حزب الله يجتاح بيروت الغربية بعد
معارك مع عناصر تيار المستقبل
مصرع14 وإصابة العشرات
والحريري وجنبلاط ومفتي السنة في حماية الجيش
مصر تطالب بإزالة المظاهر المسلحة
وتدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بيروت ـ من ماهر مقلد ووكالات الأنباء:
مسلح من حزب الله يحتجز افرادا عزلا من تيار المستقبل زعم الحزب انهم كانو مسلحينفي معارك أعادت إلي الأذهان ذكري الحرب الأهلية في لبنان, اجتاح مسلحو حزب الله ـ الموالي لإيران ـ فجر أمس بيروت الغربية, وأحكموا سيطرة شبه كاملة علي المدينة, ورفعوا أعلام الحزب علي الطرقات وأسطح المباني في الأحياء التي كانت معقلا لتيار المستقبل, في الوقت الذي أوقف المسلحون بث محطات الإذاعة والتليفزيون المملوكة لآل الحريري, وأشعلوا النيران في مقر صحيفة المستقبل ولقي14 شخصا علي الأقل مصرعهم, في المعارك المستمرة منذ الأربعاء الماضي.
وقد انتشر المسلحون التابعون لحزب الله في شوارع بيروت الغربية, وسط دمار السيارات والأبنية, وترددت أصداء انفجارات القنابل وفرقعة نيران الأسلحة الآلية, وقام المسلحون بتمزيق صور وملصقات للحريري. وأشاروا إلي أن المسلحين التابعين لتيار المستقبل ألقوا بأسلحتهم ولاذوا بالفرار.
وأفادت مصادر لبنانية أن مسلحي حزب الله سيطروا علي أحياء عائشة بكار والظريف والملا وزقاق البلاط وكورنيش المزرعة ورأس النبع, وأخلي سكان منطقة الطريق الجديدة في بيروت منازلهم, بعد اقتحام مسلحي المعارضة المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مسلحين من المعارضة دخلوا مكتبين لتيار المستقبل في رأس النبع, ورفعوا صورا للرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني السابق إميل لحود, وفي منطقة الحمراء, شاهد مراسل الوكالة عناصر من حزب الله تقف علي شرفة مكتب لتيار المستقبل.
وفي منطقة فردان بيروت الغربية, نصب مسلحو المعارضة حواجزا وقاموا بتفتيش السيارات المارة.
وسار نحو مائة مسلح تابعين لحزب الله يرتدون سترات سوداء في شارع الحمراء التجاري, واتخذوا مواقعهم علي زوايا الشوارع والأرصفة, وأوقفوا السيارات المارة وفتشوها, كما ظهر عشرات من مقاتلي الحزب السوري القومي الاجتماعي المتحالف مع حزب الله في الشوارع المتفرعة من الحمراء مرتدين أقنعة وحاملين قذائف آر.بي.جي.
ومن ناحيته, أكد مسئول في تيار المستقبل أن أنصاره سلموا مقارهم إلي الجيش, تجنبا للتصعيد. وأشار مصدر أمني لبناني إلي أن المسلحين الموالين لتيار المستقبل ألقوا أسلحتهم في آخر منطقة سيطرت عليها المعارضة أمس, وهي الطريق الجديدة. وقال المصدر إن هؤلاء المسلحين أجروا مفاوضات مع مسلحي حزب الله من أجل الاستسلام. وقد أعلن مصدر مقرب من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري, أن قذيفة صاروخية أصابت السور المحيط بقصر قريطم, مقر إقامة الحريري في بيروت, دون أن توقع إصابات أو أضرارا, وتولت عناصر من الشرطة والجيش تأمين القصر وكذلك مقر رئاسة الحكومة. كما تولت عناصر من الجيش اللبناني تأمين الحماية لمنزل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في منطقة كليمنصو ببيروت. وشددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها حول منزل مفتي السنة محمد رشيد قباني.
وفي محاولة لإسكات صوت الإعلام المعبر عن قوي الأكثرية, أجبر مسلحو حزب الله وسائل الإعلام التابعة لآل الحريري, وهي محطة المستقبل الأرضية والفضائية, ومحطة أخبار المستقبل, وإذاعة الشرق, علي وقف البث, وأشار مسئول في محطة المستقبل الأرضية إلي أنهم تلقوا تهديدات بتفجير مبني المحطة, الأمر الذي أجبرهم علي الخروج منه. كما احتجبت صحيفة المستقبل المعبرة عن الحريري عن الصدور, بعد أن أشعل المسلحون النيران في مبناها, مما أسفر عن دمار كامل للطابق الرابع.
وكانت المعارك العنيفة قد تفجرت في عدة مناطق من بيروت الغربية الليلة قبل الماضية, عقب انتهاء المؤتمر الصحفي الذي عقده حسن نصر الله أمين عام حزب الله, الذي اتهم فيه الحكومة اللبنانية بأنها أعلنت الحرب علي الحزب, بعد قرارها بإحالة قضيتي شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله ومراقبته مطار بيروت, إلي القضاء, ووصف أحد الشهود الليلة قبل الماضية بأنها كانت ليلة مرعبة لم يستطع الناس التجوال فيها حتي في بيوتهم.
وفي الوقت نفسه, وجه أحد نواب كتلة المستقبل النيابية انتقادا للجيش اللبناني, بسبب الطريقة التي تعامل بها مع المعارك, حيث رفض التدخل, وكان يقوم فقط بتسلم المقار التي استولي عليها المسلحون التابعون لحزب الله. وقال النائب مصطفي علوش إن الجيش وقف إلي جانب مسلحي حزب الله.
وكان الجيش اللبناني قد أصدر بيانا حذر فيه من أن استمرار الوضع علي حاله, يمس وحدة المؤسسة العسكرية, ودعت قيادة الجيش جميع الأطراف إلي التوصل إلي حلول للأزمة الحالية.
وأثارت المعارك ردود أفعال واسعة النطاق في المنطقة والعالم.
ففي القاهرة, أعرب السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن انزعاجه البالغ من التطورات المؤسفة في بيروت, وأكد إدانته الكاملة لتدهور الأمور علي نحو ما جري, ومحاولة فرض أمر واقع وإيقاع لبنان في شراك فتنة مذهبية وطائفية مقيتة,
وأعرب أبوالغيط عن أمله في الإزالة الفورية لجميع مظاهر العنف المسلح من بيروت. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن مصر والسعودية تقدمتا بطلب عقد اجتماع فوري لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية, لبحث الوضع المتدهور في لبنان, وقال المتحدث إن من المتوقع عقد الاجتماع خلال اليومين المقبلين.
وفي دمشق, اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة التي يشهدها لبنان هي شأن داخلي. وفي باريس, أكد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير أن فرنسا لن تبقي مكتوفة الأيدي في مواجهة المأساة الجارية في لبنان