إن التجهيزات العسكرية للمقاتل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنوعية المهام المناطة به، وبميدان عمله، فبإمكاننا أن نقول إن تجهيزات المقاتل في ميدان المدن أقل بكثير من تجهيزات المقاتل في ميدان الجبال والأدغال، والسبب في ذلك أن ميدان المدن يعتمد على العمل السري وبالتالي فإن المقاتل لن يحتاج إلى إظهار نفسه أمام الآخرين بما يحمله من تجهيزات أو لباس، فهو يجهز لكل عملية ما يناسبها من تجهيزات قبل تنفيذها بفترة هو يقدرها، ولكن يبقى أن رجل العصابات سواء في المدن أو في الجبال والأدغال هو بحاجة إلى ضمان قرب جميع التجهيزات التي يحتاجها في جميع المهام العسكرية أثناء القتال، فإذا لم يتمكن من حملها على ظهره، فهو بحاجة إلى تأمينها في مكان آمن يمكنه الحصول عليها بسرعة حين الحاجة إليها، ولن نطيل في شرح التجهيزات التي يحتاجها رجل العصابات بالتفصيل، ولكن سننبه على بعض التجهيزات وعلى رجل العصابات أن يقدر حاجته ومهامه ويعرف ماذا يحتاج بدقة، والتجهيزات التي سنذكرها لاحقاً يحسن بكل مجاهد أن يحصل عليها، لأن رجل العصابات يعد جيشاً يمشي على الأرض، فهو بحاجة إلى جميع التجهيزات لينفذ جميع المهام دون الاعتماد على غيره من الأفراد أو الوحدات، فربما يضطر رجل العصابات إلى الذهاب إلى الهدف منفرداً أو الانسحاب من العملية منفرداً أو تنفيذ عملية بمفرده، فيجب عليه ألا يكون كالجندي في الجيش النظامي الذي يعمل بأسلوب التكامل مع غيره تجهيزاً وقتالاً، بل يجب عليه أن يرى أنه هو القائد والملاح والرامي ورجل الاتصالات أو الاستطلاع، وهو من سيناط به جميع المهام القتالية فينبغي عليه تجهيز كل ما يحتاجه، والتدرب على جميع المهام القتالية والأسلحة المناسبة للجماعة.
رجل العصابات هو في المقام الأول رجل الأعمال القتالية متعددة الأشكال وعلى هذا لابد أن يجهز كل ما يحتاجه لأعمال القتال مثل:
تجهيزات الأعمال القتالية.
مصحف صغير هو أنسه يقوي به قلبه للقتال.
رشاش خفيف (كلاشن).
جعبة ذات جودة عالية لا تعيق أداء المهام القتالية لحمل الذخيرة والقنابل.
أربع مخازن للرشاش الخفيف.
ذخيرة لأربع مخازن 120 طلقة.
ويمكن حمل طلقات احتياطية إذا كانت المهام القتالية ربما تستهلك كمية من الذخيرة.
منظار ليلي يستخدم للكلاشن.
مسدس شخصي بمخزنين للدفاع عن النفس في حال التخلي عن الرشاش الخفيف أو تعطله أو نفاد ذخيرته.
بدلتان عسكريتان يناسب لونهما طبيعة المنطقة للتخفي، وإذا تعذر ذلك فأي لباس لا يعيق الحركة والقتال مما يستخدم في المنطقة.
حذاء عسكري أو حذاء رياضي ذا جودة عالية مع زوجين من الجوارب.
خوذة واقية للرصاص والشظايا.
حربة للقتال القريب أو للاغتيالات.
أي نوع من القيود سهلة الاستخدام لتنفيذ عمليات الخطف بسهولة.
أربع قنابل يدوية على الأقل لتمشيط الغرف أو لعمليات الكمائن القريبة.
حبل للتسلق والنزول من المباني أو المرتفعات الجبلية وهذا الحبل مجهز لهذه الأعمال ويعرف باسم (هرنز) وله حلقات تساعد على النزول بأمان.
تجهيزات الملاحة والاتصالات
خريطة عسكرية حديثة للمنطقة والمناطق التي حولها، وإذا عدمت الخريطة العسكرية يمكن الاستغناء عنها بالخريطة المدنية الحديثة ذات مقياس الرسم الصغير الذي يصل إلى (250.000سم).
مسطرة لقياس المسافات من على الخريطة.
منقلة دائرية لإخراج الاتجاهات بها من الخريطة.
بوصلة مجهزة للاستخدام الليلي.
ويغني عن هذا كله أي نوع من الأجهزة التي تعمل بالأقمار الصناعية بنظام الـ (جي بي إس) مثل ماجلان أو قارمن وغيرها، ولكن لا يعني الحصول على هذا الجهاز الاستغناء عن الخريطة والبوصلة فالجهاز معرض للأعطال والكشف فينبغي أن يكون هناك بديل له لو تعطل أو تم رصد مكانه.
جهاز اتصالات لا سلكي يدوي من أي نوع للارتباط مع بقية المجموعات أو الأفراد، بطاريات صغيرة لجهاز الاتصالات وجهاز الـ (جي بي إس).
