حذر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الأربعاء، إيران، من احتمال توجيه ضربة وقائية لمنشآتها النووية، إذا ما أصرت على طموحاتها في هذا المجال، مع تأكيده أن مثل هذه العملية ستؤدي إلى "أزمة كبيرة".
وقال ساركوزي أثناء الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في الخارج: "إن طموحاتها (إيران) العسكرية النووية، والصاروخية، تشكل تهديدا متناميا، يمكن أن يؤدي إلى ضربة وقائية للمنشآت الايرانية، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة كبيرة لا ترغب فرنسا فيها بتاتا".
ولم يذكر ساركوزي البلدان التي ربما تسعى لتنفيذ مثل هذا الهجوم على المنشآت النووية الايرانية، لكن تقارير صحافية تفيد بأن إسرائيل فكرت في ضرب المواقع الايرانية، لاعتقادها أنها باتت قريبة من حيازة السلاح النووي.
وأعلن ساركوزي من جهة ثانية، تأييده لتعزيز العقوبات على إيران، بقوله إن "إيران ترفض إجراء مفاوضات جدية.. إيران تعمد إلى استفزازات جديدة، وإزاء هذا التحدي، يتعين على المجتمع الدولي أن يرد بجدية، وهو قادر على ذلك متى كان موحدا وحازما، وإذا كانت العقوبات أشد." وأضاف: "نخطىء إن قللنا من شأن العقوبات التي يزداد تأثيرها كل يوم".
وتنفي إيران سعيها إلى حيازة السلاح النووي، وتؤكد أن برنامجها النووي غرضه مدني صرف.
"العالم الاسلامي سيواجه مشاكل لعشرات السنين إن سيطر الغرب والصهيونية على الثورات"
من جهة أخرى، حذر المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية، علي خامنئي، الأربعاء، مما وصفه بهيمنة واشنطن على الانتفاضات في العالم العربي.
ونقل التلفزيون الايراني عن خامنئي قوله، في خطاب ألقاه أمام المسؤولين الايرانيي: "إن الأحداث التي تشهدها حاليا مصر، وتونس، وليبيا، والبحرين، واليمن، ودول أخرى، تعتبر حاسمة للشعوب المسلمة"، مضيفا أنه "في حال فرضت الأمم المسلمة إرادتها على الذين يريدون التدخل في شؤونها الداخلية، فستشهد هذه الأمم حركة تقدم".
لكن خامنئي حذر من أنه في حال سيطرة ما وصفه بعالم الاضطهاد والصهيونية العالمية، وخصوصا النظام الاميركي الاستكباري على الثورات، فإن العالم الاسلامي سيواجه مشاكل كبيرة لعشرات السنين.
وكانت إيران حذرت حلف الاطلسي يوم الأحد الماضي، من أي إغراء للتدخل في سوريا، قائلة إنه بدلا من هزيمة النظام، سيكون هناك سقوط في مستنقع شبيه بالمستنقع العراقي أو الأفغاني.
وتدعم إيران حركات الاحتجاج في العالم العربي، باستثناء سوريا، حليفتها التقليدية، لكنها تنتقد بانتظام تدخل الولايات المتحدة والغربيين، خصوصا في ليبيا والبحرين.
ويتهم الغرب إيران بالكيل بمكيالين، ولا سيما لجهة تأييدها الاحتجاجات في البحرين مقابل قمعها الاحتجاجات الشعبية في إيران ذاتها.
وبدا كما لو أن طهران خففت خلال الأيام الأخيرة من دعمها القوي للرئيس السوري بشار الأسد، حينما دعته في بيان نادر للاستجابة لما وصفته "المطالب المشروعة" للشعب السوري.
وازدادت مخاوف إيران من احتمال سقوط النظام السوري في أعقاب سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، إن سوريا هي الجبهة الأمامية لمقاومة إسرائيل في الشرق الأوسط، وإن الحلف التطلسي (ناتو) لا يمكنه إخافة هذا البلد بهجماته.
المصدر:- http://www.arabs48.com/?mod=articles&ID=84743