جميل أن يختار الإنسان أي ملة يتبع، فيفكر في الديانة التي يعتنقها، فأحيانا يشعر المرء بأنّ يحتاج لتغيير الملة التي يتبعها بعد أن يتعرف على أخلاق ومباديء ديانة أخرى، فلم يدعُ أحد المواطن الأمريكي جون نيلسون إلى الإسلام، لكن الأخلاق الطيبة لصديقه المسلم دفعته لاعتناق دين السماحة قبل 7 أشهر. ويروي نيلسون -أو أمين كما يحب أن يدعى بعد إشهار إسلامه- قائلا: "قصتي مع الإسلام بدأت بعد أن تأثرت بصديقي في العمل، وكان تعامله طيبا معي ومع الجميع، فوجدت فيه الصدق والأمانة ومحاسبة الذات والخوف من الله، وعلى الرغم أنه كان يتمنى إسلامي لكنه لم يكن يدعوني للإسلام؛ بل كانت تصرفاته تدعوني لأصبح مثله وأعتنق ديانته".
ويستطرد قائلا: "في تلك الفترة -أي عام 2010- جاء شهر رمضان الفضيل ورأيت جميع الموظفين المسلمين صائمين، ففكرت لمَ لا أجرب الصيام وأصوم معهم، وفعلاً صمت رمضان كاملاً دون أن أُسْلم، فوجدت أن الصيام علمني الصبر والتحمل، وأن أفكر بالناس الذين لا يجدون قوت يومهم"، بحسب صحيفة الاتحاد الإماراتية. بعد ذلك سافر صديقه إلى العمرة وأحضر معه مصحفا مترجما باللغة الإنجليزية وأهداه له، فاعتقد أنه كتاب كأي كتاب، فوضعه بجانب سريره، ليقرأ منه كل يوم صفحتين ويتعرف على محتوياته.
"وذات يوم – يتابع نيلسون- استيقظت ليلا وما بين الحلم والحقيقة سمعت صوتا يناديني ويقول لي: صلِّ، فقلت: لا أعرف.. ومن ثم نمت، وعندما استيقظت صباحا تذكرت ما حصل معي في منامي، واحترت هل كنت مستيقظا حينها أم نائما وما رأيته كان مجرد حلم". بعدها بأربعة أيام راوده الصوت نفسه في المنام، وقال له اقرأ، فلم يستطع بعدها النوم واتجهت عيناه نحو المصحف الموضوع على الطاولة بجانبه، فأخذه وبدأ يقرأ فيه، فانتابه شعور بأن المقصود في المنام هو قراءة هذا الكتاب (القرآن)، فقرر أن يتمعن في قراءته اليومية، وحاول فهم آياته حتى شعر وكأنها تخاطبه وتدعوه للإسلام.
وعندما ذهب نيلسون إلى العمل ورأى صديقه أبلغه بأنه صار مستعداً ليسلم، ففرح كثيراً، وعلمه كيف يتوضأ ويصلي، ليذهبا معا في اليوم التالي لصلاة الجمعة ليشهر إسلامه في المسجد. وصار يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي السمحة، كما أنه أدى العمرة، ويحرص على تعلم قراءة القرآن، ويصوم أول رمضان له بعد الإسلام.