوروبا ، ولكنها حتى الآن فيما يبدو تفضل الشراء لهذه الأسلحة الجيوب النووية تزداد .
وختاماً وفي ضل الاعتماد المتعجرف لسياسة استخدام السلاح النووي التكتيكي في الحروب التقليدية من قبل الفكر العسكري الأمريكي وهو ما شهده كل حروبها من فيتنام إلى العراق سيظل تسريب تكنولوجيا السلاح النووي أو الجيوب النووية ظاهرة مرشحة للزيادة كمؤشر على توسع عضوية النادي النووي ولو في إطار غير رسمي كما أن الفوضى النووية مرشحة للزيادة ، وأن الدول التي ما تزال تقف خارج إطار السعي للتسلح النووي ستجد نفسها مضطرة لامتلاك رادع نووي وخلق جو مشحون بالصراعات الإستراتيجية والأطماع التوسعية مما قد يعد مؤشراً على عودة حالة الردع النووي إلى صدارة الاستراتيجيات الأمنية، كما سنعرضه في محور آخر من هذا الملف ،وأن الدول النووية الكبرى قد تعود إلى حالة حرب الباردة ورعب نووي ، بعد أن كانت الجهود تسير باتجاه نزع أسلحة الدمار الشامل والحد مبدئيا من انتشارها .
خاصة بعد أن أعلن المسئولون الأمريكيون وفاة معاهدة الحد من الانتشار النووي و إصرار الدول النووية على استمرار احتكار السلاح النووي رغم توجهاتها الواضحة لاستخدامه ضد الدول غير النووية . ،،،،،،،،
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الخميس 28 يوليو 2011 - 21:55
المحور الثانى:- إستراتجية الردع النووي بين تحديات الماضي ومخاوف المستقبل
إستراتيجيا
شكلت الإستراتيجية النووية ومفهوم الردع النووي دوراً كبيراً وبارزاً في موازين القوى العالمية منذ ظهورها في نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا، وأدت التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها علاقات الدول ببعضها البعض وخاصة المعسكرين الأمريكي السوفيتي ومن جهة أخرى التطور التكنولوجي الذي طرأ على الأسلحة النووية والصاروخية إلى تغييرات جذرية في جوهر هذه الإستراتيجية ، ففي ظل المواجهة الطويلة مع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة كان الردع النووي هو المحور الرئيسي لإستراتيجية الولايات المتحدة و ودول حلف شمال الأطلسي كبريطانيا وفرنسا ، وكانت هذه الإستراتيجية تقوم على أساس التصدي لأي هجوم تتعرض له الولايات المتحدة من أي دولة معادية ولضمان تنفيذها وضع ما يربو على أكثر من 12000 من الرؤوس الحربية النووية الإستراتيجية منتشرة ضمن قواعد إطلاق برية وقاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقذائف التي تطلق من الغواصات ووفق إجراءات قيادة وسيطرة عالية وفي أعلى درجات الاستعداد والتأهب، وفي الوقت نفسه وسعت الولايات المتحدة إستراتيجية الردع مع حلفائها من دول حلف شمال الأطلسي من أجل مواجهة التهديد بتصعيد اندلاع حرب نووية شاملة,وساهم هذا التوسع في الاستعداد ضد أي هجوم أو ابتزاز نووي سوفيتي ممكن، كما ساهمت العديد من العوامل كالمفاهيم والتحليلات وتحديث العقائد العسكرية وانتشار واستعداد القوات التقليدية والنووية بالإضافة إلى البحوث المستمرة لتطوير التقنيات والاستثمارات والدبلوماسية وبناء المؤسسات والتعاون والقيادة، كلها عوامل ساهمت في نجاح إستراتيجية الردع النووية في الحرب الباردة ولكن الأمر لم ينتهي بنهايتها بل بدأ عصر جديد من التوسع النووي بمخاوفه وتحدياته المستقبلية .
مفهوم الردع النووي يعرف الردع النووي بأنه إستراتجية تنتهجها الدول بامتلاكها أسلحة نووية ضمن ترسانتها العسكرية أو ترسانة نووية كاملة من أجل التأثير على سلوك دول أخرى و عدم تشجيع العدو على اتخاذ عمل عسكري وقد وسع هذا المفهوم في المجال السياسي ليعني عدم تشجيع طرف ثان على أن يفعل شيئاً ما بالتهديد الضمني أو المكشوف باستخدام عقوبة ما إذا أنجز العمل الممنوع والردع بهذا المفهوم هو مهمة شبه هجومية ذلك أن الوظيفة الدفاعية هي وسيلة سلبية فقط في حين أن الردع هو تهديد باتخاذ إجراءات هجومية انتقامية تشمل منع الخصم من القيام بعمل ما ، وحتى في الرد على أعمال الاستفزاز، وتقوم إستراتيجية الردع النووي قبل كل شئ على المناورة بالتهديد باستخدام السلاح النووي هذه المناورة التي تجعل الشك بمستوى العتبة النووية Nuclear Threshold ممكناً و مصطلح العتبة النووية يعني إمكانية استخدام السلاح النووي في الحرب.