كشاف للإضاءة الليلية وهناك أنواع من الكشافات تعمل بالطاقة الشمسية ولا تحتاج إلى بطاريات.
التجهيزات الأخرى فتختلف باختلاف طبيعة المهمة والمنطقة ولكن نذكر أهمها ونترك ما يختلف باختلاف الحال:
علبة للماء (مطارة) لا تقل سعتها عن لتر.
كمية كافية من الطعام تحددها المهمة العسكرية.
فراش عسكري صغير سهل الحمل.
لباس بلاستيكي واقي من الأمطار لحماية المقاتل ومتاعه وسلاحه من الماء.
معول صغير للحفر.
منشار خشبي صغير.
منشار حديدي صغير.
سكين متوسطة الحجم مع مسن لها.
كبريت أو مشعل بالاحتكاك أو ما يقوم مقامه مما لا يتأثر بالماء ولا ينفد بعد مدة.
حبل متوسط الحجم والطول.
مفك للبراغي ذو اتجاهين
مفك للصواميل متغير الأحجام.
قاطعة للأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية.
تجهيزات طبية شخصية كالقطن والشاش والمقص والمنظفات والأربطة الطبية والمراهم الطاردة للبعوض فهي الناقلة لأكثر الأمراض.
سواك أو ما يقوم مقامه.
منظار للتقريب صغير الحجم.
حقيبة قوية محمولة على الظهر لحمل كل هذه التجهيزات.
وهناك تجهيزات ليست خاصة بكل فرد، فيكفي الجماعة الواحدة أن توفر العدد الكافي منها لمهامها القتالية حسب ما تراه مناسباً.
مناظير ليلية مناسبة.
كميرا فيديو لتصوير الاستطلاع والعمليات ودراسة المناطق.
حقيبة طبية مجهزة لعلاج كافة الحالات التي تحصل في الميدان من النزيف والكسور والحروق وضربات الشمس أو نزلات البرد والصعق الكهربائي ولدغات الهوام، والمسكنات والمضادات بكافة أشكالها، والإسهال والملاريا وغيرها من الأمراض التي يسببها التلوث.
كما أن على قيادة الجماعة تجهيز الأسلحة غير الشخصية كالرشاشات المتوسطة، والقناصات، وقاذفات الصواريخ (م/ د)، وصواريخ (م/ط).
كميات مناسبة من المتفجرات والألغام والصواعق والمفجرات العسكرية والفتائل الصاعقة والبطيئة، والأحزمة الناسفة للعمليات الاستشهادية، والسموم القاتلة باللمس أو بالشم أو بالأكل، والأحبار السرية، والدوائر الإلكترونية للتفجير عن بعد أو بالتوقيت أو بالضوء أو بالاهتزاز أو بالصوت، وأجهزة الصعق الكهربائي أو غازات التنويم لعمليات الخطف، والكواتم المناسبة لبعض المسدسات المتوفرة لدى الجماعة للاغتيالات الصامتة.
مصادر الطاقة الكهربائية بالأشعة الشمسية، وكل ما يمكن أن تحتاجه جماعة العصابات من ذخائر وأسلحة ومخازن.
ويبقى أن التجهيزات متعلقة بالمهام المناطة بالجماعة وطبيعة المنطقة، وطبيعة العدو، فعلى قيادة الجماعة تجهيز كل ما يمكن أن تحتاجه الجماعة سواء للمهام القتالية المختلفة أو للمسير أو للاستقرار والدفاع.
ولا يعني أن عدم توفر شيء من التجهيزات المذكورة سابقاً أن العمل لن يقوم، ولكن المطلوب من المجاهد أن يبذل وسعه للحصول على هذه التجهيزات تمهيداً للقاء العدو، وإذا كان مستطيعاً أن يعد هذه التجهيزات وغيرها مما يحتاجه وقصر في ذلك فهو مخالف لما أمره الله به من الإعداد بالمستطاع، وإذا لم يستطع فلا يقف عن الجهاد فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
هذا هي أهم التجهيزات التي نرى أنه يلزم المقاتل الاستعداد بها قبل المعركة، وليس بالضرورة أن يحمل المقاتل كل هذه التجهيزات على ظهره أينما ذهب، ولكن المطلوب أن تكون كل هذه التجهيزات قريبة من المقاتل وفي متناوله، ولا يحمل منها إلا ما يحتاجه في مهمته فقط، فمهام القتال تحتاج إلى تجهيزات القتال، ومهام الاستطلاع تحتاج إلى الكميرا وأدوات الملاحة، ومهام الاغتيالات لا تحتاج إلا حمل السم فقط، وهكذا فلكل مهمة تجهيزاتها الخاصة التي يحتاجها المقاتل، ولا ينبغي للمقاتل أن يهمل هذه التجهيزات وعليه أن يسعى لتوفيرها قبل القتال، حتى لا تكون له عائقاً عن أخذ زمام المبادرة في الميدان والانتقال من مهمة قتالية إلى أخرى دون تأخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