قال عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبى السابق، إن القذافى قدم دعماً للرئيس السابق حسنى مبارك، واشترى له طائرة ودعمه بكل الطرق، واصفاً اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات ونائب رئيس الجمهورية السابق، بأنه كان "رجل ليبيا فى مصر"، مشيراً إلى أن التنسيق بين أجهزة الأمن الليبية والتونسية كان كاملاً إلى درجة دفعت القذافى إلى إقرار راتب شهرى لـ زين العابدين بن على، الرئيس التونسى السابق، فى حوار مطول لصحيفة الحياة اللندنية عن أبرز المحطات السياسية والأمنية فى عهد القذافى الطويل، تنشره بداية من غد السبت.
وأضاف شلقم، أن المخابرات المصرية قامت بنقل منصور الكيخيا، وزير الخارجية الليبى السابق المعارض، من القاهرة إلى ليبيا سراً، حيث لقى مصيره هناك، بينما اشترى القذافى المقدم عمر المحيشى من المغرب بـ200 مليون دولار وذبحه كالخروف، مورداً روايات حول ملابسات اختفاء الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى لبنان، خلال زيارة إلى ليبيا.
وأشار شلقم وفقاً لـ"العربية. نت"، إلى ما أصاب الزعيم الليبى فى السنوات الأخيرة من هاجس احتمال مواجهة مصير مشابه لمصير صدام حسين، موضحاً أن القذافى كان يكره صدام منذ البداية، ما دفعه لمد الإيرانيين بصواريخ ليبية دون مقابل، لدك المدن العراقية، مؤكداً أن القذافى كان يخاف من الأمريكيين، وأن أجهزته قامت فى السنوات الأخيرة بتزويد الاستخبارات الأمريكية بمعلومات عن تنظيم القاعدة والإسلاميين.
وأوضح شلقم أن القذافى كان حاقداً على السعودية، ويحلم بتقسيمها، مشيراً إلى أن عبد الله السنوسى، مدير الاستخبارات الليبية، اعترف بمحاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم كان ولياً للعهد، لكنه زعم أنها تمت دون علم "القائد"، وأنه قدم مساعدات لمعارضين فى لندن وأطراف فى السلطة اليمنية وقوى جنوبية والحوثيين لدفع هؤلاء إلى العمل ضد السعودية، على الرغم من الموقف المتسامح الذى اتخذه الملك عبد الله بعد انكشاف محاولة اغتياله.
وكشف شلقم، الذى كان مندوباً لبلاده لدى الأمم المتحدة، كيف أخفى نواياه بالانشقاق عن المسئولين الليبيين فى فبراير الماضى، لتسهيل صدور قرار مجلس الأمن بشأن ليبيا، وتحدث عن لقائه الأخير مع العقيد، الذى يعتبر نفسه شخصية استثنائية، إلى درجة أنه يغار بشدة من سيف الدولة، رغم حبه لشعر المتنبى، مضيفاً أن القذافى يدير البلاد بالهاتف، ويكره المواعيد مع الضيوف ويعتبرها قيوداً، مبيناً أن خيبة القذافى من العرب دفعته إلى القول: "أنا رجل غير مسبوق وسأعلن نفسى ملكاً لملوك أفريقيا"، مشيراً إلى أن سيف الإسلام نجل معمر بكى حين عرف أن والده سيصبح ملكاً للملوك.