مساهمة القوات المسلحة الملكية في نصرة القضايا القومية والدولية
نصرة القضايا العربية
في اطار التضامن العربي الاسلامي كانت للقوات المسلحة الملكية مشاركة متميزة في حرب أكتوبر1973 بالشرق الاوسط وخاصة في سوريا ومصر حيث وصفت هذه المشاركة بكونها الاكثر صعوبة والاكثر كلفة من حيث الخسائر البشرية.
فعند انطلاق حرب أكتوبر عام 1973ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي توجهت القوات المسلحة الملكية وبأمر من جلالة الغفور له الملك الحسن الثاني نحو هضبة الجولان لمساندة الجيش السوري الشقيق في المنطقة.
وفي هذه الحرب قدمت القوات المسلحة الملكية المثال للتضامن والالتزام وكذا الجسارة والشجاعة التي لن ينساها الشعب المصري و السوري بعد أن قدم الجيش المغربي العديد من الشهداء فداء للقضية العربية وصراعها ضد الاحتلال الصهيوني .
مهمات حفظ السلام في إفريقيا
وعلى الصعيد الدولي , فإن أن العالم بأسره يقدر بحق المساهمة الفعالة والمميزة لتجريدات القوات المسلحة الملكية في عمليات إحلال السلام والامن على الصعيد الاقليمي والدولي في إطار الاحترام التام للقانون الدولي ومقتضيات ميثاق وقرارات الامم المتحدة.
ففي افريقيا , كان أول تدخل للقوات المسلحة الملكية في يوليوز1960 بالزايير الكونغو الديمقراطية حاليا إثر الحرب الأهلية التي عرفها هذا البلد حيث أرسل المغرب تجريدة من القوات المسلحة للاندماج مع القوات الأممية بهدف المساهمة في ضمان إحلال السلام والتقليص من الخسائر الكارثية لهذه المأساة الانسانية .
وبعد مضي سبعة عشر , عن هذه العملية , أي في عامي1977 و1978 أرسل المغرب مرة أخرى تجريدة مهمة إلى الزايير حيث كانت حكومة الرئيس الراحل موبوتو تواجه تمردا قويا في اقليم سابا , وهنا أيضا كان للجنود المغاربة دور بارز في الحفاظ على الوحدة الترابية بهذا البلد الافريقي الشقيق .
وفي العام 1995 حل الجنود المغاربة بالصومال في مهمة تتوخى إقرار السلام بهذا البلد الافريقي تحت راية الامم المتحدة متحدين قادة الحرب الذين مزقوا البلد وحولوه الى طوائف متفرقة.
ورغم أن عددا من الجنود المغاربة قضوا نحبهم في هذه العمليات , خلال آداء واجبهم الانساني غير آبهين بالمخاطر التي تتهدد حياتهم في هذه الحروب الاهلية والتي تشكل خطرا حقيقيا على البعثات الانسانية ,فإن القوات المسلحة الملكية أسدت للانسانية خدمات جليلة في مجال حماية السلم والامن تستحق التخليد .
و حرصا من المملكة على الانخراط في جهود الامم المتحدة لضمان الاستقرار واحلال السلام عبر العالم وانسجامها وسمعتها على الصعيد الدولي كبلد عصري ومعتدل , جعل المسوءولين الامميين يطلبون مشاركة المغرب في عمليات أخرى للحفاظ على السلم كان من أهمها بجمهورية الكونغو الديمقراطة سنة 2001 وبالكوت ديفوار سنة 2004 . وهكذا أرسل المغرب في العام 2001 تجريدة عسكرية الى منطقة البحيرات الكبرى للمشاركة في بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية بهدف السهر على تطبيق اتفاقيات السلام الموقعة بلوساكا والرامية الى وضع حد للحرب التي اجتاحت هذا البلد الافريقي .
وخدمة للأهداف الانسانية نفسها بعث المغرب وحدات من القوات المسلحة الملكية للعمل ضمن القوات الدولية للحفاظ على السلام بالكوت ديفوار وفاء لمبادئ التضامن الدولي والدفاع عن القيم الانسانية في البوسنة والهرسك
وتقديرا لما يتمتع به الجيش المغرب من خصال البسالة والاقدام والمسارعة الى مساعدة الشعوب الاخرى في محنها تمت الاستعانة به في مهمات انسانية جديدة داخل اوروبا وحتى داخل القارة الامريكية حيث خلفوا هناك سمعة تليق بتاريخ ومسار القوات المسلحة الملكية .
