وتعتمدالطريقة على
استيلاد نباتات مُعدّلة بأساليب الهندسة الوراثية (إضافة الى بعض أنواع
البكتيريا المُعدّلة بالطريقة عينها) ونثرها على مساحات واسعة من الصحراء،
خصوصاً تلك التي يعتقد باحتوائها على حقول الالغام. وعُدّلت تلك النباتات
بحيث يتغيّر لونها (من الأخضر الى البنفسجي) إذا اقتربت جذورها من مادة
«تي ان تي» المتفجرة. ثم تبدأ مرحلة القضاء على تلك الأجسام الخطيرة عبر
رشّ أنواع من البكتيريا المُعدّلة وراثياً لتتغذى اساساً على الجسم
المعدني للغم، بحسب كلام الناظر، ما يؤدي الى تآكله ثم تبعثر مادة الـ «تي
إن تي» في التربة. وكذلك تساهم جذور النباتات المُعدّلة وراثياً في امتصاص
الـ «تي أن تي» بحكم قربها من الألغام، وتأخذ منها عنصر النيتروجين الذي
تستعمله في غذائها.وإذا
نجح هذا المشروع، تكون الطريق المصرية الى نوبل قد شُقّت بفضل مشروع يجمع
بين صورتي السلام (من خلال إزالة الألغام) والاستخدام السلمي لمنجزات ثورة
الجينات في القرن الجاري.
استكمالاً
لهذا الملف، أوضح رئيس الأمانة التنفيذية لـ «اللجنة القومية لإزالة
الألغام وتنمية الساحل الشمالي» السفير فتحي الشاذلي، أن الحكومة شرعت في
تنفيذ هذا المشروع التجريبي لإزالة الألغام في مساحة 35 ألف فدان بمشاركة
البرنامج الانمائي للأمم المتحدة. وقدرت كلفة المرحلة الاولى بنحو 18
مليون جنيه، تساهم فيها الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة بنسبة 20 في المئة،
ويأتي بقية المبلغ من جهات مانحة. ويستغرق المشروع نحو 18 شهراً. وتستغرق
المرحلة الثانية نحو 6 سنوات. وتصل كلفتها الى قرابة 250 مليون دولار
لإنهاء ملف الاجسام القابلة للانفجار في الساحل الشمالي الغربي. ويأتي ذلك
ضمن خطة تنمية شاملة للساحل الشمالي، يشارك في تمويلها المانيا وايطاليا
وبريطانيا إلى جانب مساهمة من مستثمرين اجانب ومصريين. وأشار الشاذلي إلى
إنشاء أمانة تنفيذية للمشروع التجريبي لتكون بمثابة نقطة محورية لتنسيق
الجهود مع 20 وزارة و4 محافظات مصرية في هذا المجال. ونبّه إلى انبثاق
المشروع التجريبي لإزالة الألغام من الوثيقة التي أبرمت بين «وزارة
التعاون الدولي» و «برنامج الأمم المتحدة الانمائي». وتساهم القوات
المسلحة في تنفيذ هذه التجربة عبر 250 عنصراً متخصصاً في نزع الألغام من
سلاح المهندسين.
250 مليون دولار لإنهاء ملف الألغام