ماذا فعل الفساد بنا؟
كم ينتاب الانسان العربي الغيور من غضب كبير وألم شديد وهو يتابع بأم عينيه الدرك الاسفل الذي وصل اليه العرب في جميع المجالات في زمن يسير غيرنا بخطي متسارعة نحو المزيد من التطور علي جميع الاصعدة اعتمادا علي تشجيع العلوم وفنونها واستغلال الاموال والندوات لمصلحة الوطن والمواطن ورفاهيته عكس العرب الذين وهبهم الله تعالي كل مقومات التقدم والازدهار الا ان الفساد العارم وانعدام التخطيط والتشبث بالكراسي قد اعمي البصر والبصيرة وبالتالي حال دون ذلك. الفساد ظاهرة عالمية خطيرة
ولكنها تتفاوت من بلد الي آخر ولعل من اهم معاقل الفساد وابرزها صحراء العرب اذ بالرغم من الغني الفاحش نتيجة الثروات الضخمة فهي تُعد من افقر مناطق العالم وسكانها يعانون من امراض نفسية خطيرة نتيجة التهميش والتحقير والقمع والاستبداد والاستعباد والامية والجهل والفقر المدقع والعنوسة وضبابية المستقبل وغيرها من الموبقات الفتاكة والهدامة ولعل التقرير الاخير للبنك الدولي تحت عنوان اصلاحات التعليم في الشرق الاوسط وافريقيا قد شخص الحالة بكل وضوح حيث جاء في تقريره ان العرب متخلفون عن بقية العالم بمستويات التعليم وعدم اصلاحه سيبقي اقتصاداتهم متخلفة وسيرفع معدلات البطالة. ان السياسات غير الوطنية والتي لا تخدم المواطن بأي شكل من الاشكال والحاملة لشعار قمع في الداخل واستسلام للخارج قد شجع الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة علي التكالب علي منطقتنا بشكل مباشر وهيستيري كأسماك القرش عندما تشم رائحة الدم ودعم كيان الارهاب الصهيوني بكل قوة وفي وضح النهار بحيث صار الوصول الي البيت الابيض يمر عبر ارضاء اللوبي الصهيوني القوي في امريكا وكان ذلك واضحا في تصريح هيلاري كلينتون بـ ازالة ايران عن الخارطة في حال شنها هجوما نوويا علي اسرائيل بالاضافة الي ما يقوله اوباما وجون ماكين. ان الفساد في صحراء العرب لم يعد يقتصر علي ميدان دون آخر بل امتد الي كل شيء مما اثر سلبا وبشكل خطير علي حياة المواطن والقيم والاخلاق والهوية والمواطنة وغيرها. فالاموال تُهرب الي الخارج وتعقد الصفقات المشبوهة لاقتناء خردة لا فائدة منها سوي انعاش الاقتصاد الامريكي والصهيوني والغربي وما صفقة اليمامة وما يكتنفها من اسرار الا جزءا يسيرا من الفساد المستشري وسط الطبقة العربية الحاكمة بالاضافة الي بناء افخم القصور وما يدور فيها من مسلسلات الغرام وخير مثال علي ذلك ما ذكرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) سابقا عن مزرعة هالا في امريكا التي يملكها امير خليجي والتي سعّرت بمبلغ 135 مليون دولار واستيراد السيارات الفارهة من آخر طراز والتسابق في بناء الابراج والعمارات الشاهقة ولا سيما في الخليج وكأن الحداثة تكمن في المظاهر الزائفة وليس في العدل الذي هو اساس الملك والعلوم وتشييد المعامل والمصانع والبني التحتية وما الي ذلك من الامور التي تسير بالوطن والمواطن الي بر الامان. ليس مدهشا ان تعمل الولايات المتحدة واسرائيل والغرب كل ما في وسعهم لتخريب الوطن العربي ونهب خيراته ونشر الفوضي لهلاكه فذلك جزء اساسي من تاريخهم ولكن المدهش والمستعصي علي الفهم ذلك التواطئ المفضوح للنظام العربي في هذا التخريب المرسوم والممنهج المتمثل في تهويل اجرام امريكا ضد الاشقاء والرضوخ الكامل وغير المشروط لاملاءاتها ابتداء بحصار ليبيا مرورا بتدمير العراق وغزوه واحتلال افغانستان والحصار الخانق ضد غزة وتأييد الكيان الصهيوني في عدوانه علي لبنان عام 2006 وتفهمهم للغزو الاثيوبي للصومال وعدم اكتراثهم لما يجري جنوب السودان واستعداءهم لايران وتضخيم برنامجها النووي بالاضافة الي شعوب مغيبة ومخدرة تساق الي مصيرها بكل ذل وهوان فعلا انها الكارثة الكبري والمصيبة العظمي.