رادار بتكنولوجيا عالية يتغلب على وسائلالتمويه العسكري وغطاء النباتات
يدرس الجيش الأميركي إمكانية استخدام الرادار الجديد الصغير الحجم تريسر TRACER ذي التكنولوجيا التي تخترق غطاء النباتات وتكشف التمويه. ويتيح صغر حجم النظام لاستخدامه على متن الطائرات غير المأهولة والمأهولة على حد سواء.
فحيث أن صور الخرائط الصادرة عن رادارات الجيش الأميركي قد تبدو بالنسبة للعين غير المدربة كصور علوية للمدن تم التقاطها خلال الليل، إلا أن هذه الصور تحتوي على معلومات استخباراتية ومعلومات مراقبة واستطلاع مفيدة تكشف عن أشياء مخبأة، عبر اختراق التمويه من أوراق الشجر والمباني وبعض أنواع الأراضي والحقول متغلبة بذلك على وسائل التمويه وتقنيات الخداع.
وقد أصبح بالإمكان الحصول على هذا النوع من الخرائط التي لا تُرى بواسطة المستشعرات التقليدية، بفضل رادار الاستطلاع التكتيكي وكشف المخابئ "ترايسر" Tracer الذي طوره الجيش الأميركي.
ويعتبر نظام رادار تريسر راداراً ذات فتحة تنسيقية متوسط المدى يعمل على الموجات الطويلة، يستطيع أن يوفر المراقبة المستمرة في جميع الأحوال الجوية.
وبفضل حجم رادار TRACER المصغّر وخفة وزنه واستهلاكه المحدود للطاقة بالمقارنة مع جهاز الرادار السالف FOPEN القادر على اختراق غطاء النباتات، فإن رادار تريسر يستطيع أن يعمل على المنصات المأهولة وغير المأهولة ويولد الصور على متن المنصة نفسها في أقل من خمس دقائق.
ولتقديم قدرات نظام TRACER للجيش وللمؤثرين في صنع القرار بالنسبة للتكنولوجيات في وزارة الدفاع الأميركية وللتشديد على القدرات التقنية لهذا الجهاز على اختراق أكثر وأبعد من ستار ورق الشجر، قام مركز أبحاث الاتصالات والإلكترونيات للتطوير والهندسةCERDEC في 19 أيار/ مايو الماضي بإقامة عرض ضم الكثير من الأشخاص الهامين من أصحاب القرار وذلك في إنشاءات مديرية الرؤية الليلية والمستشعرات الإلكترونية في فورت بلڤوار في ولاية فيرجينيا.
في هذا السياق، يقول دان كودرنا، رئيس مديرية الاستخبارات والمعلومات الحربية لشؤون الرادار، قسم كشف الهوية في القتال:" نحن نقع في بعض الحالات ضحية نجاحنا فإسم FOPEN يشير إلى اختراق أوراق الشجر، ولكن الرادار يقوم بأكثر من ذلك، إذ يستطيع أن يكشف على أكثر من منطقة مثيرة للاهتمام تم تمويهها أو تغطيتها بشكل متقن وتتمتع بتطبيقات جمة في العديد من أماكن العمليات."
هذا وقد بدأ برنامج TRACER في نيسان/ أبريل من العام 2007، ولكن FOPEN موجود في الميدان منذ أواخر التسعينات، وقد أتى نتيجة للجهود المشتركة لوكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة، وبرنامج سلاح الجو الأميركي وبرنامج تطوير التكنولوجيا المتقدمة للجيش الأميركي. وقد استعمل FOPEN في الأساس لبرهنة قدرة الرادارات ذات الذبذبات المنخفضة على الاختراق، لكن النتائج المجربة التي حصل عليها سمح باعتمادها في العديد من المهام، بحسب قول كودرنا.
وكون نظام TRACER تابع لنظام FOPEN، فيمكن تهيئته لمهام محددة، إذ يستطيع توفير مجموعة متنوعة من صور رادار الفتحة التنسيقية SAR بما في ذلك خرائط مركبة تجمع صور قطاعات عدة، والصور المركزة و الصور الدائرية.
تم عرض الرادار الجديد مدمجاً في طائرة C-12، وسوف يخضع لتجارب على الطائرة دون طيار Predator-B ولاحقاً على منصة Air Warrior.