شاهد عيان انجليزي من داخل دبابة اسرائيلية دخلت لبنان ...
الجنود مرعوبون وسؤالهم الوحيد : متى سيتوقف اطلاق النار في لبنان
قال صحافي بريطاني رافق، ضمن مجموعة من الصحافيين الأجانب، قوة عسكرية إسرائيلية مدرعة كان من المفروض أن تصل ليل الأحد إلى بلدة الطيبة في جنوب لبنان ان الخوف ظهر في شكل بارز على الجنود أثناء هذه الرحلة التي لم تتحقق بسبب المقاومة الشديدة من جانب «حزب الله»، وكان السؤال الوحيد الذي شغل بال الجنود طوال الوقت ولم يكفوا عن توجيهه إلى الصحافيين الأجانب هو: متى سيبدأ بالفعل وقف إطلاق النار؟ وفقا لما كتبه الياس عطاالله مراسل الراي العام الكويتية في لندن
وكتب ستيفان فاريل مراسل صحيفة «التايمز» الذي خاطر بحياته ودخل إلى الأراضي اللبنانية على متن دبابة أطلق عليها اسم «امرأة شريرة»، أنه بعد قليل من دخول الأراضي اللبنانية اضطر قائد «المرأة الشريرة» الى الاحتماء خلف هيكل مدمر لجرافة ثقيلة من نوع «كاتربيلر» تركها الإسرائيليون في الأراضي اللبنانية بعد محاولة اقتحام سابقة فاشلة, وقال ان الدبابة مكثت بضع ساعات في هذا الموقع الذي تنتشر فيه قلاع صليبية وتحصينات عسكرية عدة، يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى كدليل على الشدائد التي مرّت على هذه المنطقة عبر العصور، فيما كانت الصواريخ تتطاير إلى الأمام وإلى الخلف, ولدى سؤال أحد الجنود المشاة الذي مرّ في الموقع عن مصدر النيران، رد «لا أعرف إن كانت منا؟ ربما منهم؟ لا فكرة لدي».
وتابع فاريل أنه لاحظ الخوف الذي انتاب الجنود داخل الدبابة وهم يراقبون الطريق من خلال فتحة صغيرة ومن خلال منظار ليلي يعمل بواسطة الأشعة تحت الحمراء, وأكد هذا الخوف أحد أفراد طاقم الدبابة الضابط بنتسي ألكسندر، حين قال ان جسم الدبابة لا ينفع أمام صواريخ الحزب.
وأضاف المراسل أنه فقط داخل هذه الدبابة استطاع أن يفهم معنى الخوف الذي انتاب الإسرائيليين طوال الوقت من الصواريخ المضادة للدبابات القادرة على اختراق الدروع الحديد، حيث ان ضابطاً ثرثاراً لم يتوقف أبداً عن الكلام منذ بدأت الرحلة صمت فجأة عندما توقفت الدبابة لتحتمي من أي ضربة ممكنة وظل صامتاً طوال الوقت, وبعد مرور نحو ساعة سُمع هدير دبابة عائدة من داخل الأراضي اللبنانية وما لبثت أن توقفت بالقرب منهم وأطل أحد الجنود فيها، واعلن بنبرة تنطوي على قلق واضح أن إصابات عديدة لحقت بالقوات الإسرائيلية.
في مرحلة لاحقة وخلال الفترة التي كانت فيها الدبابة مختبئة وكانت قد توقفت على مقربة منها مجموعة من ناقلات الجند، لاحظ فاريل أن ناقلات الجند بدأت تتحرك بسرعة من دون أن يفهم أحد السبب، ودب الفزع في قلوب الجميع وسمع صفير صاروخ عابر ثم انفجار، فارتمى الجميع على الأرض, وقال أحد الجنود ان ناقلات الجنود تجتذب الضربات من جانب «حزب الله» كالمغناطيس, وسمع فاريل أحد أفراد فريق طبي وهو يقول ان «كل شيء يسير بالعكس», وتم بعد دقائق تأكيد مقتل ثلاثة جنود.
ولم يمض وقت طويل حتى حضر ضابط ضخم الجثة وأخبر الصحافيين أن من غير الممكن دخولهم إلى الطيبة «فالرحلة محفوفة بالخطر», ويقول فاريل انه سأل الضابط كيف يمكن لإسرائيل أن تصل إلى نهر الليطاني إذا لم تكن قادرة على وصول موقع اقامته قرب الطيبة التي تبعد فقط 3 أميال عن الحدود؟ واعترف الضابط بأن السؤال وجيه، لكنه حاول الدفاع عن موقفه وادعى أن الجيش يسيطر على المنطقة في شكل جيد.
ووصف فاريل طريق العودة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث شاهد الجنود المصابين وهم ينقلون للإسعاف بعضهم مسنودون من جانب زملائهم.
من جهته، قال روبرت فيسك، مراسل صحيفة «اندبندنت» انه رغم وقف النار، فان حرباً جديدة ربما هي الأفظع في تاريخها ستواجهها إسرائيل على يد مقاتلي «حزب الله»، وعلى الأغلب ستخسرها أيضاً, وأشار إلى أن الحزب كبّد الاسرائيليين في اليوم الأخير قبل وقف النار نحو 43 قتيلاً,
وكتب أنه رغم أن إسرائيل تدعي أنها تقوم بتنظيف المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني من «حزب الله»، تبدو الصورة على نحو معاكس وأن الحزب هو الذي يقوم بعملية التنظيف، بل يرى الحزب أن اللحظة التي انتظرها سنين طويلة حانت اليوم بوجود القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، متوقعاً أن تضطر الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار لدخول لبنان في شكل مكثف أكثر في مواجهة شاملة مع الحزب قريبا