رتل من الشاحنات المؤجرة ينطلق من كينيا ومشروع لحفر آبار داخل الصومال
تعتزم جمعية "الإصلاح والإرشاد" تسيير قافلة مساعدات إنسانية إلى الشعب الصومالي، الذي يواجه كارثة إنسانية بسبب المجاعة. وهي المبادرة التي ستوفر لها "الشروق" رعاية إعلامية ومادية، إلى جانب باقي المساهمين من مؤسسات وأفراد.
وأوضح رئيس الجمعية نصر الدين شقلال، في تصريح لـ "الشروق" أمس أن هذا العمل التضامني "يعد واجبا إنسانيا، كما أنه واجب ديني لاسيما في شهر رمضان وتجسيد لقيم المجتمع الجزائري المسلم المعروف بشيم النجدة والمروءة..ونحن كجزائريين سواء على المستوى الرسمي أو كمجتمع مدني يؤلمنا الصمت العالمي إزاء موت إخوتنا جوعا".
ويواجه الصومال كارثة إنسانية غير مسبوقة، بسبب موجة الجفاف التي تعرض لها، وأدت إلى وقوع مجاعة تسببت في وفاة الآلاف، كما يواجه ثلث الأطفال الصوماليين خطر الموت جوعا. يحدث هذا في ظل انتقادات حادة لأداء المجتمع الدولي، الذي لم يتحرك بفعالية لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
وعن ترتيبات المشروع، أفاد شقلال أن الوفد، الذي سيضم أعضاء من الجمعية وبعثة إعلامية لـ "الشروق"، سيتنقل إلى كينيا جوا عبر مطار القاهرة، وعند بلوغه الأراضي الكينية سيقتني أغذية لاسيما الدقيق ومواد إغاثة مختلفة، ستنقل في رتل من الشاحنات المؤجرة إلى مخيم "داداب" الذي يضم حوالي 340 ألف لاجئ صومالي، "وعند وصولنا هناك سنبحث عن إمكانية دخول الأراضي الصومالية، لإيصال قسم من المساعدات إلى المنكوبين.. وإن تطلب الأمر سنمضي عيد الفطر هناك، وسنعمل على أن تبلغ المساعدات مستحقيها ولا يحوّل أي جزء منها مهما كان بسيطا إلى غير وجهته"، يقول شقلال الذي كشف عن مشروع لتنصيب مكتب إغاثة جزائري بالصومال "سيتولى تنسيق الجهود هناك"، وكذا عن دراسة جار إعدادها "لحفر آبار بالصومال، لتوفير الماء وهذا ما سيساعد على تلبية حاجيات الصومال من الغذاء، ومواجهة آثار الجفاف.. وبإمكان المتبرع الجزائري أن يسمي البئر على والده أو والدته مثلا لتكون بمثابة صدقة جارية عليهم".
وأشار المتحدث إلى أنه سيلتقي اليوم سفير كينيا بالجزائر للتباحث معه حول الترتيبات الضرورية للرحلة. وبدا رئيس "الإصلاح والإرشاد" متفائلا بنجاح المهمة الإنسانية "بالنظر إلى تراكم الخبرات لدينا على هذا الصعيد، ومن ذلك تسييرنا قافلة لفك الحصار عن غزة في 2010، وكان لها دور في كسر الحصار وشجعت جهات عدة على القيام بخطوات مماثلة، كما سيّرنا كذلك قافلة مساعدات لمنكوبي فيضانات باكستان في العام ذاته".
شقلال، الذي ثمن عاليا موقف "الشروق" ومديرها العام الأستاذ علي فضيل الذي تعهد بدعم القافلة ماديا ورعايتها إعلاميا، أهاب بالمؤسسات والأفراد الجزائريين المقتدرين بالمساهمة في دعم هذا العمل. وعن موقف الدولة الجزائرية من مشروع القافلة قال شقلال "المشروع يستقيم مع توجهات الدولة التي لها صيت عالمي لمساهمتها في جهود الإغاثة في كل مكان من الأرض، وبالتالي من الطبيعي أن تقدم لنا السلطات الجزائرية التسهيلات الضرورية وعلى المستويات كافة وهذا أمر بديهي، ومن جهة أخرى فالعملية هي من صميم توصيات الجلسات الوطنية للمجتمع المدني"، كما لفت بالمقابل إلى أن هذا العمل، إلى جانب أبعاده الإنسانية الصرفة، "سيعزز من جانب ثان، حضور الجزائر في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم، بما يخدم مصلحة الدولة الجزائرية هناك".
http://www.echoroukonline.com/ara/national/81005.html