كشفت معلومات حول الحرب الليبية بأن سوء تنظيم قوات القذافي أدى إلى انهيارها السريع، وكشفت نتائج تحقيق حول أسباب فشل الأسلحة الروسية في الحرب الليبية بأن قيادة قوات حلف الأطلسي حصلت قبل بداية العمليات العسكرية في ليبيا على معلومات دقيقة من قادة عسكريين منشقين وضباط في القوات الجوية والدفاع الجوي الليبي، سهلت تدمير 80 بالمائة من إمكانات الدفاع الجوي الليبي في 48 ساعة الأولى للحرب، ومن المعلومات التي حصلت عليها قيادة حلف الأطلسي، حسب مصدر أمني متابع للحرب في ليبيا، شيفرة الاتصالات وخرائط تضم شبكات الاتصال وطرق التواصل بين الوحدات العسكرية الليبية وأنظمة الإنذار المبكر وطرق تنقل قوات الدفاع الجوي الليبية ومواقع الرادارات حول طرابلس.
وتولت صواريخ كروز وتوماهوك الأمريكية المهمة الأولى، حيث دمّرت أغلب منصات صواريخ الدفاع الجوي حول العاصمة الليبية طرابلس، وقد تعرضت مطارات الجيش الليبي وقواعده الجوية لقصف مكثف حرم قوات القذافي من استغلال أي طائرة، ثم شرعت أجهزة تشويش أمريكية محمولة جوا وبعضها على متن سفن الأسطول السادس في التشويش على الاتصالات بين قيادة الجيش الليبي ووحداته الميدانية، وبلغ التشويش مرحلة متقدمة قبل اقتحام قوات المعارضة العاصمة طرابلس، حيث نقل عناصر متعاونون مع حلف الأطلسي قادة ميدانيين لقوات القذافي أوامر مزيفة عبر نظام الاتصال والهاتف، ساهمت في نشر الفوضى والرعب بين القوات المدافعة عن العاصمة.
وأثار الانهيار السريع للجيش الليبي ومنظومة الدفاع الجوي الليبية خاصة في محيط العاصمة الليبية طرابلس دهشة المراقبين وخبراء التسلح، والقادة العسكريين، وأدى إلى إثارة الأسئلة حول قدرة الأسلحة الروسية التي تمثل أكثر من 80 بالمائة من ترسانة الجيش الليبي، ورغم القوات الجوية والصاروخية القليلة نسبيا التي سخرتها دول حلف الناتو، خلال العمليات العسكرية ضد ليبيا، فإن العمليات انتهت بتفكيك سادس أقوى جيش عربي وخامس أقوى جيش إفريقي على الأقل من ناحية القدرات وكمية الأسلحة، وأثارت النهاية السريعة للجيش الليبي الكثير من الأسئلة حول سبب هزيمة قوات القذافي المجهزة بأسلحة روسية حديثة. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن تدمير منظومة الدفاع الجوي الليبية تم خلال 4 أيام فقط.