هو السلطان الملك الناصر ابو المظفر صلاح الدين يوسف ابن الامير نجم الدين ايوب. كان مولد صلاح الدين بتكريت (بلدة بين بغداد و الموصل). في سنة 532 هجري. و نشا في حجر ابيه نجم الدين ايوب في الدولة النورية. و ترقى فيها. وولاه نور الدين. قبل خروجه مع عمه اسد الدين شيركوه الى ديار مصر. بعض الاعمال بدمشق.

حضر صلاح الدين الى مصر للمرة الثالثة مع عمه اسد الدين شيركوه. على راس جيش بعث به نور الدين زنكي. بناء على استنجاد الخليفة الفاطمي العاضد. لرد عدوان الصليبيين الدين اغارو على البلاد. بزعامة عموري سنة 1168م. و قد واصلت الحملة اعتداءها على البلاد. حتى استولت على مدينة بلبيس. ثم اتجهت الحملة صوب القاهرة. و عسكرت جنوب الفسطاط.

دخل جيش اسد الدين شيركوه القاهرة دون مقاومة. و عندئد ارتد عموري الى بلبيس. ثم اسرع بالعودة الى الشام في اوائل 564 هجري (1169م) بعد ان يئس من الاستلاء على مصر.

و قد اختار الخليفة الفاطمي العاضد. اسد الدين ليكون وزيره. غير ان اسد الدين لم يعمر في الوزارة غير شهرين. ثم مات. فاختار العاضد ابن اخيه.

واجهت صلاح الدين مؤامرت كان يدبرها له زعيم الجند السودانيين في الجيش الفاطمي. الدي كان يطمع في تولي الوزارة بدلا من صلاح الدين. مستعينا في دلك بامراء صليبيين. فاكتشف صلاح الدين هده المؤامرة. و قتل مدبرها.

و في مصر. ثار الجند السودانيون - وكانو كثر - لقتل زعيمهم. ووقعت بينهم وبين جند صلاح الدين الحرب. التي استمرت يومين. انتصر. فيها صلاح الدين. واستتب له الامر.

من كبار الابطال الدين لهم دكر خالد في تاريخ الاسلام. وليه يرجع الفضل في استرداد فلسطين و بيت المقدس من الفرنجة. و دحر جحافل الصليبيين. الدين جثموا على صدر تلك البلاد ردحا طويلا من الزمن. لدلك راى فيه المسلمون. القائد الفد الملهم. القدير على استخلاص الوطن السليب من غاصبيه.

القضاء على الخلافة الفاطمية : قضى صلاح الدين على الخلافة الفاطمية في مطلع سنة 567 هجري. و كان المصريون يتوقعون دلك مند تولي الوزارةفي مصر اسد الدين شيركوه السني المدهب. و الدي يدين بالولاء لاميره السني نور الدين محمود. الدي كانت تربطه ببغداد. مقر الخلافة العباسية. صلة روحية قوية.

توحيد مصر و الشام : في عام 569 هجري. مات نور الدين محمود. و بدلكامن صلاح الدين ان لا يكون لاحد سلطان فعلي عليه. فصار هو الحاكم الحقيقي لمصر. و ما فتحه من بلاد المغرب و اليمن. قصد صلاح الدين الى الشام. لما علم ان الفرنجة تطمع في الاستلاء على دمشق. بعد وفاة نورالدين. و ارتقاء ابنه الصالح اسماعيل الصغير السن. و ما ان دخل صلاح الدين دمشق عام 570 هجري. حتى تركها الصالح اسماعيل. و مضى الى حلب. و عقد صلح بين صلاح الدين و الصالح اسماعيل. على ان يتولى كل منهما حكم ما بيده من بلاد الشام.

و قد ضل صلاح الدين يعمل على توحيد الشام. و بلاد الجزيرة. و ديار بكر. حتى تم له ما اراد. و هكدا اتحد قسم كبير من العالم العربي تحت لواء صلاح الدين. ووضعت هده البلاد ما تملكه من امكانيات ليحقق صلاح الدين النصر. و تحرير فلسطين.

موقعة حطين : ارسل صلاح الدين الى جميع اجزاء بلاده. يستنفر الناس لقتال الفرنجة. و يحثهم عليه. و دلك لما اقدم عليه ارناط. صاحب حصن الكرك. من نقض الهدنة المعقودة بين صلاح الدين و الصليبيين. و تعرضه لقافلة تجارية للمسلمين. مرت بالكرك في طريقها من مصر الى الشام. فانقض ارناط على القافلة. و نهبها. و قتل من افرادها. و اسر منها من اسر. فغضب صلاح الدين لما علم بما حدث. و اندر لئن اظفره الله بارناط. ليقتلنه بيده.