و لم يكن للردع النووي وجود قبل نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م وذلك لتأخر ظهور القنابل الذرية والهيدروجينية وبالتالي تأخر ظهور وسائل نقل وإيصال السلاح النووي.
وفي هذا المجال فإن الأسلحة النووية تكون قد فتحت عصراً جديداً طوى الاستراتيجيات والخبرات العسكرية السابقة وفرض إستراتيجية فعالة وحيدة العصر النووي هي إستراتيجية الردع النووي وقد حاول الأمريكان فرض هذه القناعات وتلك المفاهيم على السوفييت طيلة فترتي الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات في القرن العشرين وكانت هذه المفاهيم بالنسبة للأمريكيين تقوم على تحليل العلاقة بين ثنائي المخاطرة- الرهان بنفس الدقة التي كان يفعلها السوفييت في ذاك الحين ولكن صعوبة التحليل كانت تكمن في كيفية الوصول إلى معرفة جميع العناصر التي تدخل في حساب السوفييت آنذاك فإن معضلة الردع وضعت على المحك بين الحلول الصحيح التي يمكن حلها اتخاذها وهي تشبه تماماً الإستراتيجية السوفييتية حينها المستندة على مفهوم آخر يحل محل حساب المخاطرة - الرهان أو الربح الذي يستبدله الأمريكيون بمفهوم آخر هو حساب الكلفة - المردود ، وكانت فكرة الردع أحد أحجار الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها خلال كل الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وحسب التصريحات الرسمية في ذاك الحين فإن القوات المسلحة الأمريكية لن تستخدم لبدء الحرب، ولكن قواتها بوجود الأسلحة النووية ستردع أي عدو محتمل في اتخاذ خطوات عدوانية، وكان الهدف منذ البداية تأمين أوروبا الغربية من اجتياح سوفييتي، وبشكل أكثر شمولية حماية العالم الحر من المد السوفيتي خاصة وأن الاتحاد السوفييتي كان لا يملك الأسلحة النووية في بادئ الأمر، ولذلك فإن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية استهدفت العمل من موقع القوة المدمرة هذه وقد تجلى تأثير هذه السياسة على إستراتيجيتها وعلى أعمال القيادة العسكرية الرسمية التي حددت إستراتيجيتها العسكرية بأنها علم وفن استخدام القوات المسلحة للدول من أجل تأمين أهداف السياسة الوطنية عن طريق استخدام القوة، أو التهديد باستخدامها. ويجدر الإشارة إلى الفرق بين إستراتيجية الدفاع النووي و إستراتيجية الردع النووي حيث الأولى تهدف إلى كسب الحرب والثانية تهدف إلى منعها ،والردع النووي بين طرفين لا يستدعي بالضرورة التوازن النووي بينهما فالمساواة الكمية العددية بين أسلحة الطرفين المتصارعين مسألة لا قيمة لها في ميدان التوازن النووي، كما أن معيار الردع النووي يتضمن جانبين أساسين هو القدرة على تدمير المراكز السكانية والاقتصادية والمدنية الهامة ،و القدرة على امتصاص الضربة المعادية النووية الأولى، وحماية المراكز البشرية والإنتاجية والمدنية والعسكرية الهامة وخاصة وسائط الردع النووي، وبالتالي امتلاك القدرة على الرد، كما إن التفوق النووي على هذا الأساس لا يخدم أي هدف استراتيجي للطرف المتفوق على الطرف الآخر، وهذا بدوره يدفع إلى القبول بإن وجود الردع النووي لا يلغي دور الدفاع النووي كما أن وجود أسلحة الدفاع النووي وإمكاناته لا يلغي دور الردع النووي.
الردع النووي في الحرب الباردة لقد مرت الإستراتيجية النووية الأمريكية بعدة مراحل، وكل مرحلة زمنية كان لها إستراتيجية نووية معينة اقتضتها ظروف العلاقات الدولية، وفي أبرز هذه المراحل أو الفترات ما يلي:-
إستراتيجية الاحتواءContainment Doctrine وهي أول إستراتيجية نووية في الولايات المتحدة ضمن مبدأ الاحتواء الذي وضعه الرئيس الأمريكي ترومان وهو عبارة عن سياسة هدفت إلى توحيد كافة الاستراتيجيات السياسة والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للحد من انتشار المد الشيوعي وتعزيز امن الولايات المتحدة ونفوذها في الخارج وكانت في الفترة 1945 1953م حرصت فيها الولايات المتحدة وفق هذا المبدأ على الاستئثار والإنفراد بالسلاح النووي منذ إلقاء القنابل الذرية على كل من هيروشيما وناجازاكي عام 1945م، ولكن الإدارة الأمريكية اضطرت إلى إعادة النظر في أسس ومفاهيم إستراتيجيتهم بعد قيام السوفييت بكسر الاحتكار الأمريكي للقوة النووية وتفجير قنبلتهم الذرية في 23-9-1949م ومن ثم الهيدروجينية ثانياً 13-8-1953م .
