صاروخ أمريكي مضاد للدبابات, تم تصميمه
ليحل مكان الصاروخ M-47 Dragon, و الذي بدأت فعاليته تنقص أمام أشكال التدريع
الحديثة في الدبابات السوفياتية خلال سنوات الثمانينات.
خصائص عامة
:
يعتبر صاروخ Javelin من نوع "إضرب و انسى", مع إقفال تام و نهائي على
الهدف قبل الإطلاق و توجيه بالأشعة تحت الحمراء.
و يمكن برمجة الصاروخ ليقوم
بنوعين مختلفين من أشكال الهجوم :
1- طريقة الهجوم السقفي TOP ATTACK، ضد
العربات المدرعة ، وبمجرد أن يتم إطلاق الصاروخ يصل إلى إرتفاع 150 متر ، ويقع على
الهدف عموديا ، مما يتيح أفضل اختراق ضد الدروع.
2- طريقة للهجوم المباشر أفقيا
، ضد التحصينات أو المباني ،بحيث يصل ارتفاع الصاروخ الى 50 مترا أثناء الطيران نحو
الهدف.
و يمكن للصاروخ أن يهاجم المروحيات أيضا بالتصويب المباشر, و يحمل
الصاروخ رأسا ترادفيا شديد الإنفجار من نوع High Explosive Anti-Tank HEAT يتكون من
عبوتين مجوفتين, حيث تقوم الأولى بتفجير الدروع التفاعلية بينما تقوم الثانية
بإختراق الدروع التقليدية, و لقد كان لهذا الصاروخ تأثير جد مدمر ضد الدبابات
العراقية من طراز تي 62 و تي 72 خلال غزو العراق سنة 2003.
عند الإشعال الأولي
يتم قذف الصاروخ خارج القاذف بمسافة آمنة نسبيا بالنسبة للرامي تتراوح بين خمسة
وعشرة امتار و ذلك قبل أن يشتعل نظام الدفع بالوقود الصلب الذي يؤمن طيران الصاروخ,
و هذه المسافة الآمنة تصعب مهمة تحديد مكان الرامي, كما تسمح بإطلاق الصاروخ من
أماكن ضيقة كالنوافذ و المباني و خنادق المشاة, و من جهة أخرى يسمح نظام التوجيه و
الإقفال "إضرب و انسى" للرامي بالإختباء مباشرة بعد إنطلاق الصاروخ نحو هدفه.
و
يتم تجهيز الصاروخ للتصويب و الرماية من طرف جنديين, الحامل و الرامي, بحيث يقوم
الحامل بتحديد الاهداف المحتملة وتقييم درجة الخطر من القوات المدرعة والمشاة
المعادية, بينما يقوم الرامي بالتصويب على الهدف و إطلاق النار.
تطوير
الصاروخ :
في عام 1983, أعلن الجيش الأمريكي عن حاجته لتطوير نظام تسليح
مضاد للدبابات متوسط المدى (Advanced Anti-Tank Weapon System - Medium), و في سنة
1985 تمت الموافقة على التصاميم المقدمة من طرف ثلاثة شركات أمريكية لتبدأ
الإختبارات النهائية Proof-of-Principle phase في يوليو 1986 لتحديد التصميم الذي
سوف يختاره الجيش الأمريكي و الذي يطابق حاجياته العسكرية, و بالفعل تم منح عقد
التطوير النهائي في إطار مشروع مشترك بين شركتي تكساس انسترومنتس ومارتن ماريتا
Texas Instruments and Martin Marietta, اللتين تم إدماجهما في شركتي رايثيون و
لوكهيد مارتن Raytheon and Lockheed-Martin.
و في أبريل سنة 1991 تم إختبار
الشكل النهائي لنظام Javelin بنجاح, ثم في عام 1994 ، أذن في انتاج كمية صغيرة منه,
ليتم نشره في وحدات الجيش الأمريكي سنة 1996.
