مصور مجهول التقطها ومواطن سكندرى اشتراها بـ«ألف» جنيه.. وخص بها 48 صورة نادرة لمحاكمة عرابى وتدمير الإسكندرية بمدافع الأسطول الإنجليزى عام 1882 الصورة تفضح الحدث ولو بعد حين.. كان الاستعمار يمارس قسوته قديما ضد
الشعوب المحتلة، دون أن تشهد عليه صورة تهز الدنيا، وتفتح ضده نار الغضب،
وفى مصر ذقنا هول ذلك حين جاء الاستعمار الإنجليزى إلى الإسكندرية بأسطوله
المدجج بالمدافع والبوارج يوم 11 يوليو عام 1882.
أطلق الأسطول قذائفه على المدينة من شروق الشمس حتى غروبها، وتحولت أحياء
المدينة الهادئة إلى دمار كبير، هل كان الاستعمار الإنجليزى بكل قسوته التى
استمرت حتى أجبرته ثورة يوليو على أن يحمل عصاه ويرحل يعلم أن هناك من
يسجل جرائمه، فى تدمير الإسكندرية؟
المؤكد.. لا.. فلو كان يعلم لما تأخر لحظة واحدة فى تدمير آلة التصوير التى
التقطت جرائمه لحظة بلحظة ونعرض بعضا منها، فماذا عن قصة هذه الصور؟
رأفت أحمد الخمساوى.. مواطن سكندرى يملك هذا الكنز الثمين، ويروى قصة حصوله
عليها بعد أن اختص «اليوم السابع» بنشرها، قائلا: الصور التقطها مصور
مجهول، وحصلت عليها من صديق لى ورثها عن والده الذى كان عاشقا للمقتنيات
القديمة، ودفعت ثمنها ألف جنيه، وقمت بعملية استقصاء وبحث كبيرة للتأكد من
حقيقتها، وشمل بحثى عمليات فنية وأخرى فى المراجع التاريخية، والذهاب إلى
مواقع الأحداث والتأكد من كل موقع شملته الصور، بالإضافة إلى ما نشرته بعض
الصحف الأجنبية وقتئذ مثل التايمز البريطانية والطان الباريسية.
وأكد الخمساوى على أن مجموعة الصور وعددها 48 صورة لا مثيل لها فى أى مكان
بما فيها مكتبة الإسكندرية.إذا كان هذا عن الصور فماذا عن الكتابة المدونة
فى مراجع التاريخ التى تناولت الحدث؟
فى كتابه «11 يوليو وضرب الإسكندرية» تأليف محمود عباس العقاد، وأيضا فى
محاضرة ألقاها فتحى رضوان رئيس اللجنة العليا للحزب الوطنى فى 11 يوليو
1947 قالا: «كانت الحصون التى تتحصن بها المدينة قديمة لم تمتد إليها يد
التجديد والترميم منذ أنشئت فى عهد محمد على، ولم تكن بها مدافع حديثة سوى
مائة مدفع، لم يتم تركيب إلا 64 مدفعا منها، وكانت جميعها تفتقد أدوات
التسديد والتصويب، وكان «سيف النصر بك» كومندان قلعة الفنار، ينتقل من مكان
إلى آخر ومعه مسطرة واحدة يحكم بها التسديد.. استمر الضرب شديدا ومروعا
منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الحادية عشرة قبل الظهر ثم توقف، ثم عاود
الضرب من جديد حتى غروب الشمس، وتم قتل الجنود المصريين وهدم الحصون، ثم
تخطتها نيران المدافع إلى أحياء المدينة لتصل إلى الأهالى الآمنين لتدمر
منازلهم على رؤوسهم، وتهدم المساجد، والمدارس، والكنائس، ودير الفرنسيسكان،
ودور الأيتام، وكل ما تصل إليه نيران مدفعيتهم».
رأيت صورا مرسومة فقط
أسامة أنور عكاشة: لم أر من قبل أى صور حقيقية لضرب الإسكندرية وكل ما رأيته رسومات للحدث فقط.
شاهدت صورا فى كتاب العقاد
جمال الغيطانى: رأيت صورا لضرب الإسكندرية التى نشرت فى كتاب محمود عباس
العقاد الذى نشرته دار أخبار اليوم بعنوان «11 يوليو وضرب الإسكندرية» وهى
لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .
كان بعضها فى سجلات مكتبة البلدية التى أغلقت أبوابها
إبراهيم عبدا لمجيد: رأيت بعض الصور والرسومات فى كتب ومراجع وسجلات مكتبة
البلدية بالإسكندرية والتى أغلقت أبوابها حاليا، ولم أر أى صور أخرى بخلاف
ذلك.
السفن الحربية للأسطول الإنجليزى تقترب من قلعة قايتباى استعدادا لدكها
************************************************** *********************************
تطايرت الخطابات والطوابع أثناء تعرض مكتب البريد الإيطالى بشارع السبع بنات للقصف
************************************************** *********************************
مدافع محطمة بقلعة المكس - أحد الحصون التى كانت تؤمن المدينة
************************************************** *********************************
المدافع المصرية القديمة والحديثة محطمة أعلى قلعة قايتباى
************************************************** *********************************
حصن السلسلة أيضا تم دكه وتحطيمه وقتل جنوده بعد مقاومة باسلة
************************************************** *********************************
ولم تسلم دور العلم أيضا.. حيث تعرضت المدرسة الإيطالية «الدون بسكو» بشارع الخديو للتدمير
************************************************** *********************************
ووسط دمار المدينة تقف القنصلية الإنجليزية برشدى تزهو بعدم التدمير
************************************************** *********************************
وامتد الظلم ليصل إلى محاكمة العرابيين الوطنيين الذين استبسلوا فى الدفاع
عن مدينتهم.. وقد استمر عرابى يقاوم بكل ما عنده من وسائل ولولا الخيانة
التى تعرض لها، فربما كان لعب دورا محوريا فى مقاومة الإنجليز.
************************************************** *********************************
ووسط كل هذا الدمار تُسرع القوات الإنجليزية لحماية الخديو توفيق فى ثكنات
مصطفى كامل دون أن تدمع له عين على الموتى والجرحى من أبناء الوطن الذى
يحكمه، وبناء عليه أصدر أمرا يحذر من مقاومة الإنجليز ومن يخالف فإنه يتعرض
لشديد العقاب.
************************************************** *********************************
أنوار فنار الإسكندرية الذى كان يرشد السفن اختفت بعد تعرضه للتدمير
| This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 550x616. |
************************************************** *********************************
حتى المساجد لم تسلم من نيران مدفعية الإنجليز.. مشهد من مسجد «سيدى تمراز» بمنطقة المرسى أبى العباس بعد تدميره
************************************************** *********************************
لم تفلح محاولة لجوء الأهالى لمنازلهم هربا من نيران القصف حيث تهدمت فوق رؤوسهم فى قلب ميدان المنشية