قصف غزة ينهي الاحتجاجات في إسرائيل تنادت اللجان الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في الداخل
الفلسطيني مساء أمس، لعقد جلسة طارئة الأربعاء المقبل، منعا لإخماد الحراك
الشعبي، لتحدد من خلالها الرؤية المستقبلية للعمل الفلسطيني بمعزل عن خيام
تل أبيب. قال رئيس اللجنة
الشعبية في مدينة باقة الغربية سميح أبو مخ إنه "منذ البداية ركزنا على
خصوصية نضال الداخل الفلسطيني، وأكدنا عدم انخراطنا في الاحتجاجات التي
يشهدها الشارع الإسرائيلي".
وأضاف في حديث لـ"لجزيرة" أن التصعيد العسكري أثبت أنه لا يمكن ترسيخ
قواعد نضال مشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى وإن كانت لدوافع
اقتصادية واجتماعية، "فمع أول توتر أمني تنهار هذه القواعد ويتبدد وهم
الشراكة".
وعاد الحديث متركزا على ضرورة زيادة ميزانية المؤسسة الأمنية،
الذي كان قد شهد تواترا كبيرا في ظل أحداث "الربيع العربي"، وهو حديث
يتكرر ومفاده أن إسرائيل لا يمكنها ضمان مستقبلها إلا بمزيد من تعزيز قوتها
العسكرية، مما
يتيح تخصيص الموارد وفقا لمتطلباتها، بمنأى عن الحاجات الاجتماعية والاقتصادية.
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إنه "حتى قبل أن تقع
العمليات المسلحة في تخوم إيلات، والتي أدت على الفور إلى إخراس صوت حملة
الاحتجاج الاجتماعية والمطلبية في إسرائيل، كان ثمة شبه إجماع على أن أقصى
ما ستفعله الحكومة هو تقديم بعض الفتات إلى المحتجين".
ويرى أن التوتر على الجبهة الجنوبية، كان كفيلا بصرف النظر عن حملة
الاحتجاج، وأن يعود الموضوع الفلسطيني إلى تأدية دوره في تأجيج الإجماع
القومي في إسرائيل.
وبدوره قال أحد قادة الاحتجاج في تل أبيب ريغيف مونطاس، إن الحكومة
تستخف منذ البداية بالاحتجاجات، وسعت للتحريض عليها واعتبرت ما يقوم به
الشباب اليهود زعزعة لأركان الدولة.
وأوضح الكاتب آري شفيط بصحيفة "هآرتس" أن الضربة على الجبهة الجنوبية
تمثل خيبة أمل لخصوم نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)
الذين يشاهدون كيف تضرب لجان المقاومة بغزة خيام الاحتجاج في روتشيلد، وهي
قاسية لجميع الإسرائيليين لأنها تذكرهم بـ"أين يعيشون"، وبمن يحيط بهم".