نشرت مؤسسة بلومبيرج الإعلامية فى نيويورك وثيقة قالت إنها حصلت عليها من مصادر مطلعة، توضح أن حكومة جنوب السودان اشترت (10) طائرات هليكوبتر روسية من طراز (أم أى 17) أنتجتها مصانع (كازان) الروسية، التى وقّعت على الوثيقة مع حكومة الجنوب.
وحسب المؤسسة فإن هذا النوع من الطائرات أكثر تطوراً من الذى استعمله الروس عند غزو أفغانستان قبل عقود. ولاحظ التقرير أن ذلك حدث مع اقتراب استفتاء تقرير المصير بالجنوب حول الانفصال أو الوحدة، مع احتمال كبير أن يفوز أنصار الانفصال.
وحسب الوثيقة، التى يعود تاريخها إلى العام 2007، فقد كان من المقرر أن تصل قبل (3) أشهر الدفعة الأولى بـ (4) طائرات، إلى الجنوب عن طريق يوغندا، لكن حسب تعديل فى الاتفاقية، وصلت الطائرات الشهر الماضى عن طريق مطار "عنتيبي" اليوغندى، وكانت تحملها طائرة روسية عملاقة من نوع (انتينوف).
وقال إى جى هوغندورن خبير القرن الأفريقى فى مجموعة (كرايسيز إنترناشونال)، إن الطائرات تستخدم للنقل العسكرى، ويمكن أن تستخدم للنقل المدنى. لكن يمكن أن تُوضع عليها مدافع تحولها إلى طائرات هجومية. وأضاف أن الشراء يمكن أن يكون خرقاً فنياً لاتفاقية السلام، بيد أنه جاء بعد أن اشترت حكومة السودان نفس الطائرات، ولكن من نوع متطور (إم أى 24)، وهى طائرات هجومية.
وأشار مراقبون فى واشنطن، إلى أن (أى إتش إس جين) وهو مركز أبحاث فى أنغلوود، بولاية كولورادو الأمريكية، نشر العام الماضى أن حكومة جنوب السودان اشترت (100) دبابة روسية من نوع (تى 72)، ومعدات عسكرية أخرى، وقال هلمود هايتمان، خبير أسلحة دولى ومركزه فى جنوب أفريقيا، إنَّ شراء حكومة الجنوب لهذه الأسلحة، سواء طائرات هليكوبتر أو دبابات، يعنى أنها تريد تحذير حكومة الخرطوم من شن هجوم أو القيام بتحركات عسكرية لعرقلة أو عدم تنفيذ، استفتاء السنة المقبلة. وأضاف يتوقع الجنوبيون أن يصوتوا مع الانفصال. وأيضاً يتوقعون ألا تصمت حكومة الخرطوم على ذلك.
ونقل مركز بلومبيرج عن المقدم الصوارمى خالد المتحدث باسم الجيش، أن القوات المسلحة أبلغت مسبقاً بصفقة الطائرات. ونقل على لسان كوال ديم كوال، المتحدث باسم الجيش الشعبى، إنهم أبلغوا القوات السودانية مسبقاً بالصفقة. ودافع كوال عن الصفقة، وقال إنها لا تخرق اتفاقية السلام. وقال نريد أن تكون لنا قوات جوية قبل الاستفتاء، ولا تمنع ذلك اتفاقية السلام، ونتوقع أن يساعدنا المجتمع الدولى على تطوير جيشنا. وذكر مراقبون فى واشنطن أن عسكريين أمريكيين كانوا قد أكدوا فى الماضى أن قوات تدريب تابعة للقيادة الأفريقية (أفريكوم) تدرب جيش جنوب السودان.