انتقد تقرير لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست
الإسرائيلي ما سماه الاستعداد الخاطيء للحكومة الإسرائيلية لمواجهة خطوة
السلطة الوطنية الفلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في وقت لاحق
من هذا الشهر.
وقال التقرير- الذي نشرته صحيفة( هاآرتس) إن هذه الخطوة قد تؤدي إلي تقويض
مكانة إسرائيل, معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية لم تمنع ما كان يمكن منعه
حيال هذه الخطوة الفلسطينية.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه القيادي البارز في حركة حماس الدكتور
محمود الزهار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن يحسم أمره بشان
تطبيق ملف المصالحة الفلسطينية علي ارض الواقع أو رفضها.
وأوضح الزهار في تصريحات صحفية في غزة أن ما يعوق تطبيق المصالحة
الفلسطينية فعليا هي مبررات تسوقها السلطة الفلسطينية في رام الله مثل وجود
ضغوط أمريكية والتهديد بقطع الرواتب عن الموظفين إضافة الي تهديدات
إسرائيلية بإلغاء اتفاقيات أوسلو الموقعه مع السلطة الفلسطينية, مؤكدا
ضرورة أن يحسم الرئيس الفلسطيني هذا الامر وان يقول سأنفذ مااتفق عليه بشأن
المصالحة أو لن أنفذ.
وحول الأسباب الحقيقية لرفض حماس تمسك حركة فتح بالدكتور سلام فياض رئيسا
للحكومة الفلسطينية المقبلة خلال المفاوضات, أوضح الزهار انه في الأساس تم
الاتفاق في جلسات المصالحة بين فتح وحماس علي أن يتم كل شيء بالتوافق
والرضا وحركة حماس غير موافقة تماما علي فياض رئيسا للحكومة فلماذا الإصرار
عليه من فتح.
وعلي صعيد التطورات السياسية قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية صائب عريقات إن دعم الاتحاد الأوروبي للمسعي الفلسطيني لعضوية
دولة فلسطين علي حدود الرابع من يونيو عام1967 وبعاصمتها القدس الشرقية,
سيشكل رافعة حقيقية للحفاظ علي خيار الدولتين وعملية السلام. جاء ذلك خلال
لقاء عريقات مع مدير عام وزارة الخارجية الدنماركية كلاوس جوربي والقنصل
الفرنسي العام فردريك دينجاوس.
وأشار عريقات إلي أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسئولية الكاملة عن
انهيار عملية السلام وتدمير المفاوضات, إذ أنها اختارت الاستمرار في
النشاطات الاستيطانية وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة وما حولها,
وفرض الحقائق علي الأرض, وتغليب سياسة الإملاءات, إضافة إلي محاولات تغيير
المرجعيات الدولية المحددة لعملية السلام.
وفي سياق متصل أكد رجل الدين اليهودي الحاخام مناحيم فرومان دعم عدد كبير
من رجال اليهود في إسرائيل للتوجه الفلسطيني إلي الأمم المتحدة ونجاح مساعي
الحصول علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة من الأمم المتحدة في
سبتمبر.
وقال الحاخام عقب إستقبال الرئيس محمود عباس له في رام الله مساء أمس
الاول أن إقامة دولة فلسطينية هو في مصلحة السلام ولمصلحة إسرائيل,
وعرض الحاخام تفعيل لجان منع التحريض المتبادل, مقترحا تشكيل لجنة من رجال
الدين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمنع التحريض المتبادل, وإرسال
اللجنة إلي الإدارة الأميركية لحمل هذه الرسالة الدينية الداعية إلي السلام
وإلي إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام عادل ودائم وبمساواة مع إسرائيل.
وأكد الرئيس تمسك القيادة الفلسطينية بمسار السلام مع إسرائيل, وأن الخطوة
الفلسطينية ليست بديلا عن المفاوضات, وإنما هي فرصة للخروج من المأزق الذي
تعاني منه العملية السلمية, بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية علي مواصلة
الاستيطان في الأرض الفلسطينية ورفضها القبول بمبدأ حل الدولتين