وهكذا وجه المغرب في عام 1996 تجريدة مهمة من القوات المسلحة الملكية الى البوسنة والهرسك للعمل ضمن القوات الدولية لحفظ السلام .
وجسدت هذه المبادرة سياسة الانفتاح التي تنهجها المملكة وتضامنها الدائم مع مختلف الشعوب من أجل اقرار الشرعية الدولية وارساء أسس القانون والعدل وتعزيز سبل التفاهم والحوار
وعلى الصعيد الدولي , فإن أن العالم بأسره يقدر بحق المساهمة الفعالة والمميزة لتجريدات القوات المسلحة الملكية في عمليات إحلال السلام والامن على الصعيد الاقليمي والدولي في إطار الاحترام التام للقانون الدولي ومقتضيات ميثاق وقرارات الامم المتحدة.
مهمة إنسانية في كوسوفو
ووفاء للنهج ذاته شاركت القوات المسلحة الملكية عام 1999 في مهمة انسانية بالغة الاهمية تحت راية الامم المتحدة باقليم كوسوفو بعد أن اجتاحت هذا الاقليم حرب تطهير عرقي ضارية استهدفت المسلمين بالمنطقة الأوروبية.
ومن خلال هذه المهمة الانسانية النبيلة سطرت القوات المسلحة الملكية مرة أخرى صفحات مجيدة في تاريخ مشاركتها الانسانية لحفظ السلام عبر العالم مقدمة بذلك شهادة عن حضور المغرب الدائم في جبهة الدفاع عن الحرية والكرامة والحفاظ على القيم الانسانية المثلى .
وجاء حضور التجريدة المغربية بكوسوفو لدعم السكان المسلمين الذين عانوا كثيرا من مرارة الحرب العرقية واشعرهم بالأمن والسكينة وتقديم الاسعافات لهم ومساعدة النازحين ومنحهم الثقة في المستقبل.
وفي الجهود التي ثمنها مسلمو موسوفو كما ثمتها المسوءولون الامميون والزعماء الاوروبيون اللذين وجدوا في المشاركة المغربية دلالة أخرى على التزام المغرب بالدفاع عن قضايا السلم والاستقرار على الصعيد العالمي . هايتي
وبالقارة الامريكية واستجابة لنداء الامم المتحدة أوفد المغرب تجريدة عسكرية الى هايتي في إطار بعثة الامم المتحدة لاقرار السلام؛ وذلك بهدف ايقاف نزيف الحرب الذي دمر هذا البلد وذلك لاعادة الشرعية الدولية وتفعيل أليات الحوار من أجل ضمان الاستقرار والامن في هذه المنطقة من العالم .
وشكلت هذه المهمة التي تمت بمبادرة مغربية - اسبانية مشتركة صفحة أخرى من صفحات المجد التي اثبت فيها الجندي المغربي شجاعته ونبله وقدم فيها لوحات بطولية أظهرت قدرته على التكيف مع المحيط الخارجي واحترامه التام للشرعية الدولية وضوابط السلم العالمي .
ومن مهمة الى اخرى قدمت القوات المسلحة الملكية ومنذ انشائها على يد جلالة المغفور له محمد الخامس النموذج الامثل عن عائلة منسجمة معبأة ومتأهبة دائما من أجل المشاركة في جهود السلام والحفاظ على الوحدة الترابية ووحدة الدول وضمان أمن واستقرار الموءسسات وفاء لشعارها : " الله , الوطن , الملك ".
إن مبادرات المغرب وجهوده المتواصلة للدفاع عن المبادئ الدولية للسلام وتضامنه مع البلدان الشقيقة والصديقة أسهمت في تقديم المغرب كبلد يعمل على حل من الخلافات ويدعو للحوار والانفتاح على الساحة الدولية وعلى تكريس المبادئ التي يدعو إليها ميثاق الامم المتحدة.