إستراتيجية الرد الشامل Massive Retaliation وتعرف أيضا بالردع الشامل massive deterrence وهي إستراتيجية عسكرية نووية تلزم الدولة بالرد بأكبر قوة ممكنة في حالة وقوع هجوم، و ظهرت هذه الإستراتيجية على يد وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر في 1954وتقوم على مبدأ الرد الشامل حيث تتضمن هذه الإستراتيجية القضاء على العدوان السوفييتي بكل ما هو موجود من السلاح النووي وعلى مختلف الأصعدة والمجالات والمستويات الأمر الذي اقتضي التفوق الكمي والكيفي في السلاح النووي بوجه العدو، وكان هدف هذه الإستراتيجية هو حمل الخصم على الاستسلام وفرض إرادة النصر عليه.
ولكن هذه الإستراتيجية بدورها لم تحظ بالنجاح، فالسوفييت أطلقوا في تشرين الأول عام 1957م أول صاروخ باليستي يحمل قمراً اصطناعياً سبوتنيك إلى مدار حول الأرض مما اعتبرته القيادة الأمريكية قدرة السوفييت في استخدام الصواريخ الباليستية لحمل رؤوس نووية إلى أي مكان في العالم وهو ما كان يعني مباشرة تفوق القوة الإستراتيجية السوفييتية العابرة للقارات أو قدرة الرؤوس على توجيه الضربة الأولى دون عقاب وظهر في تلك الفترة تعريف جديد للحرب الشاملة فأصبحت تعني الضربات المتبادلة النووية بين أمريكا وروسيا، فيما أصبح مصطلح الحرب المحدودة يعني كافة الأشكال الأخرى للعمليات العسكرية التقليدية.
إستراتيجية الرد المرن Flexible Response وضع هذه الإستراتيجية كل من الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور ورئيس أركانه ماكسويل تايلور ونفذها وطورها الرئيس جون كيندي ووزير دفاعه روبرت مكنمارا في عام 1961 وقد هدفت القيادة الأمريكية وقيادة حلف الأطلسي من ذلك ألا يتطور النزاع من محدود إلى شامل أولاً وأن يحافظ الردع النووي على مصداقيته وتمثلت بالمرونة والاستجابة لدعوات الردع المتبادل على المستويات الإستراتيجية والتكتيكية ، والتقليدية
إستراتيجية الرد المتدرج: Single Integrated Operational Plan SIOP وهي تتضمن في وقت واحد بعض خصائص الرد المرن السالفة الذكر، وبعض خصائص الرد الشامل. وتقضي هذه الإستراتيجية ببدء الأعمال القتالية وتنفيذها من الأصغر إلى الأكبر ومن البسيط إلى المعقد وحيث يجرى التوسع في استخدام السلاح النووي تدريجياً، ويرافق ذلك توسع في مناطق مسرح العمليات الحربية (مسرح الأعمال القتالية) أو الأهداف المعادية حتى تحقيق الهدف السياسي للحرب.
وقد اعتمدت هذه الإستراتيجية منذ مطلع السبعينيات رغم تفوق السوفييت على الأمريكان في مجال عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والحاملة للرؤوس النووية مما دفع أيضاً إلى ظهور نظرية الكفاية الدفاعية ونظرية (الرعب النووي المتبادل) من جهة أخرى، ومذهب شليزنجر Schlesinger Doctrine لتصعيد العقاب وتكثيفه من جهة ثالثة.
إستراتيجية حرب النجوم Strategic Defense Initiative التي أطلقها الرئيس الأمريكي ريجان في عام 1983م تحت عنوان مبادرة الدفاع الاستراتيجي أمام الكونجرس الأمريكي وفيما بعد وافقت أوروبا عليها وسمحت بنشر صواريخ (بيرشينغ) و (كروز) بمعدل (572) صاروخاً. وكانت تهدف إلى استخدام كافة الوسائل الأرض والنظم الفضائية لحماية الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ الباليستية النووية الإستراتيجية.وارتكزت المبادرة على الإستراتيجية الدفاعية بدلاً من الإستراتيجية مبدأ التدمير المتبادل mutual assured destruction MAD.
