واشنطن، 25 نيسان/إبريل، 2008- صرحّت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا
بيرينو أن سوريا لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذريّة أنها كانت بصدد
بناء مفاعل نووي سرّي في مكان ناء في شرق سوريا بمساعدة علماء ومهندسين
نوويين من كوريا الشمالية. وبعد تدميره في أيلول/سبتمبر، 2007، بذلت سوريا
جهدا حثيثا لإخفاء الأدلة.
وقالت بيرينو في بيان أعدّ سلفا
بتاريخ 24 نيسان/إبريل: "هذا الإخفاء إنما ساهم في تعزيز ثقتنا بأن
المفاعل لم تكن غايته الإستخدامات السلمية. ونحن سنطلع الوكالة على هذه
الاستخبارات."
وكان المدير العام للوكالة محمد البرادعي قد أكّد
في العاصمة النمساوية يوم الجمعة 25 الجاري ان هيئته تلقّت معلومات
الاستخبارات الأميركية" وأفاد ان المفاعل لم يكن جاهزا للتشغيل ولم يكن قد
تلقى موادا نووية لدى تدميره.
وأضاف البرادعي: "ان الوكالة
ستتعامل مع هذه الاستخبارات بالجديّة التي تستحقّها وستتقصّى صدق
المعلومات. ولدى سوريا التزام بموجب اتفاقية الضمانات مع الوكالة بإبلاغ
الوكالة عن وضع خطط بشأن اي مرفق نووي وتشييده."
وسوريا طرف في
معاهدة منع الإنتشار النووي التي تنتسب اليها 144 دولة وذلك منذ العام
1963. وقد شغلّت مفاعل ابحاث صغيرا يخضع لتفتيش الأمم المتحدة بصورة
منتظمة.
وقد أعلن كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركيين خلال إيجاز
صحفي للبيت الأبيض يوم 24 الجاري ان مسؤولين نوويين رفيعي المستوى من
سوريا وكوريا الشمالية شرعوا ببحث موضوع المفاعل النووي في وقت يعود الى
العام 1997. وقد بدأت الولايات المتحدة بحيازة معلومات استخبارات جازمة عن
المشروع في العام 2001 لكنها كانت قد جمعت بيانات قبل سنوات من ذلك
التاريخ.
وقالت بيرينو: "يتعين على النظام السوري ان يكشف عن كل
ما لديه أمام العالم بخصوص نشاطات نووية غير مشروعة. والنظام السوري يدعم
الإرهاب ويتخذ تدابير لزعزعة استقرار لبنان ويسمح بانتقال بعص المحاربين
الأجانب عبر حدوده الى العراق، ويقمع شعبه بالذات."
ويذكر ان
المفاعل النووي الذي كان قيد الإنشاء في محافظة دير الزّور وعلى الضفة
الشرقية لنهر الفرات دمرّ جراء غارة جوية إسرائيلية في وقت مبكر من صباح 6
أيلول/سبتمبر الماضي، استنادا لمسؤول استخبارات رفيع. وقال مسؤول في
البيت الأبيض أن "سوريا هدمت ما تبقى من مبنى المفاعل بقيامها بتفجير هائل
مراقب يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر 2007 وذلك كجزء من مجهود جار لإزالة كافة
الأدلة على وجود المفاعل."
وفي وقت سابق من يوم الخميس 24 الجاري
أطلع نفس مسؤولي الإستخبارات الكبار الكونغرس بعرضهم صورا التقطت في وقت
سابق، قبل وبعد تشييد المفاعل، ومبينة الأضرار التي لحقت به بعد تدميره
بفعل الغارة الجوية. إلا أن مسؤولي استخبارات أطلعوا 22 عضوا هاما في
الكونغرس في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر—حسبما جاء في قول
مسؤول حكومي رفيع.
وجاء في قول ذاك المسؤول ايضا ان دمشق، وكذلك
الرئيس السوري بشّار الاسد، "نفيا بشدة وبصورة محدّدة ان منشأة نووية قد
دمرت او ان لدى سوريا منشآت نووية غير معلن عنها. وقد قطعت سوريا شوطا
استثنائيا لإخفاء وجود المفاعل وطبيعته خلال إنشائه وبعد تدميره."
وبينت
الاستخبارات الأميركية ان سوريا كانت تبني مفاعلا نوويا مبردا بالغاز
وملطفا بالغرافايت وكان يقترب من اتمام قدراته العملياتية في آب/أغسطس،
2007 وانه كان قادرا على انتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.
وقال
مسؤول حكومي رفيع: "اننا على قناعة، واستنادا لطائفة من المعلومات، بأن
كوريا الشمالية ساعدت النشاطات النووية السرية لسوريا قبل وبعد تدمير
المفاعل. ولم يكن المفاعل مصمّما لإنتاج الطاقة الكهربائية ولم يكن مناسبا
للأبحاث."
ويذكر ان البلد الوحيد الذي بنى هذا النوع من المفاعل
خلال السنوات الـ35 الماضية هو كوريا الشمالية حسبما أفاد مسؤول
الاستخبارات، وان المفاعل السوري شيّد طبقا لنفس تصاميم مفاعل الطاقة
المشغل بالبلوتونيوم المعروف بـ"يونغ بيون". وقد اضيفت سقوف زائفة وستائر
جدارية للمفاعل السوري لإخفاء تصميماته.
وأضاف مسؤولو
الاستخبارات: "تشير معلوماتنا ايضا الى تورط كوريين شماليين يتعاطون
بالطاقة النووية في مشروع في مكان آخر في المنطقة. كما تتوفر لدينا أدلة
على شحن حمولات من كوريا الشمالية، على الأرجح الى موقع المفاعل هذا، في
2006."