ذكرت
وزارة الدفاع الصينية أنها تعيد تركيب حاملة طائرات لاستخدامها في أغراض
بحثية ولإجراء تجارب وتدريبات. ويُعدّ هذا المشروع أول تأكيد رسمي على أن
الصين تسعى لتطوير برنامج حاملة طائرات خاص بها، لتنتهي بهذا سنوات من
التخمينات والشكوك فيما يتعلق بامتلاك الصين لحاملة طائرات.
وقال
المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، قنغ يان شنغ، إن إبحار حاملة الطائرات
في أول رحلة تجريبية سيعتمد على الجدول الزمني لإعادة تركيبها.
ولفت
المتحدث إلى أن السعي لتطوير برنامج حاملة طائرات لن يغير استراتيجية
البحرية الصينية الدفاعية لحماية شواطئها، مضيفا أنه "من الخطأ المبالغة
حيال مستقبل حاملة الطائرات أو التقليل من شأنه".
وقال
تعليق نُشر في صحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني، إن الصين تُعد حاليا
الدولة الوحيدة التي لا تملك حاملة طائرات عاملة بين الدول الخمس دائمة
العضوية في مجلس الأمن الدولي، ودول مجموعة "البريك" الأربع التي تشمل
البرازيل وروسيا والهند والصين. وحتى في آسيا، هناك دول تتقدم على الصين في
مجال البحوث المتعلقة بحاملات الطائرات وتطويرها.
وفي
السياق نفسه، قال الجنرال البحري يين تشو، مدير لجنة الخبراء الاستشاريين
التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني، إن "الصين التي تمتلك شريطا
ساحليا يتجاوز إجمالي طوله 18 ألف كلم، ومياها إقليمية تتجاوز مساحتها
ثلاثة ملايين كام مربع، وحارات بحرية طويلة ومزدحمة لضمان تدفق المواد
والسلع المصنعة من والي البلاد، مؤهلة لامتلاك حاملة طائرات".
وأضاف
يين أن الصين تحيط بها حاملات طائرات أجنبية وسفن أخرى ذات حمولات كبيرة
تجوب المياه المقابلة للبلاد. وذكر أن "الولايات المتحدة تقوم بتشغيل 11
مجموعة قتالية من حاملات الطائرات، وتنشر ستة منها في منطقة المحيط الهادئ.
وكانت الهند قد اشترت حاملتي طائرات من بريطانيا بعد الحرب العالمية
الثانية، وبدأت في بناء حاملة طائرات محلية الصنع من المقرر أن تدخل الخدمة
في عام 2014".
بالإضافة
إلى ذلك، تواجه الصين العديد من السفن ذات الحمولات الكبيرة التي لها
قدرات قتالية مساوية لحاملات الطائرات الخفيفة؛ كقوة الدفاع الذاتي البحرية
اليابانية التي لديها الآن حاملتي مروحيات من الطراز "هيوغا" والتي تبلغ
حمولة الواحدة 18 ألف طن. وحصلت جمهورية كوريا على سفن ذات حمولات كبيرة
يمكن استخدامها كحاملات للطائرات، إعتمادا على إذا ما كانت تستطيع شراء
الطائرات العمودية من الطراز "أف - 35 بي".
وأشار
خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الصينية، الجنرال بنغ قوانغ تشيان،
إلى أن "القدرات الدفاعية الراهنة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني لا
يمكن أن تفي بشكل كامل بمتطلبات مهامها، ولا يمكن أن تغطي البحرية الصينية
المياه الإقليمية كاملة".
وأضاف:
"لن نستطيع حماية مصالحنا البحرية وتقديم الضمان الثابت لمصالحنا
الخارجية، ولن يكون لنا الصوت المتكافئ فى القضايا الرئيسية العالمية، بدون
امتلاك حاملة طائرات أو منصة مماثلة للقتال البحري".
من
ناحيته، رأى الباحث في معهد البحوث الاكاديمية التابع لبحرية جيش التحرير
الشعبي الصيني، لي جيي، أن حاملة الطائرات الجديدة ستساعد الصين في تحمل
المزيد من المسؤوليات في الحفاظ على السلام العالمي".
في
هذا الإطار، أكد الجنرال بنغ أن البحرية الصينية تعمل على الدوام لدعم
التعاون الدولي ضد الجرائم البحرية، بما في ذلك محاربة القراصنة
الصوماليين.
في
الوقت نفسه، لفت الجنرال يين إلى أن "الصين تحتاج إلى وقت طويل كي تمتلك
حاملة طائرات بقدرة قتالية حقيقية، نظرا لأن تطوير وبناء هذا نوع من السفن
يعد عملية طويلة ومعقدة".
وتتم
عملية إعادة تركيب حاملة الطائرات الصينية على هيكل سفينة حربية قديمة
اشترته الصين من أوكرانيا بعد تفريغ أسلحة ومحرك السفينة التي صنعت في
الاتحاد السوفييتي سابقا. لذا، تُعد عملية تجهيز السفينة وإزالة الخلل بها
معقدة وصعبة.
ومن
أجل تشكيل قدرة قتالية فعالة، تحتاج مجموعة حاملة الطائرات إلى التدريب
التكتيكي والتقني الطويل. كما أن كل طيار مؤهل للعمل على حاملة طائرات يقضي
فترة تدريبية لا تقل عن 4 سنوات.
ومن
هذا المنطلق، تُعد حاملة الطائرات الصينية منصة للتدريبات والتجارب، ولا
تغير القوة العسكرية الصينية بشكل جذري، ولن تشهد المنطقة المجاورة للصين
على أثر هذا التطور خللا في ميزان القوى.
المصدر:
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=23423&cat=3