الاتحاد السوفيتي ودوره في اللعبة في الجانب الآخر لم يكن الاتحاد السوفييتي السابق مكتوف الأيادي تجاه الاستراتيجيات الخمس التي ضمتها منظومة الردع النووي الأمريكية باعتبارها وسيلة لمنع الحرب لا غاية في حد ذاتها، فقد تبنى من جهته أيضاً استراتيجيات نووية لمجابهة خطر التدمير النووي ودرئه أصلاً، وهو من جهة ثانية حاول الوصول مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقيات من شأنها تأكيد مصداقية الردع النووي.
وعدم دفعه بالانتقال إلى الاستخدام الفعال. ومن جهة ثالثة حاول تحقيق ما اصطلح على تسميته (بالاستقرار الاستراتيجي للعالم كله نتيجة لغياب التهديد باستخدام السلاح النووي.
وبرز في الفكر العسكري الاستراتيجي السوفييتي أنه لا بد من الانخراط في سباق التسلح من أجل تحقيق الردع النووي. و سرعان ما تجاوز السوفيت الأهداف التي توخاها الفكر الاستراتيجي العسكري الأمريكي و طوروا ترساناتهم النووية وخلقوا حالة من الردع النووي بوجه الأمريكان والحلفاء الأمر الذي دفع هؤلاء إلى طاولة المفاوضات معهم والاعتراف لهم عبر اتفاقية (SALT I) Strategic Arms Limitation Talks (محادثات الحد من الأسلحة الإستراتيجية) و (SALT2 ) بالتوازن والتعادل .
وكانت الإستراتيجية العسكرية السوفييتية تبني ردودها اعتماداً على مفهوم (الرد المرن) على النحو التالي
المرحلة الأولى:- وتشمل الدفاع المباشر الذي يتضمن العمليات العسكرية التي تستخدم فيها الأسلحة النووية وفقاً لمبدأ الدفاع الأمامي فقط.
المرحلة الثانية:- وتقضي اللجوء إلى التصعيد، وفيه يتم الاستخدام الجزئي للأسلحة النووية، خاصة التي تطال الأنساق الثانية والاحتياطيات من القوات المهاجمة، وكذلك بعض المواقع والمنشآت العسكرية والمدنية (الإدارية) الهامة.
المرحلة الثالثة :- وهي الانتقال إلى الرد النووي الشامل، وتستخدم خلاله معظم الأسلحة النووية متوسطة المدى وبعيدة المدى، ومتعددة الأهداف والمهام وبهدف حمل الخصم على الاستسلام وفرض إرادة النصر عليه.
لكن النتائج الناجمة من إنهاك اقتصاديات البلاد من أجل المزيد من سباق التسلح بالإضافة إلى تخلف مستويات (التكنولوجيا) عن الأمريكيين والأوروبيين كان لهما أثرهما على إستراتيجية الردع النووي السوفييتي.
ويخلص القول إلى أن سباق التسلح النووي والتقليدي من جهة والقبول بالانفراج ومعاهدات الحد من السلاح النووي من جهة ثانية لم يحققا الاستقرار الاستراتيجي للسوفييت، الأمر الذي أدى إلى انتصار الإستراتيجية الأمريكية العسكرية العليا أولاً وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بمهام الردع النووي من جهة ثانية.
إستراتجية الردع و التحديات المستقبلية أن الدول التي ما تزال تقف خارج إطار السعي للتسلح النووي ستجد نفسها مضطرة لامتلاك رادع نووي وخلق جو مشحون بالصراعات الإستراتيجية والأطماع التوسعية مما قد يعد مؤشرا على عودة حالة الردع النووي إلى صدارة الاستراتيجيات الأمنية بالمقارنة مع التحدي المتمثل في الردع النووي في الحرب الباردة فإن الوضع الاستراتيجي الذي تواجهه الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة يبدو أكثر تعقيدا من ذي قبل وبدرجات متنوعة مع بلدان أخرى ففي السابق كان ما يعرف بالخصم النووي الواحد ولكن الولايات المتحدة تواجه اليوم صعود قوى نووية أخرى كوريا الشمالية في آسيا ، إيران في الشرق الأوسط و تصاعد الصراع مع الصين بسبب تايوان الذي قد يكون من غير المحتمل ولكن لا يمكن استبعاده، وفي بعض هذه الحالات ،فإن دور نظرية الردع قد يبدو أقل سواء من حيث المبدأ أو الأهمية التي تراها الولايات المتحدة لتوسيع إستراتيجيتها الردعية من أجل طمأنة حلفائها التقليدين في مواجهة أي انتشار نووي معادي جديد.
فمع انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة تلاشت إلى حد ما إستراتيجية توسيع نطاق الردع النووي في أجندة الأمن الأميركي ولم يعد التواصل النووي الأمريكي الأوربي والناتو هو العامل الحاسم في الاستقرار والأمن السياسي العسكري على عكس ما كان سائداً لعقود طويلة ،وعلى النقيض تبرز هذه الإستراتيجية بوضوح عند النظر الى الصعود النووي الغير مرغوب فيه في شمال شرق أسيا والشرق الأوسط وهنا تبقى مسألة العلاقة النووية الأمريكية مع أوربا وبشكل خاص مع عدد معين من أعضاء الناتو آلية هامه في الارتباط الأمريكي بأوربا .
