هل الشرق الأوسط على حافة حرب جديدة كبرى؟
صدر امس الاثنين تقرير جديد يحذر من احتمال نشوب حرب جديدة فى منطقة الشرق
الاوسط . التقرير الصادر عن مجموعة الازمات الدولية - وهي منظمة وساطة
محترمة من الدبلوماسيين السابقين – استندت في تحذيرها على نتائج المحادثات
المكثفة مع صانعي القرار في المنطقة .
ويستهل التقرير مقدمته بتحذير واضح بان " الوضع في بلاد الشام ... هادئ
بصورة غير عادية وخطير بشكل فريد ، و كلاهما سواء بالنسبة للسبب نفسه " .
و يشير التقرير "إن التراكم و النمو في القوات العسكرية والتهديدات يعزو
لحرب شاملة لن تستثنى المدنيين ولا البنى التحتية المدنية ، فضلا عن
الاحتمال المقلق لتحول هذه الحرب الى حرب اقليمية ، هما السبب الفعال لردع
جميع الاطراف".
وقد لاحظت مجموعة الازمات الدولية ان "القوة العسكرية لحزب الله تنمو " وان
حزب الله وانصاره في المنطقة - سوريا وايران- ينظرون الى تراكم ترسانة
الميليشيا الشيعية ونمو قدراتها هو الرادع لإسرائيل عن شن هجمات على أي
دولة منهما ، فى حين تعتبر اسرائيل حزب الله مع حيازته لترسانة صواريخ
قادرة امطار المدن الاسرائيلية بالقذائف .. تهديدا لا يطاق " وهى مشكلة
ترغب إسرائيل في معالجتها قبل فوات الأوان..."
و تشير المجموعة فى تقريرها الى ان ما يحافظ على بقاء الوضع فى المنطقة على
ماهو عليه قد يكون ايضا ما يمكن ان يؤدي سريعا الى تدهوره .
فهل ينبغي أن تندلع حرب جديدة .. ان إسرائيل مصممة على توجيه ضربة اكثر
تدميرا و بسرعة أكبر مما كانت عليه خلال الحرب الأخيرة ، والتي فشلت في
تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حزب الله. وحذرت علنا من تدمير البنية
التحتية المدنية اللبنانية ، وبأن سوريا ، ، مزود حزب الله بالاسلحة لن
يكون خارج المسالة. بينما حزب الله يعتقد ان قدرته على اطلاق الصواريخ علي
تل ابيب هو المفتاح لمنع إسرائيل من العودة الى الاجهاز على الميليشيا
الشيعية.
وبطبيعة الحال ، وسط التوترات الاقليمية بشأن برنامج ايران النووي ، فان
مايطلق عليه "محور المقاومة" و يضم - إيران وسوريا وحماس وحزب الله – قد
عمقوا تحالفهم ، مع زيادة خطر إمكانية الانضمام الى المعركة اذا ما تعرض
احد اطراف التحالف لهجوم من اسرائيل أو الولايات المتحدة .
بالرغم من أن جميع اللاعبين الأساسيين لديهم أسباب جيدة لتجنب بدء حرب أخرى
في الوقت الراهن ، فان مجموعة الأزمات تحذر من أن "التوترات تتصاعد مع عدم
ضمان وجود أي صمام أمان واضح." ففي مرحلة ما ، يمكن للردع المتنامي لحزب
الله ان يتخطى الخط ألاحمر الاسرائيلى.. كذلك فان المقاطعة الدبلوماسية
الغربية لمخيم المقاومة قد يكون سبب اخر للقلق لأنه لن توجد قنوات فعالة
يمكن من خلالها جعل مختلف الخصوم تفهم كيف يمكن أن تؤدي أفعالهم إلى عواقب
غير مقصودة .
ان الخطر الذي يشكله عدم وجود قنوات اتصال بين معسكر المقاومة
والإسرائيليين ، هو ما يفسر ، لماذا ذهب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون الى أنقرة الاسبوع الماضى لحث تركيا على الحفاظ على علاقاتها مع
إسرائيل واستخدام علاقاتها مع سوريا لتسهيل الاتصالات التي يمكن أن تخفف من
وطأة الموقف .
وهى العلاقات التى طالما عرضت تركيا للسخرية في بعض الدوائر الغربية -
وبالتأكيد في إسرائيل - لمقاربتها الدبلوماسية مع دول مثل سوريا وايران
وحماس ، ولكن نداء كاميرون هو اعتراف ضمني بأن سياسة امريكا فى عهد بوش
الرافضة للتعاون مع الانظمة المتطرفة فى المنطقة قد قلصت الى حد كبير من
قدرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فى التأثير على الأحداث في الشرق
الأوسط.
Source: http://ar.shvoong.com/law-and-politics/politics/2032784-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9/#ixzz1UWot4iNQ