مع وجود الخطر الخارجي كان هناك خطر داخلي كبير و هم المنافقون و المفهوم الامني الحديث ( الطابور الخامس ) كانت هاته الفئة اخطر خصم لاستخبارات الاسلام فقد عمل المنافقون على اضعاف الروح المعنوية للمسلمين في الغزوات خصوصا احد عندما عاد راس النفاق بثلث الجيش و الاحزاب و تبوك و ايضا عملو على التفنن في نشر الاشاعات التي طالت عائلة الحبيب المصطفى كما حصل في حادثة الافك وقف الجهاز الاسلامي بكل قوة امام هؤلاء المنافقين و عمل على محاصرتهم و كشفهم واحدا تلو الاخر
و في ظل المقاومة الشرسة للمخابرات الاسلامية لمخططاتهم نسقو مع اليهود و تعاونو معهم لاضعاف الدولة المسلمة كما حصل في غزوة الاحزاب بل و تعداه الامر الى ان اعلن اليهود حرب اقتصادية على المسلمين فهم ( اقصد اليهود ) كانو يتحكمون بشكل واسع بالنشاط الاقتصادي للمدينة بل و دفعتهم الحقارة الى اتخاذ مسجد الضرار كمقر لهم للتخطيط لمؤامراتهم القذرة فماكان من الرسول الا ان احرق المسجد
برغم كل هذه الدسائس الا ان المستوى الامني للرسول و مخابراته المتمرسة احبطتها جميعا و قضت عليها في مهدها
و من احدى العمليات التي تؤكد قوة الاستخبارات النبوية قبل فتح مكة بايام قليلة
ان حاطب بن بلتعة كتب رسالة الى اهل مكة نصها يقول( من حاطب الى اهل مكة رسول الله يريدكم ...) و اعطى الرسائل الى خادمة ابي عمر بن صهيب بن هشام بن عبد مناف جاءت للرسول تطلب المعونة فاعانها الرسول صلى الله عليه و سلم .بعد ان خرجت جاء الامين جبريل و اطلع الرسول على ما حصل فامر الرسول صلى الله عليه و سلم نفرا من الصحابة من بينهم علي و طلحة و المقداد بن الاسود و حدد لهم الرسول مكان المراة و خط سيرها فانطلقو على اثرها عندما ادركوها طلبو منها ان تعطيهم الرسالة فابت في البداية لكن حزم علي و منظره و هو يستل سيفه ذو الفقار اخافها فاخرجت الرسالة و اعطتها لهم و عفا الرسول عن حاطب الذي خشي على اهله في مكة فهو من اهل بدر المغفور لهم و نزل في هذه الحادثة الاية رقم 13 سورة الممتحنة
يتبع ...