برقية سرية للغاية وحساسة ... من الوثائق السرية الأمريكي عن حرب أكتوبر– الحلقة السابعة
-
من الوثائق السرية الأمريكي عن حرب أكتوبرمن
حرب أكتوبرمن الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة السابعة
سيبقى السؤال الدائم ... " متى سيأتى دور الوثائق السرية المصرية المتبادلة ...."
لا يمكن إعطاء إجابة واضحة ... فكل دولة تتمتع بقواعد لا تتغير ... حتى الولايات المتحدة ، مازالت تحتفظ بوثائق سرية عن حرب كوريا وفيتنام ...
إذن ... لنتقبل الواقع ... ولنناقش ... ونخمن ونستنتج ....
فلا غبار على قواعد كشف الستار عن الحقيقة "الأرشيفية" ... وقت ما ....
يحى الشاعر
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=2645
اقتباس:
برقية سرية للغاية وحساسة
حرب أكتوبرمن الوثائق السرية الأمريكية – الحلقة السابعة
مع حلول المساء يوم 6 أكتوبر عام 1973 كانت القوات المصرية والسورية قد أنجزت تقدما غير متوقع لها في ساعات قليلة. وكانت قد أنطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية فى مختلف أرجاء انحاء مصر في الثانية بعد الظهر ، وعبر هذا العدد الضخم من الطائرات خط المواجهة على القناة فى لحظة واحدة على ارتفاعات منخفضة جدا ، وكانت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة تطير فى حماية أسراب المقاتلات ، وقد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20. وكانت نتائج الضربة شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطاري "المليز" و "بير تمادا" بالإضافة إلى ثلاث ممرات فرعية وإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعي مدفعية ميدان ، وتدمير مركز القيادة الرئيسى في "أم مرجم" ومركز الإعاقة والشوشرة في "أم خشيب" وتدمير إسكات عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار.
وكانت الضربة الجوية ناجحة للدرجة التي قرر فيها الجيش المصري تأجيل ضربة جوية ثانية كانت مقررة قبيل الغروب. وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة الخلفي بعد ضرب المركز الرئيسي في "أم مرجم" ، كما أصبح مركز الأعاقة والشوشرة في "العريش" هو المركز الوحيد المتبقي لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة والشوشرة في "أم خشيب" وكانت القوات السورية تتجه بنجاح مشابه على مرتفعات الجولان.
كان هذا يحدث على الأرض ، ولكن القيادة السياسية الإسرائيلية كانت على قناعة أنها تستطيع أن تسترد بسهولة ما خسرته وأن تحول دفة الحرب إلى مصلحتها. لم يكن هنري كيسنجر مقتنعا تماما بالتقديرات الإسرائيلية للموقف وكان يميل إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ، لكن وزير الخارجية الإسرائيلي أبا إيبان نقل إليه رغبة حكومته في تأجيل اتخاذ أي إجراء في مجلس الأمن لإعطاء إسرائيل فرصة لاستعادة خسارتها الأولية واستعادة زمام المبادرة. والعجيب أن هذه الرغبة الإسرائيلية توافقت أيضا مع رغبة الرئيس السادات الذي كان لا يريد أن يرى أي أجراءات في الأمم المتحدة قبل أن يزداد موقفه قوة ونجاحا. أما الرئيس الأسد فكان يميل إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار ليحتفظ بالمكاسب الأولية على مرتفعات الجولان.
نعرض هنا لمذكرة أعدها لهنري كيسنجر مساعده لورانس إيجلبرجر ينقل له فيها طلبات محددة لوزير الخارجية الإسرائيلي أبا إيبان الذي نقلها له على عجل لحين يلقاه في مساء نفس اليوم. هذه الطلبات المتكررة من الحكومة الإسرائيلية يبدو أنها أقنعت هنري كيسنجر خاصة بعد تأكيدات إيبان وهو السياسي المخضرم ومن أبرز المتخصصين الإسرائيليين في السياسة الخارجية الأمريكية.
صورة الوثيقة:
ترجمة الوثيقة:
7 أكتوبر 1973
سيدي ،
"أبا إيبان" اتصل بي للتو لإبلاغكم بما يلي :
- إسرائيل تشكر وزير الخارجية " كسينجر" على قراره بتأجيل أي إجراء في مجلس الأمن الدولي .
- إسرائيل لن تقبل وقف إطلاق النار مادامت القوات المصرية والسورية عبرت الخطوط . إسرائيل تعتقد أنها ستطرد القوات المصرية والسورية من المواقع التي احتلتها خلال ثلاثة أيام .
- إسرائيل لن توافق أبدا على أي قرار يعطي مزايا للمعتدي .
- الوضع العسكري مُرضي .
- الخلاصة أن إسرائيل تحتاج بعض الوقت لاستعادة مواقعها وعندما يتم ذلك ستكون مستعدة لقبول وقف إطلاق النار.
- إذا كان هذا التوجه مقبولا لأمريكا فإن " أبا إيبان " مستعد لمناقشة السفير " مكالي " حول موضوع مجلس الأمن ." إيبان " يرى أنه من الأفضل تأجيل أي إجراء في مجلس الأمن حتى يوم الاثنين .
- " إيبان " يرغب في التحدث إليك هذا المساء لو سمحت ظروفكم وسيكون متواجداً في فندق بلازا . تم توجيه " شاليف " بإبلاغي بآخر التطورات العسكرية . لو قام بإبلاغي قبل عودتك سأرفق إفادته مع هذه البرقية .