موسكو: أعربت دوائر أمنية روسية عن مخاوفها من
زيادة نسبة الأشخاص من أصل روسي المعتنقين الدين الإسلامي مؤخرا، وأشارت
المعطيات إلي أن هناك 300 ألف روسي اعتنقوا الإسلام مؤخرا.
وذكرت صحيفة ازفيستيا الصادرة في موسكو أن ظاهرة
الروس المسلمين ليست خاصة بروسيا، حيث إن العالم يشهد زيادة اهتمام الناس
بدين الإسلام، وتتزايد أعداد المسلمين في الولايات المتحدة وبريطانيا
وألمانيا.
يذكر أن روسيا بها حوالي 20 مليون مسلم ، وذلك
بعد استقلال خمسة عشر جمهورية من الجمهوريات التي كانت تشكل الاتحاد
السوفيتي سابقاً، ويبلغ عدد المسلمين في العاصمة موسكو أكثر من مليون مسلم .
ويواجه المسلمين الكثير من المشاكل منها أن
الكثير من المساجد الاسلامية لم تسترجع لحد الآن فقد كان عدداً المساجد في
روسيا قبل ثورة أكتوبر الشيوعية يزيد عن 14 الف مسجد في مختلف المناطق وظل
عدد المساجد يتناقص حتى وصل إلى ثمانين مسجداً فقط.
والمشكلة الأخرى التي يواجهها المسلمون في روسيا
هي عدم وجود الاعداد الكافية من الكوادر الاسلامية المدربة من الدعاة
والائمة، وهذه المشكلة كبيرة فبعض المساجد التي تمّ استعادتها من الدولة
لايوجد فيها أئمة ولايوجد مدرسون أو معلمون لتعليم المسلمين والاجيال
الشابة أصول دين الإسلام وتعريفهم بحقائق الرسالة الإسلامية ، ومشكلة النقص
هذه تعتبر قضية جوهرية ومؤلمة ومن أثارها السلبية المحزنة أن معظم المساجد
لاتؤدي فيها صلاة الجمعة مثلاً.
وكانت هناك جهود كبيرة لاعادة بناء وتعمير
المساجد فارتفع عددها اليوم إلى أربعة آلاف مسجد تتوزع على كل أرجاء روسيا
وهو عدد قليل اذا ماقورن بعدد مسلمي روسيا كما انه قليل بالنسبة لما كان
عليه الامر من قبل ،حتى ان جمهورية تتارستان مثلاً يوجد فيها 4 ملايين مسلم
وفيها 1500 مسجد فقط بالإضافة إلى عدد من الجوامع الصغيرة فالمسلمون في
هذه الجمهورية يحتاجون إلى أضعاف هذا العدد .
ومشكلة جوهرية أيضاً بالنسبة للمسلمين في روسيا، ففي يشكيريا أربع مدارس
إسلامية تاريخية لم تعاد أي منها إلى إشراف وإدارة أصحابها المسلمين.
يوجد في مدينة تومسك مسجد يسمى الابيض، وهو قديم
جداً ويندر وجود مثله في سيبريا، وقد أقام النظام الشيوعي فيه مصنعا للخمور
ومايزال المصنع قائما داخل المسجد حتى اليوم.
وعلى الرغم أن القانون الروسي يعتبر أن كل
الأديان بمستوى واحد، إلا أن هناك شواهد كثيرة تظهر بأن الكنيسة تتمتع
بحرية أكثر، فالمسلمون لهم مدارس عديدة ومساجد لم يستردوها بعد.
بينما استردت الكنيسة كل ممتلكاتها من دور العبادة والاوقاف وغيرها ومما
يحز في النفس أن المسلم يجد في مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيرستان
الاسلامية أربعة عشرة كنيسة مقابل مسجد واحد بينما لم تعد الحكومة مساجد
أخرى في المدينة، وأربعة مدارس إسلامية إلى المسلمين والهيئات الإسلامية
هناك مما يكشف بجلاء أن المسلمين في روسيا لايعاملون كما يعامل أتباع
الديانات الأخرى.
ومن الدول الأوروبية التى تشهد تزايد عدد
المسلمين أيضاً ألمانيا ، حيث كشف تقرير إخباري عن وجود زيادة كبيرة في
أعداد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام مؤخراً.
وذكرت مجلة “شبيجل” الألمانية استنادا إلى دراسة أجراها مركز المحفوظات
الاسلامية بمدينة سويست، أن نحو أربعة آلاف شخص اعتنقوا الإسلام في الفترة
بين يوليو 2004 وحتى يونيو 2005 وهو ما يزيد أربع مرات عن نفس الفترة من
العام السابق.
وأضافت الدراسة أن دوافع اعتناق الإسلام أصبحت
متنوعة بشكل واضح، ففي الوقت الذي كان فيه زواج السيدات الألمانيات من رجال
مسلمين هو الدافع الأكبر في تغيير الديانة، أصبح اعتناق الإسلام يتم غالبا
بناء على قرار حر .
وكان وزير الداخلية الألمانى فولفجانج شويبله ذكر
مؤخراً أن الإسلام أصبح جزءاً من بلادنا فى ظل وجود أكثر من ثلاثة ملايين
مسلم فى ألمانيا.
وأن على السياسة ترويج فكرة أن المساجد والكنائس والمعابد لا تمثل تهديداً
وإنما هى نوع من إثراء البلاد وذلك على خلفية الاحتجاجات التى صاحبت بناء
مسجد للطائفة الاحمدية شرق برلين.
كما أكدت دراسة أخرى أجريت حول المسلمين في فرنسا أن اندماجهم داخل المجتمع الفرنسي يشكل حالة استثنائية في أوروبا.
فهناك 72% من المسلمين لا يرون تناقضا بين
الإسلام والغرب، و91% لديهم رأي إيجابي عن المسيحية و71% منهم لديهم رأي
ايجابي عن اليهود، في حين لا تزيد هذه النسبة عن 32% لدي مسلمي بريطانيا
و28% في اسبانيا و38% في ألمانيا.
وذلك فى الوقت الذى تسير فيه عملية العلمنة بشكل جيد في أوساط الجيل الثاني
من أبناء المهاجرين وأبناء العائلات المختلطة الذين يتصرفون كفرنسيين.
وأشارت الدراسة إلي صعوبة توفر إحصائيات عن
المسلمين في فرنسا نتيجة لحظر إجراء إحصائيات وفقاً للمعتقدات الدينية،
وأفادت دراسات بأن عددهم يقدر بـ 5 ملايين ، ودراسات أخري قدرت عددهم بـ 4
ملايين نسمة.
ويشير البعض إلي وجود 10 ملايين مسلم في فرنسا، نتيجة الخلط بين الأصل
الوطني وبين الدين، ويعتبر أن كل المهاجرين القادمين من المغرب وتركيا
وأفغانستان والسنغال ومالي كمسلمين.
وما يدعم صحة الدراسة تأكيد الدكتور محمد البشاري رئيس إتحاد مسلمي فرنسا
لبدء زوال سوء فهم الإسلام في فرنسا ، وانتشار الإسلام فيها وزيادة عدد
المسلمين بصورة طيبة.
وأن أكبر أقلية إسلامية في أوروبا هي التي تعيش في فرنسا التي بدأ الوجود الإسلامي فيها منذ 96 هجري أيام فتح الأندلس.