لكن من الناحية العملية فإن توسيع الردع كرد على التهديدات التي يشكلها الانتشار النووي يثير عددا من الأسئلة الصعبة وسوف يتطلب جزاء من تبني النهج التقليدي أو ربما يتطلب الردع بدون الحاجة إلى الردع النووي ولعل هذا ينطبق على معظم الجهود الممكنة من جانب الولايات المتحدة وبلدان أخرى لتسخيرها للردع أو غيره من استراتيجيات تكميلية تهدف إلى تشكيل إرهاب للخصم بغرض مجابهة التهديد باستخدام الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ،لكن التساؤلات التي تثار اليوم عن مدى فعالية أو على الأقل تعقيدات الردع والتي ترد في التصريحات تعكس مدى القلق من صعود بعض القوى النووية الجديدة فضلا عن المخاوف من التوازن الغير متماثل والذي يتمثل في وجود قوة ردع جديدة على الميزان من خارج أوربا .
وأما بشأن روسيا ،فلم تعد موسكو العدو للغرب كما أنها ليست بالصديق وأصبح اليوم تجاوز الحدود التي رسمتها الإستراتيجية الردعية نحو علاقة غير عدائية أكثر بلاغة من كونه واقعي .
أما بالنسبة للصين فلازال الاستمرار في توسيع الولايات المتحدة لنطاق الردع النووي يلعب دوراً في المساعدة على تجنب المواجهة مع الصين بشأن تايوان وكذلك في طمأنة الحلفاء في آسيا الذين تنتابهم المخاوف بشأن التأثير النهائي لنهوض الصين.
الشرق الأوسط تتزايد المخاوف في منطقة الشرق الأوسط من احتمال عدم القدرة على منع إيران من إمتلاك السلاح النووي ويطال القلق الرسمي حول طموحات إيران النووية كل الدول المجاورة لها سواء تركيا أو السعودية أو مصر والأردن وفي الفترة الأخيرة تشهد المنطقة حراك سياسيا واسع حول هذه الأزمة وهنا يتفاقم التحدي الذي تواجه إستراتيجية الردع النووي الأمريكية فإذا ما امتلكت إيران سلاح نووي فإن توسيع قوة الردع بما في ذلك إسرائيل ستلعب دوراً أساسياً في أي محاولة لمنع الانتشار النووي في الشرق الأوسط وهنا يتأتى دور الولايات المتحدة التي تلعب دور الوصي في المنطقة للوقوف في مواجهة الطموحات الإيرانية ، وهنا تقف سياسة توسيع الردع على الأقل أمام تحديين اثنين الأول هو الضمان الذي يقدمه الناتو لتركيا والثاني هو العوائق المفترضة في طريق تقديم ضمان فعلي من الولايات المتحدة لحلفائها من الدول العربية في الشرق الأوسط .
فالناتو والولايات المتحدة يسعيان إلى طمأنة تركيا وتزويدها بآلية لمواجهة المخاوف المتصاعدة من برنامج طهران النووي و لتطوير وتعزيز أمن حدودها، ونظامها الجمركي لمنع إيران من نقل الأسلحة والتكنولوجيا من خلال تركيا التي تعد البوابة الشرقية لأوروبا أو بمعنى أخر الاستعداد للرد على أي محاولات إيرانية مستقبلية تستهدف أعضاء الناتو ، وعلى النقيض من ذالك فالجهود الرامية لتوسيع الردع إلى الحلفاء العرب تواجه صعوبة أكبر في هذا الصدد فالخطوات تجاه الشرق الأوسط تهدف إلى الحماية من سيطرة قوى معادية لأمريكا والالتزام بالحيلولة دون تحكم أية قوة معادية لمصالحهم في هذه المنطقة سواء في ذلك القوى الخارجية أو الحركات المتطرفة من الداخل ،وهنا يتبين أن كل المساعي الأمريكية في المنطقة ليس إلا مظلة للمصالح الصهيوأمريكية كما أن تخويف المنطقة من الخطر الإيراني له مبرراته الإستراتيجية الأمريكية.
العلاقات الأمريكية مع روسيا والصين انتقالاً إلى الشريكين الاستراتيجيين اللذين لم يطمئن أحداهما إلى الآخر فقد بدا من المسلم به من كلا البلدين أن النزاع النووي بينهما غير وارد ،وفي الوقت نفسه بات من الصعب وضع علاقة إستراتيجية غير تخاصميه بينهما وإن لم يعد التأكيد على منطق الردع يحتفظ بقبضته على بيروقراطية التفكير والتخطيط في كل من البلدين فأياً من قادة الدولتين لا يريد أن يسجل عهدة علاقات أمريكية –روسية متوترة.