اقبلت الجيوش من كل حدب. و مضى صلاح الدين على راس جيشه. فالتقى بالفرنجة عند حطين. و دارت عندها معركة. دارت الدائرة فيها على الفرنجة. و هزمو شر هزيمة لم يدوقو مثلها. مند قدموا من بلادهم. ووقع ارناط اسيرا. فقتله صلاح الدين. جزاء سوء فعله.

عسقلان : تابع صلاح الدين انتصاراته. و لم يمهل العدو حتى يلتقط انفاسه. بل طارده. فاخدت مدن العدو تسقط الواحدة تلو الاخرى. حتى سقطت عسقلان. و البلاد المحيطة بها. و لم يبق بعد دلك الا الهدف الاكبر. و هو فتح بيت المقدس (القدس).

القدس : سار صلاح الدين بعد سقوط البلاد المحيطة بالقدس. ميمما شطر بيت المقدس. فراى العدو انه لا قبل له بجيوش صلاح الدين. فطلب الامان. و فتحت المدينة ابوابها لاستقبال صلاح الدين. اصلح صلاح الدين ما تخرب من المدينة. و رمم ما تهدم من ابنيتها. و حكمها حكما تسوده الحرية. على عكس ما كان يفعله الصليبيون بالمسلمين. و مضى صلاح الدين من القدس الى صور و لكنه لم يفتحها. فقد تجمع فيها الصليبيون. و ابى قائدها ان يسلمها. فتركها صلاح الدين ثم اخضع ما بايدي الصليبيين من مدن ساحلية.

الحملة الصليبية الثالثة : كان لسقوط القدس في ايدي المسلمين. صدى قوي في اوربا. فاستثيرت حماسة القوم من جديد. و انتهى الامر بارسال حملة صليبية جديدة قوية. هي المعروفة بالحملة الثالثة.

و حاصر الفرنجة مدينة عكا بجيوش كثيفة. و بدل صلاح الدين جهدا كبيرا. غير ان طول مدة الحصار اضعفت المدينة. و انتهى الامر بسقوطها في يد الفرنجة. ثم استولو على مدن الساحل. و استقر صلاح الدين في القدس يقويه و يحصنه. و اتجه الفرنجة بجيوشهم نحو هده المدينة. و لكنهم لم يلبثوا ان عادوا الى الساحل. بعد ان ادركوا ان تحصينات القدس ليس من السهل التغلب عليها. و انتهى الامر بين صلاح الدين و الفرنجة بالصلح. الدي عقد في شعبان سنة588 هجري. هو المعروف بصلح الرملة. و مؤداه ان يحتفظ الفرنجة بمنطقة الساحل من عكا الى يافا. و ان يسمح للحجاج المسيحيين بزيارة بيت المقدس. و ان تكون عسقلان و ما يليها جنوبا بيد صلاح الدين.

سور صلاح الدين : امر صلاح الدين ببناء سور ضخم كبير يحيط بالقاهرة. و القلعة. و الفسطاط. و بنى كله من الحجر. و كان يبدا شمالا عند قلعة المقس المطلة على النيل. و ينتهي عند النيل جنوب مدينة الفسطاط. و دلك لتكون العاصمة اقدر على الدفاع عن نفسها. ان فكر احد في الاغارة عليها.

بناء القلعة : اراد صلاح الدين ان يبني للقاهرة قلعة كبرى. تشرف على الدفاع عنها. و تكون مقرا لحكمها. فاختار لها مرتفعا من مرتفعات جبل المقطم. لتشرف على المدينة كلها. و اشرف على البناء القائد بهاء الدين قراقوش. الدي اشرف ايضا على بناء السور.

و قد عنى صلاح الدين بامر الثقافة و نشرها في ارجاء البلاد. و استخدم المدارس لنشر المدهب السني. و من المدارس التي انشاها صلاح الدين بمصر

المدرسة الناصرية : بناها بجوار جامع عمرو بن العاص. و خصصت لفقه الشافعية. تمهيدا لعودة مصر الى المدهب السني.

المدرسة الصلاحية : بناها صلاح الدين بجوار قبة الامام الشافعي. ليدرس فيها مدهبه.

المدرسة القمحية : اول مدرسة للمالكية. بناها صلاح الدين ايضا. و كانت بجوار جامع عمرو بن العاص. و عرفت بالمدرسة القمحية. لان صلاح الدين اوقف عليها ضيعة بالفيوم. تغل قمحا. كان يوزع على مدرسيها و طلبتها.

المدرسة السيوفية : انشاها صلاح الدين. لدراسة مدهب ابي حنيفة. و عرفت بالسيوفية. لان سوق السيوفية كانت يومئد عند بابها.

البيمارستان : امر صلاح الدين باتخاد دار في القصر الفاطمي بيمارستان للمرضى. ووقف عليه و على المدرسة اوقافا كثيرة.

قائد عراقي الاصل مصري الدم اسلامي الهوى

هذ احسن وصف يطلق على القائد صلاح الدين الايوبي