الإختبار و التقييم
:
أثبت الإختبار العملي لصاروخ جافلين كفاءة جيدة من حيث التأثير المدمر ضد
الدبابات و عربات القتال المدرعة و ذلك من حيث القدرة على إختراق التدريع خصوصا
خلال الهجوم السقفي الذي يسبب تدميرا قويا للدبابة من الجانب الأضعف تدريعا, كما
أثبت فعالية كبيرة ضد المخابئ و التحصينات الإسمنتية, لكنه يبقى ثقيلا جدا خلال
التنقل به, غير أن أفضل خاصية له تبقى هي التوجيه الحراري الذي يمكن إستخدامه ليلا
أو نهارا.
مميزات نظام جافلين :
يتميز النظام بسهولة تفكيك و تجميع
مكوناته الرئيسية بسرعة عند الحاجة و تلك خاصية أساسية يلزم توفرها في الأنظمة
المضادة للدبابات التي يستخدمها المشاة في مسرح القتال حيث يتوجب سرعة التعامل مع
الهدف و سرعة الإنسحاب و الإختباء بالنسبة للمشاة.
و يظهر هذا الفرق جليا إذا ا
تمت مقارنة الجافلين بصاروخ التاو TOW, الذي يحتاج إلى حامل TRIPOD ثقيل, مع أنبوب
ثقيل أكبر و أطول و حماية إضافية لجهاز التصويب الحراري مما يتطلب وقتا أكبر
للتركيب و التجميع عند إعداد النظام للتعامل مع الهدف.
من جهة أخرى و رغم أن
خاصية التصوير الحراري لنظام التصويب command launch unit (CLU) في صاروخ جافلين
يمكن أن تعوق التهديف الجيد في بعض الأحيان, خاصة في مسرح عمليات بكثافة أهداف
كبيرة, إلا أنه يتميز بتقنية "إضرب و انسى" التي تمكن الرامي من الإحتماء ليكون
بعيدا عن الأنظار و يغير مكانه للبحث عن زاوية جديدة للتصويب و التعامل مع الأهداف
المحتملة, أو ينسحب من مسرح العمليات إذا ما أدرك العدو أنه يتعرض للهجوم, مما يجعل
الجافلين بنظام توجيهه اللاسلكي أكثر أمانا من أنظمة الصواريخ ذات التوجيه السلكي,
حيث يضطر الرامي إلى البقاء في مكانه لضبط و تصويب التوجيه طبقا لتغير إحداثيات
الهدف إلى أن تتحقق الإصابة, مما يعرضه لخطر نيران العدو الذي قد ينتبه إلى مصدر
إطلاق الصاروخ خاصة إذا كانت الدبابات و عربات القتال المستهدفة مدعومة من المشاة
خلال تقدمها.
و هذا هو أبرز تغيير ظهر في عقيدة القتال الإسرائيلية مباشرة بعد
حرب يوليو 2006 على سبيل المثال, حيث أن الخسائر الكبيرة التي سببتها صواريخ حزب
الله لدبابات الميركافا الإسرائيلية قد دفعت قادة الجيش الإسرائيلي لإدخال وحدات و
فصائل المشاة إلى جانب طوابير الدبابات خلال عمليات الهجوم و هو ما بدا واضحا خلال
مناورات الجيش الإسرائيلي في الجولان مؤخرا, حيث أن تكتيكات حزب الله بإستهداف
الدبابات الإسرائيلية في كمائن قاتلة في جنوب لبنان قد أظهرت سلاح المدرعات
الإسرائيلي بمظهر هش و بدون حماية فعالة خاصة في أرض عمليات بتضاريس جبلية و
حرجية.
و لهذا الصاروخ ميزة تسليحه برأس ترادفي شديد الإنفجار, حيث تم تصميمه
للتعامل مع كل أشكال التدريع و خاصة الدروع التفاعلية المتفجرة Explosive Reactive
Armour ERA, و تمت تجربته بنجاح ضد دبابة الأبرامز M1 Abrams, كما أن نمط الهجوم
السقفي TOP ATTACK يوفر فعالية تدمير كبيرة لأغلب أنواع الدبابات, بحيث أن السقف
يبقى هو المكان الأوهن تدريعا.
