khaybar
رائـــد
الـبلد : التسجيل : 05/12/2007 عدد المساهمات : 947 معدل النشاط : 38 التقييم : 8 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: هجرة الادمغة ومعضلة التنمية في الوطن العربي ... الخميس 22 مايو 2008 - 23:52 | | | هجرة الادمغة ومعضلة التنمية في الوطن العربي ... ان قيام الحضارات وتقدمها واشعاعها لم يكن نتيجة التطور والنماء الاقتصادي بمختلف فروعه وانما كان نتيجة بروز حركات فكرية وعلمية مهدت لذلك التطور، حيث ان تواجد المفكرين والباحثين والمترجمين والعلماء اي النخب الثقافية والعلمية مكن عديد الامم من بناء حضاراتها والتلاقح الثقافي مع الثقافات الاخري وبالتالي الاشعاع الحضاري. وينطبق ذلك علي حضارتنا العربية الاسلامية التي اخذت من الفكر والطب والعلوم اليونانية والهندية فتأثرت بها واضافت لها ثم نقلتها للغرب ولم تحتكرها. وحضارتنا بالاندلس من خلال مدارس وحركات الترجمة لينهل الغرب من هذا الموروث الفكري العلمي ويضيء به الظلمات الحالكة التي كان يتخبط فيها، ويؤسس بالتالي لنهضته الفكرية والعلمية بداية القرن السادس عشر. فبالرغم من سلبيات ومساويء العهد السلطاني وعدم تطور الانظمة السياسية العربية، الا ان الملوك والسلاطين كان جلهم من محبي المفكرين والادباء والشعراء والعلماء لدرجة انهم يمثلون الحاشية والمستشارين، بغض النظر عن ميولهم السياسية او مذاهبهم الفقهية او حتي اعراقهم او اديانهم حيث اننا نلاحظ تواجد عديد من العلماء والمستشارين من اصل نصراني او يهودي الي ان انعكس الحال فوقع تهميش العلم والعلماء وخيم الجهل والاستبداد والفساد فكانت عصور الانحطاط والتخلف الي ان استفاق العرب عند حملة نابليون بونابرت علي مصر، فكان الصدام مع الغرب الذي تطور اخيرا بناصية العلم والفكر والحركة بدلا عن الجمود والتقوقع. ورغم قوة الاصلاحات وتنوعها وجديتها في مصر القرن 19 فانها لم تكن كافية لنهضة وتقدم العرب. دون ان نغفل كون الغرب الاستعماري انذاك قاوم ولا زال بشدة اي نوع من الاصلاحات التي يمكن ان تهدد مصالحه الاستراتيجية في المنطقة العربية، وكذلك لضمان تفوقه في عديد المجالات وهذا التفوق هو الذي دفعه الي الهيمنة. لقد اتسعت الهوة بين العرب والغرب علي المستوي العلمي/ التكنولوجي ولضمان هذا التفوق وهذه الهيمنة حماية منه لمصالحه، بحث الغرب عن استمالة العقول والادمغة العربية وعديد الكفاءات المتخصصة من خلال توفير الظروف والمحيط اللازم للعمل اي توفير الحوافز المالية المغرية جدا والامتيازات وانشاء مراكز الابحاث والمخابر المتخصصة الا انه بالرجوع الي واقع هذه الكفاءات في صلب اوطانها نجد انها تتلقي حوافز مالية هزيلة امام ضيق او انعدام افق مواصلة البحوث العملية هذا ان لم تكن مهمشة او تعيش البؤس والفقر والحرمان، او يمكر بها لمزيد من تهميشها او لدفعها للهجرة والخروج من اوطانها. ان سياسات التنمية الاقتصادية في البلدان العربية كانت ولا زالت غير فعالة ولا ناجعة لانها سطرت بمعزل عن عديد الاعتبارات اهمها كيفية احتواء الكفاءات والادمغة وتوظيفها صلب الدورة الاقتصادية لرفع عديد التحديات.
|
|
|