أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: من احوال السلف الصالح الخميس 20 سبتمبر 2007 - 10:35
قال منصور بن عمار (الواعظ): خرجت ذات ليلة فظننت أني قد أصبحت فاذا علي ليلٌ .. فقعدت عند باب صغير فاذا بصوت شاب يبكي ويقول: "وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مُخالفتك .. وقد عصيتك حين عصيتك .. وما انا بنكالك جاهل .. ولا لعقوبتك مُتعرض .. ولا بنظرك مُستخف .. ولكن سولت لي نفسي .. وغلبتني شقوتي .. وغرّني سترك المرخي علي .. عصيتك بجهلي .. وخالفتك بجهدي .. فالآن من عذابك من يستنقذني ؟؟ وبحبل من أتصل إن قطعت حبلك عني ؟؟ واسوأتاه علي ما مضى من أيامي في معصية ربي .. ياولي كم أتوب وكم أعود .. فقد حان لي أن أستحيي من ربي عز وجل." قال منصور: فلما سمعت كلامه قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) فسمعت صوتا واضطرابا شديدا .. فمضيت لحاجتي .. فلما أصبحت رجعت وأنا بجنازة على الباب وعجوز تذهب وتجئ .. فقلت لها من الميت ؟ فقالت: إليك عني لا تجدد علي أحزاني .. فقلت: إني رجل غريب .. فقالت: هذا ولدي مر بنا البارحة رجل لا جزاه الله خيرا فقرأ اية فيها ذكر النار فلم يزل ولدي يضطرب ويبكي حتى مات. فقال منصور: "هكذا والله صفة الخائفين"
قال حبيب العابد: دخلت البصره فإذا أسواقها مغلقة وسككها خالية .. قلت: يا أهل البصره أعندكم عيد لا نعرفه ؟ قالوا: لا، ولكن الحسن البصري في الجامع يعظ الناس. قال: فبادرت إلى مجلسه، فوجدته جالساً على مرتفع من الارض .. وهو يقول: أيها الناس، إستعدوا للرحيل فلم يبق من الدنيا إلا القليل، وخذوا أهبة التحويل، فليس إلى البقاء من سبيل، أما علمتم أنكم على أسرة المنايا تُحملون، وإلى البلاء في دار البلاء عن قريب تسلمون، وبأعملكم التي عملتموها تُفردون، وعلى الله يوم الدين تُعرضون، أمركم بالطاعة فما أطعتم، ونهاكم عن المعصية فما إنتهيتم ، وخوفكم بالنار فما خفتم ولا إرعويتم ، وشوقكم إلى الجنة فما أشتقتم ... فياذا الشيبه المؤذنة بإقتراب الأجل ما إنتظارك، ويا ذا الشبيبة القادرة على إكتساب العمل ما إعتذارك، ويا أيها المطيع لفيه وهواه، المضيع في حظه دنياه من أخراه، المقيم على ذنوبه وخطاياه ..
ليت شعري ما عذركم إذا وقفتم بين يده ؟؟ وحجتكم إذا قدمتم عليه ؟ لقد ضل سعيكم وخاب قصدكم فإستغفروا الله لي ولكم ..
كان بالبصرة عابد قد أجهده الخوف والحزن، وأسقمه البكاء وأنحله من خوفه من لقاء ربه، فلما حضرته الوفاة جلس أهله يبكون حوله، فقال لهم : أجلسونى، فأجلسوه، فأقبل عليهم وقال لأبيه: با أبت ما الذى أبكاك؟ قال: يا بنى ذكرت فقدك وإنفرادى بعدك، فالتفت إلى أمه وقال: يا أماه ما الذى أبكاكِ؟ قالت: لتجرعى مرارة ثكلك، فالتفت إلى الزوجة وقال: ما الذى أبكاكِ؟ قالت: لفقد برك وحاجتى لغيرك، فالتفت إلى أولاده وقال: ما الذى أبكاكم؟ قالوا: لذل اليُتم والهوان بعدك، فعند ذلك نظر إليهم وبكى !.. فقالوا له: ما يُبكيك أنت؟ قال: أبكى لأنى رأيت كلاً منكم يبكى لنفسه لا لى، أما فيكم من بكى لطول سفرى ؟ أما فيكم من بكى بقلة زادى ؟ أما فيكم من بكى لمضجعى فى التراب ؟ أما فيكم من بكى لما ألقاه من سؤ الحساب ؟ أما فيكم من بكى لموقفى بين يدى رب الأرباب ؟