ولكن في حقيقة الأمر هناك أجواء عدم الثقة والشكوك بين الجانبين والتي بدورها تؤثر على القرارات المتعلقة بالقوة النووية وأرقام المخزون منها ، ودرجة التأهب وتخصيص الموارد، وهناك أيضا خلاف أكثر عمقا بين البلدين بشأن المفاوضات والاتفاقات الملزمة و الشفافية المتبادلة حول المحادثات التي ستسبق انتهاء العمل بمعاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية START-1 وحول وحيال القوات الإستراتيجية النووية بعد هذا الاتفاق، ويختلف الوضع مع الصين حيث تأتي على رأس اهتمامات الولايات المتحدة في أغلب التقارير الإستراتيجية الأمريكية التي تصدر بحثا عن معالم واضحة لإستراتيجية كبرى تعمل الولايات المتحدة على هديها بعد انتهاء إستراتيجية الاحتواء بانتهاء الحرب الباردة وتلعب الأزمة بين الصين وتايوان دوراً كبيراً في التصعيد مع الولايات المتحدة وسود الثقة الغير متبادلة في العلاقة الإستراتيجية بينهما .
شمال شرق أسيا عند مقارنة الرد الأمريكي على كوريا الشمالية , والدعاوى الزائدة بمنع انتشار السلاح النووي نراها تمد يدها لإسرائيل وتسعى إلى تكميم الأفواه عند الحديث عن مخاطر الردع الإسرائيلي وخاصة من الدول المجاورة لها هذا مع العلم بالترسانة النووية المرعبة لإسرائيل والتي بنتها بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية تشهد هذه المنطقة اهتماماً وقلقاً متزايداً فيما يتعلق بمسألة الأمن النووي في كل من اليابان وكوريا الجنوبية .
فبعد تجربة كوريا الشمالية الأولى لإطلاق صاروخ متوسط المدى Taepodong-1
في عام 1998 فوق اليابان، من ثم اختبارها للسلاح النووي في عام 2006 بالإضافة الى التجربة النووي التي هزت العالم توسعت دائرته الشرعية والنقاش في اليابان حول خيارات الأمن النووي و تهدد بأن تسقط من دستورها البند الذي يلزم اليابان بسياسة سلمية لتتيح لنفسها توسيع قدراتها العسكرية وربما النووية ،وعلى كل فإن الخيار الذي تفضله الجهات الرسمية في اليابان هو الاعتماد الكامل على الأمن الأمريكي بما يقدمه من ضمانات نووية ، وأياً كانت هذه الضمانات التي تقدمها أمريكا فهي لا تستطيع لأم جراح الماضي عن عوام اليابانيين، ومن الجانب الآخر سعت كوريا الجنوبية إلى الضغط على الولايات المتحدة لتأكيد الحصول على ضمانتها النووية .
وكان هذه الخطوة من قبل كوريا الشمالية قد وضعت سياسة الردع الأمريكية عل المحك وربما قد تُضطر إلى التسليم بامتلاك كوريا الشمالية سلاحا نوويا، وسوف تنتقل من المعركة على منع إنتاج السلاح النووي إلى المعركة على منع تسريب المعرفة أو الأسلحة النووية إلى الخارج.
وبالرغم من المخاوف التي تناب جيران القطب النووي الصاعد والسعي وراء الضمانات من البيت الأبيض يجمع الخبراء على أن الخطر في أن تقوم بيونغ يانغ باستعمال أسلحتها النووية ضد جيرانها أو ضد الولايات المتحدة غير واقعي، ويعتبر البعض التهديد الأكثر جدية من التجربة النووية ليس نابعا من أن كوريا الشمالية سوف تقدم فعلا على استعمال أسلحتها النووية تجاه جيرانها، وإنما من خطر بيع التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى وربما أيضا إلى جماعات إرهابية وان هذه التخوفات تتجاهل التطمينات التي أطلقتها كوريا الشمالية ومفادها أنها لن تتاجر بالمعرفة النووية التي حققتها
إسرائيل والوجه الأخر قد سبق أن قيل إن إسرائيل تتبع إستراتيجية الردع بالظن أو الردع بالشك فيما يتعلق بسلاحها النووي، بما يعني أن الأطراف العربية تمتنع عن استخدام القوة العسكرية ضد إسرائيل نظرا لشكها في أن إسرائيل ستستخدم الأسلحة النووية ضدها في حال شنها هجوما مسلحا عليها ،ولقد كانت إسرائيل تمتنع عن ذكر أسلحتها النووية وعن إستراتيجية الردع، إلا أن مسئوليها وكتابها أصبحوا مؤخرا يذكرون كيف أن أسلحة إسرائيل النووية تشكل قوة ردع،وأن السلاح النووي سلاح الملاذ الأخير بمعنى أن إسرائيل لا تلجأ إليه إلا في حال فشل باقي وسائلها في منع الدول العربية من تحقيق أهدافها تحت مظلة الاستراتيجي الأمريكية فعند مقارنة الرد الأمريكي على كوريا الشمالية، والدعاوى الزائدة بمنع انتشار السلاح النووي نراها تمد يدها لإسرائيل وتسعى إلى تكميم الأفواه عند الحديث عن مخاطر الردع الإسرائيلي وخاصة من الدول المجاورة لها هذا مع العلم بالترسانة النووية المرعبة لإسرائيل والتي بنتها بالتعاون مع الولايات المتحدة وتمويلها، وطورت صواريخ أمريكية لإطلاقها، إضافة إلى الغواصات الألمانية التي تركب عليها رؤوس نووية، والتي تقدم لإسرائيل كهدايا أو بأسعار مخفّضة في الحين تعدّ الولايات المتحدة وإسرائيل لعدوان قد يكون نووياً على إيران بحجة مشروعها النووي.
