جرت في مدينة جوبا مراسم الإعلان عن قيام جمهورية جنوب السودان بعد الانفصال عن الشمال. وأدى الجنرال سلفاكير ميارديت اليمين الدستورية رئيسا للدولة الوليدة. وجرى الاحتفال وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة وبحضور نحو 35 شخصية دولية بينهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وتم الإعلان التاريخي بقيام الدولة الجديدة بعزف النشيد الوطني لـ"جمهورية السودان" كتحية أخيرة للوطن الأم قبيل الإعلان الرسمي للانفصال. وتم إنزال علم الحركة الشعبية لتحرير السودان من على تمثال الراحل جون غرنق الزعيم السابق للحركة ليرفعه سلفاكير ميارديت -رئيس الجمهورية الوليدة- على السارية، بعد إنزال علم جمهورية السودان.
وقرأ رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني إيجا الإعلان الرسمي لاستقلال جمهورية جنوب السودان، وهو الخطوة الأخيرة من اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي أنهى عقودا من الحرب بين شمال السودان وجنوبه.
وقال رئيس برلمان جنوب السودان إن الدولة الجديدة سوف تتولى كافة الالتزامات باعتبارها عضوا كاملا في المجتمع الدولي وسوف تلتزم بحماية السلم الدولي، لافتا إلى أن جمهورية جنوب السودان سوف تلتزم بميثاق الأمم المتحدة ودستور الاتحاد الأفريقي. ودعا رئيس البرلمان دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الجديدة
اعترافات دولية
وتحدث في حفل الإعلان رؤساء دول ومنظمات إقليمية ودولية بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أكد على ضرورة شراكة الدولة الجديدة مع محيطها الإقليمي والدولي وخصوصا جمهورية السودان، مذكرا بالروابط التي تربط شمال السودان وجنوبه.
وأعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي اعتراف بلاده بجنوب السودان. وقال في كلمة بالحفل إن بلاده تتطلع إلى التعاون والعمل مع الدولة الجديدة كجيران.
وسارعت الولايات المتحدة إلى الاعتراف بالجمهورية الجديدة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض "بعد كفاح طويل لسكان جنوب السودان ترحب الولايات المتحدة بميلاد دولة جديدة". وحث أوباما جنوب وشمال السودان على تنفيذ اتفاق السلام وحل النزاع بشأن أبيي، ودعا لإنهاء العنف في جنوب كردفان.
كما اعترفت تركيا رسميا بجمهورية جنوب السودان دولةً مستقلة. وقال وزير التنمية جودت يلماز، الذي يشارك في الاحتفالات بجوبا، "سلّمت رسالة باعتراف تركيا بجمهورية جنوب السودان من الرئيس عبد الله غل إلى السلطات السودانية الجنوبية".
تعهد ألماني
وتعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعم دولة جنوب السودان. ووصفت تأسيس دولة جنوب السودان بأنه "يوم خاص جدا بالنسبة لأفريقيا".
وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت إن موضوع السودان سيكون على قمة جدول أعمال مجلس الأمن، الذي تتولى رئاسته ألمانيا حاليا.
وأضافت المستشارة "إننا نريد أن تنشأ دولتان مستقرتان في شمال وجنوب السودان، وجنوب السودان يحتاج على وجه الخصوص إلى دعمنا ودعم المجتمع الدولي بأكمله".
رئيس برلمان جنوب السودان يتلو بيان استقلال الجنوب عن الشمال (الجزيرة)
وأعلنت الحكومة الأسترالية أنها ستقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية جنوب السودان الجديدة، وستخصص 16 مليون دولار في العامين المقبلين لمساعدتها في تأمين الخدمات الأساسية.
ونقلت وكالة الأنباء الأسترالية عن رئيسة الوزراء جوليا جيلارد ووزير الخارجية كيفن رود في بيان مشترك، أن أستراليا ستعمل مع المجتمع الدولي من أجل تقديم الدعم لشعب جنوب السودان والسودان لبناء مستقبل آمن وقابل للاستمرار.
ردود عربية
وكان وزير الخارجية المصري محمد العرابي أعلن السبت اعتراف مصر رسميا بجمهورية جنوب السودان، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إنه فور وصول الوفد المصري المشارك في احتفالات إعلان الدولة في جوبا قام بتسليم خطاب رسمي بالاعتراف بالجمهورية الجديدة.
من جهته أكد السفير أحمد بن حلّي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن انضمام جمهورية جنوب السودان للجامعة العربية حقٌ أصيل لها لأنها كانت جزءاً من دولة عربية انقسمت إلى شطرين.
وكانت مصادر صحفية قد نقلت عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما أوردته بأن إسرائيل ستكون من أوائل الدول التي ستعترف بالجنوب السوداني دولة مستقلة.
ومنذ منتصف الليلة الماضية أضحت جمهورية جنوب السودان المنتجة للنفط أحدث بلد في العالم، وأعلن جنوب السودان الاستقلال في استفتاء أجري في يناير/كانون الثاني الماضي تتويجا لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية مع الشمال.
وكانت حكومة السودان في الخرطوم أول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي، في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان الذي كان حتى السبت أكبر بلد أفريقي.
وصوت مجلس الأمن الدولي الجمعة على تشكيل بعثة جديدة في جنوب السودان قوامها يبلغ سبعة آلاف من قوات حفظ السلام.
المصدر: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/85DBA92B-46DA-48A1-AAC9-AAB7FC59A1B6.htm