موقعة ذات الصواري
التاريخ عام 655 م 34 هـ
السبب تأمين بلاد الشام والبلاد التي فتحت بواسطة الفتوحات الإسلامية .
المكان البحر الأبيض المتوسط بالقرب من سواحل الأناضول .
أبطال الملحمة : أمير المؤمنين ذوالنورين عثمان بن عفان … معاوية بن أبي سفيان … عبد الله بن أبي سرح …
نتعرف أولا على البطل عبد الله بن أبي سرح …
هو عبد الله بن سعد بن أبي السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسان بن عامر بن لؤي القرشي …
أسلم قبل الفتح وهاجر . ثم أرتد فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه .
استأمن له عثمان بن عفان رضى الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان
أخاه من الرضاعة. فأسلم بعد ذلك ثم شارك في كثير من الفتوحات الإسلامية بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم …
وفي عهد ولاية عثمان رضى الله عنه ولاه أمارة الصعيد ثم أصبح والياً على
مصر عام 27 للهجرة وفتح بلاد النوبة والسودان سنة 31 للهجرة ..
وكان معاوية بن ابي سفيان والياً على الشام في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضى
الله عنه فطلب من عمر أن يأذن له في غزو البحر وكتب إلى عمر رسالة جاء
فيها ( أن قرية من قرى حمص نسمع نباح كلابهم وصياح دجاجهم ) يقصد الروم.
فكتب عمر رسالة إلى عمرو بن العاص والي مصر وقتذاك وقال له صف لي البحر وراكبه فإن نفسي تنازعني إليه .
ورد عليه عمروبن العاص وقال ( إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقُ صغير ، ليس إلا السماء والماء، إن ركد خرق القلوب
وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين ، بالنجاة قليل وبالشك كثير، والناس فيه كالدود على العود ،
أن مال غرق ، وإن نجا برق ) فقرأ عمر الكتاب ثم كتب إلى معاوية يقول ( والذي نفسي بيده لا أحمل فيه مسلماً أبداً.
لمسلم واحد أحب إلي مما حوت الروم ) .
ولما تولى عثمان الخلافة كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر بعد أن أتم
استكمال الإستعدادات فوافق عثمان وكتب إليه ( لاتنتخب الناس ولا تقرع بينهم
، ولكن دع الخيار لهم فمن اختار الغزو فاحمله وأعنه .
فبنى معاوية اسطولاً إسلاميا واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي ففتح قبرص .
وولى عثمان عبد الله بن أبي سرح ولاية مصر فبدأ بغزو جنوب ليبيا ثم غزا
بلاد النوبة هذا بالإضافة أن معاوية كان قد سيطر على بلاد الشام وأسيا
الصغرى .
فلما رأى الروم خسائرهم المتوالية في البر جمع قسطنطين بن هرقل ( بعض المؤرخين قالوا أنه كان قسطانز حفيد هرقل )
المهم أنه جمع اسطولاً قوامه 1000 سفينة لضرب المسلمين وتأديبهم . واستأذن
معاوية عثمان وارسل مراكب الشام بقيادة بُسر بن أرطأة وانضم الأخير إلى
اسطول عبد الله بن أبي سرح مكونين اسطولاً قوامه 200 سفينة فقط….
قيل أن المعركة كانت بقرب شواطئ الإسكندرية وقيل أنها كانت بقرب سواحل الأناضول وهو الرجح.
وبات الفريقان في تلك الليلة في عرض البحر، وقام المسلمون الليل يصلون
ويدعون ويذكرون ، وبات الروم يضربون النواقيس ويدقون الأجراس..ولم يكن
للمسلمين عهد بركوب البحر اوالحرب في اساطيله لكنهم وجدوا من خلال فتح بلاد
الشام أن الاسطول البيزنطي أصبح يهدد أمنهم وأمن المناطق التي فتحت ومن
هنا أدرك المسلمون ضرورة بناء اسطول اسلامي لمبجابهة اسطول الروم وكسر
كبريائهم وإنهاء غطرستهم فكان معاوية هو أول من اقترح بناء ذلك الإسطول .
وكان البحر الأبيض المتوسط يعتبر بحيرة صغيرة في مملكة الروم ..
نعود إلى مكان المعركة ونرى كيف سيديرها عبد الله بن أبي سرح …1000 سفينة للروم مقابل 200 سفينة للمسلمين .!!!!
أن من ينظر إلى تلك الواقعة يقول من أول وهلة أن المسلمون هالكون لا محالة … ولكن ….
إنهم تلاميذ أعظم معلم عرفته البشرية … تلاميذ محمد بن عبد الله أعظم الرسل وخيرة الخلق صلى الله عليه وسلم..
تعلموا منه وفهموا ما جاء في خطبة الوداع ( لاهجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية )
النية داخل القلوب التي في الصدور ، والجهاد ها هو أمامهم فماذا بعد ؟؟؟؟
وضع عبد الله بن أبي سرح خطة الحرب وكانت تتلخص في تحميل سفن المسلمين
بالحجارة وعند اقتراب سفن الروم يرموهم بالسهام فإذا نفدت السهام رشقوهم
بالحجارة حتى إذا زاد إقترابهم تسلل بعض جنود المسلمين إلى سفن الروم
وربطوها بأحبال قوية ببعضها ثم ربطوها إلى سفن المسلمين وبذلك تصبح جميع
السفن عبارة عن أرض يابسة وعنئذ يتمكن المسلمون من هزيمة الروم وردعهم وقد
كان ماكان
1200 سفينة مربوطة ببعضها فصارت ساحة جيدة لمعركة فاصلة .. فكيف بدأت ياترى ؟؟؟؟ هكذا بدأت ذات الصواري
خرجت سيوفً بتارةً من أغمادها ، وتلاقت بأكفِ لإسودِ كواسرِ خرجت من
عرينِها دفاعاً لعرضِها وصوناً لشرفِها ، فوقع بينهما عناقاً طالما تاقت
إليه.. وتقارعت السيوف وبدا لمعانِها وحمى الوطيس ، وهاج بحر المنايا ،
وتطايرت الرؤوس في الهواء ، وسقطت أكفِ وسواعد على الأرض والبحر … وهوت
أجساد عفنة بعد أن خرجت منها أرواح خبيثة نتنة لترى مكانها في جهنم المظلمة
…
وفي المقابل هوت أجساد طاهرة بعد ان خرجت منها أرواح زكية في طرقها إلى حويصلات طيور خضر لتجول في الجنة إلىماشاء ربها….
وامتزج ماء البحر بالدماء لكلا الطرفين … وهوت القلوع المشرئبة تحت وطأة ضربات المسلمين …
وطاطأت الصواري رؤوسها إجلالا لعظمة وبسالة المسلمين…
وكان النصر حليف المسلمين وتم فتح القسطنطينية وأضاف فتحها عزاً ومجداً جديدين إلى ماكان عليه المسلمون من عز ومجد ….
واصبحت ذات الصواري إسماً لامعاً على مجرى التاريخ ووضعت لنفسها اسماً بين
كل ذواتِ ذات وسجل التاريخ بحروف من نور على صفحات ناصعة البياض أسماءاً
لنجوم ساطعة لن يخبو ضياؤها …
…..( سلام عليكم شهدائنا الأبرار )…..
http://forum.an3m1.com/t67981.html
موضوع: موقعة ذات الصواري 
الخميس 16 يونيو 2011 - 3:42