وختاماً يمكننا القول أن التوسع النووي في السنوات الأخيرة قد شكل بداية النهاية لجوانب عديدة في الإستراتيجية النووية الأمريكية المهيمنة التي تصب ليس في إتجاه تخليص العالم من الخطر النووي والترسانة النووية القائمة وفي اتجاه الإصرار على احتكار التكنولوجيا النووية والترسانة النووية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأولئك الذين يدورون في مدارات سياستها ويخدمون إستراتيجيتها، بما في ذلك إسرائيل إضافة إلى الدول الأربع الأخرى المعترف بها كدول نووية وهي روسيا والصين وانجلترا وفرنسا، بدل من الخيارات القائمة.. فإما خيار نزع الأسلحة النووية كاملة والقضاء على الترسانات النووية القائمة والالتزام بعدم بنائها بما فيها ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية وقواعدها وأساطيلها، وإما الانفلات النووي الذي يهدد البشرية بالفناء.
لقد انتهى عصر احتكار التكنولوجيا النووية والأسلحة النووية، فهل تصغي البشرية إلى خيار الحياة، والى القناعة بأن امن الشعوب لا يأتي من الأسلحة النووية بل من إزالتها والقضاء عليها فليس المطلوب بناء إستراتيجية تقوم على منع جدد من دخول النادي النووي، بل المطلوب إستراتيجية قوامها إغلاق هذا النادي الذي بات مصدر خطر على العالم كله،،،،،، تم بحمد الله باتوفيق للجميع R-77 adder
اعدام ميت
لـــواء
الـبلد : المزاج : ربى الله .... وليس امريكا التسجيل : 06/03/2011عدد المساهمات : 3727معدل النشاط : 3221التقييم : 167الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الخميس 28 يوليو 2011 - 22:07
مبدئيا ++
اعجبنى جدا البرنامج النووى الباكستانى ...ناس عصاميين
ملحوظة / اسرائيل اجرت تجربة نووية فى المحيط الهادى عام 79 بالتعاون مع جنوب افريقيا
وبالنسبه لتجربة عام 1979: قمر صناعي أميركي يلتقط وميضا يعتقد أنه نجم عن تفجير نووي في المحيط الهندي، وأشارت تقديرات أميركية بعد ذلك إلى أن التفجير المفترض كان تجربة مشتركة بين إسرائيل وجنوب أفريقيا في تلك المنطقة. عام 1997 نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تصريحا لمساعد وزير خارجية جنوب أفريقيا عزيز بهاد أكد فيه تلك الشكوك. ____________________________________________________
وشكراً
Son of the Great Pharos
جــندي
الـبلد : المهنة : مصري وأفتخرالمزاج : إحترم مصر أحترمك ...تنسى نفسك أفكرك !!التسجيل : 14/06/2011عدد المساهمات : 29معدل النشاط : 23التقييم : 3الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الجمعة 29 يوليو 2011 - 1:04
موضوع مميز و متكامل و أنا أتابع مواضيعك دائما شكرا على المجهود الجبار
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الجمعة 29 يوليو 2011 - 1:18
الموضوع هام وممتاز ويستحق تقييم.. هناك حقائق وارقام بخصوص ترسانة امريكا النووية قد قرأتها لاحد الكتاب اضيفها لكم : منذ عام 1945وحتى اليوم انتجت 4680قنبلة نووية ( 4000منها تفوق قنبلة هيروشيما ب 180مرة)!
@ وبنت منذ عام 1951أكثر من 67500صاروخ نووي عابر للقارات!!
@ وهذا العدد يحمل "رؤوساً نووية" يتجاوز عددها 32.193رأساً يمكن لكل واحد منها إزالة مدينة بأكملها!