كما يتميز الجافلين بخاصية الطرد الأولي SOFT
LAUNCH خارج القاذف بدون إشتعال للوقود الصلب, حيث يقوم محرك صغير بطرد الصاروخ
خارج القاذف بإشتعال بسيط يسمح بإبتعاده عن الرامي, مما يوفر أمانا نسبيا للمنطقة
الواقعة خلفه و يمنح الصاروخ إمكانية الإطلاق من أماكن متعددة كالمخابئ و الخنادق
بدون خروج خلفي قوي لغازات الضغط الناتجة عن إحتراق الوقود الصلب و يجعل منه سلاحا
مميزا خلال القتال داخل المناطق الحضرية حيث تكثر الكمائن بين المباني.
كما أن
خاصية الطرد الأولي هاته تخفف جدا من الإرتداد الكتفي بالنسبة للرامي low recoil
for shoulder launch.
سلبيات نظام جافلين :
من أبرزها الوزن الإجمالي
للنظام, حيث يزن القاذف بالصاروخ داخله مع نظام التصويب و التوجيه و قوائم الإرتكاز
حوالي 22 كيلوغراما (49.5 باوند), و ذلك بدون حساب بطاريات الليثيوم LITHIUM BA5590
التي تزن بمجملها 1 كجم (2.25 رطل) لكل واحدة, و توفر كل واحدة منها إمكانية 4
ساعات من التصويب و الضرب و ذلك حسب تأكيدات الشركة المصنعة للنظام, بينما يحمل كل
ثنائي قنص ما بين 5 إلى 10 بطاريات و هذا العدد قد يكون أكبر أو أصغر اعتمادا على
مدة المهمة القتالية, بينما يزيد الوزن الإجمالي للنظام عن الوزن الأقصى المعين
لجنود المشاة المحدد داخل الجيش الأمريكي.
عيب آخر في نظام جافلين هو كونه يعتمد
على الرؤية الحرارية THERMAL VIEW للتصويب على الأهداف بالتوجيه بالأشعة تحت
الحمراء, مما يجعل النظام غير قادر على العمل بعد الإطلاق الأول و يفرض على الرامي
أن ينتظر مدة معينة (تحددها تقديرات الشركة المصنعة في 30 ثانية) إلى أن يقوم نظام
التبريد داخل جهاز التصويب و التوجيه بإعادة ضبط درجة الحرارة المناسبة, غير أن هذه
العملية قد تتطلب وقتا أطول, كما أن جهاز الرؤية الحرارية قد يتأثر بالعوامل
المحيطة في أرض المعركة عند التعامل مع الأهداف, كالحرائق و الإنفجارات مما يمكن أن
يشكل تداخلا مع الأهداف المنتقاة من طرف الرامي خلال عملية التصويب.
الدول
المستخدمة للنظام :
أستراليا, البحرين, كندا, تشيكيا, إيرلندا, الأردن,
لبنان, ليتوانيا, المكسيك, نيوزيلندا, النرويج, سلطنة عمان, تايوان, الإمارات,
بريطانيا, باكستان و بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية.
مواصفات عامة
:
الوزن عند الإطلاق : 11,8 كلغ.
طول الصاروخ : 1,1 متر.
طول القاذف :
1,2 متر.
المدى : 75 إلى 2500 متر.
الرأس الحربي : TANDEM shaped charge
HEAT.
وزن الرأس الحربي : 8,4 كلغ, 18,5 باوند.
الوقود : وقود صلب يحترق على
مرحلتين.
التوجيه :الأشعة تحت الحمراء.
الشركة المصنعة : Raytheon and
Lockheed Martin.
الثمن : 80000 دولار أمريكي يشمل الصاروخ بوحدة التصويب و
التوجيه.
منقول من الأخ عبوووود
تم التعديل من قبل
Dr Isa .