@ وبلغ مجموع غواصاتها النووية الحاملة للصواريخ العابرة للقارات 71غواصة!!
@ علما أن أمريكا تملك 65نوعاً من الأسلحة النووية (يصل عددها بالاجمال إلى 70000وحدة بدون الغواصات والصواريخ)!!
@ وفي عام 2007تجاوزت الميزانية الدفاعية لكامل الأسلحة النووية أكثر من 35بليون دولار!!
@ ووصل المبلغ الذي صرف على التجارب والاختبارات النووية (بين 1992و2005) 1300مليون دولار.
@ وفي 1988دفعت أمريكا أكثر من 759مليون دولار لجزر مارشيلز كتعويض عن تجاربها النووية هناك!
@ وفي مارس 1995دفعت 320مليون دولار كتعويضات لعمال ومواطنين أمريكان تضرروا من الاختبارات النووية!!
@ وفي عام 1965صرفت 2200مليون دولار لتطوير الصواريخ البالستية.. وبعد ثلاثين عاماً بالضبط (1996) صرفت نفس المبلغ لنفس الغرض!!!
@ وبين عامي 1957و 1964أنفقت أمريكا 14بليون دولار (فقط) لبناء مخابئ الأسلحة النووية!
@ ويتجاوز مجمل الأراضي التي تحتلها تلك المخابئ والقواعد النووية 15654ميلاً مربعاً (وهو ما يتجاوز مساحة بلجيكا)!
@ وتضم ولاية نيومكسيكو وحدها 2450سلاحاً نووياً (أي أكثر مما في أوروبا وآسيا مجتمعتين) يليها ولاية جورجيا ب 2000سلاح نووي، ثم واشنطن 1685، ثم نيفادا 1350، ثم نورث داكوتا .... تحياتى .
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الجمعة 29 يوليو 2011 - 2:26
maiser كتب:
الموضوع هام وممتاز ويستحق تقييم.. هناك حقائق وارقام بخصوص ترسانة امريكا النووية قد قرأتها لاحد الكتاب اضيفها لكم : منذ عام 1945وحتى اليوم انتجت 4680قنبلة نووية ( 4000منها تفوق قنبلة هيروشيما ب 180مرة)!
@ وبنت منذ عام 1951أكثر من 67500صاروخ نووي عابر للقارات!!
@ وهذا العدد يحمل "رؤوساً نووية" يتجاوز عددها 32.193رأساً يمكن لكل واحد منها إزالة مدينة بأكملها!
@ وبلغ مجموع غواصاتها النووية الحاملة للصواريخ العابرة للقارات 71غواصة!!
@ علما أن أمريكا تملك 65نوعاً من الأسلحة النووية (يصل عددها بالاجمال إلى 70000وحدة بدون الغواصات والصواريخ)!!
@ وفي عام 2007تجاوزت الميزانية الدفاعية لكامل الأسلحة النووية أكثر من 35بليون دولار!!
@ ووصل المبلغ الذي صرف على التجارب والاختبارات النووية (بين 1992و2005) 1300مليون دولار.
@ وفي 1988دفعت أمريكا أكثر من 759مليون دولار لجزر مارشيلز كتعويض عن تجاربها النووية هناك!
@ وفي مارس 1995دفعت 320مليون دولار كتعويضات لعمال ومواطنين أمريكان تضرروا من الاختبارات النووية!!
@ وفي عام 1965صرفت 2200مليون دولار لتطوير الصواريخ البالستية.. وبعد ثلاثين عاماً بالضبط (1996) صرفت نفس المبلغ لنفس الغرض!!!
@ وبين عامي 1957و 1964أنفقت أمريكا 14بليون دولار (فقط) لبناء مخابئ الأسلحة النووية!
@ ويتجاوز مجمل الأراضي التي تحتلها تلك المخابئ والقواعد النووية 15654ميلاً مربعاً (وهو ما يتجاوز مساحة بلجيكا)!
@ وتضم ولاية نيومكسيكو وحدها 2450سلاحاً نووياً (أي أكثر مما في أوروبا وآسيا مجتمعتين) يليها ولاية جورجيا ب 2000سلاح نووي، ثم واشنطن 1685، ثم نيفادا 1350، ثم نورث داكوتا .... تحياتى .
_________________________________________________
الاخ العزيز maiser شكرا لتفاعلك وشكرا على الا ضافه
موضوع: رد: الإستراتجية النووية من الإبتكار إلى الإحتكار الجمعة 29 يوليو 2011 - 21:17
بامانة الموضوع شيق جدا خصوصا انه يتكلم عن اقوى سلاح انتجه العالم لكن يا اخي اعتقد ان الحصول على النووي امر مفروغ لكل دول العالم لكن لا يتم الاعلان عن ذلك للسرية والحفاظ على الامن العالمي طبعا تخمين واحساس فقط