خبراء الأمن القومى المصرى: نجاح ثورات
"الربيع العربى" ستعجل بنهاية "الصهيونية العالمية".. وإسرائيل ستظل الأقوى
بإثارتها للفتن العرقية والطائفية بمصر ودول المنطقة.. وتقسيم الدول
العربية ينذر بكارثة الإثنين، 12 سبتمبر 2011 - 12:26
صورة أرشيفية
كتب محمود محيى
حذر عدد من خبراء الأمن القومى المصرى وخبراء إستراتيجيين عرب من
آثار المشروع الصهيونى العالمى على العالم العربى والتى تشمل استمرار
مخطاطته الخبيثة الداخلية بالدول العربية باعتبارها حلاً آمناً ومباشراً
لبقاء إسرائيل، وذلك بصورة من الانغلاق والانعزال على نفسه حتى تتضح الصورة
عربيا بعد هدوء ثورات الربيع العربى.
أكد الخبراء، خلال مؤتمر "نحو نظام عربى جديد" الذى نظمه المركز القومى
لدراسات الشرق الأوسط بالتعاون مع المركز العراقى للدراسات الإستراتيجية
أمس، أن التغيرات التى تحدث حالياً بالمنطقة العربية ستسدفع إسرائيل للتمسك
بمواقفها ورفض أى حل للتسوية والاعتماد على الخيار العسكرى وتزايد
ميزانيتها بنحو 700 مليون دولار.
وقال الدكتور "طارق فهمى" رئيس وحدة الشئون الإسرائيلية بالمركز القومى،
خلال كلمته، إن إسرائيل ستسعى لإعادة دورها الوظيفى لإثارة الفتن الطائفية
والعرقية والعداوات داخل مصر وبقية الدول العربية لمذيد من تفتت المنطقة،
موضحا أن تل أبيب لن تقف مكتوفى الأيدى وهى ترى التغيرات والتحولات
الاستراتيجية من حولها، مما يهدد أمنها وصورتها كقوة كبرى فى المنطقة.
وعن المشروع الصهيونى وتداعيته على العالم العربى قال فهمى، إنه يقوم على
أساس إضعاف من حوله، لأن شرط صعود المشروع العربى والإسلامى هو إنهاء
المشروع الصهيونى، وفى الوقت نفسه يلتقى هذا المشروع الصهيونى مع المشروع
العربى فى إبقاء المنطقة المحيطة به ضعيفة ومفككة ومنقسمة ومتخلفة معنويا
وحضاريا.
وأكد قهمى أن التغييرات التى تشهدها المنطقة العربية إذا ما استمرت فى
إطارها الصحيح فإنها ستشكل اختراقا فى معادلة الصراع الذى قد يتطور ليمس
المشروع الصهيونى ذاته، حيث إن التحديات التى تواجه "الصهيونية العالمية"
تتلخص فى تصاعد القوى والتيارات الإسلامية فى داخل فلسطين، وتعطيل مسار
التسوية وعدم قدرة إسرائيل على فرض شروطها على الفلسطينيين، بجانب تدهور
وسقوط الأنظمة المحاولاة فى المنطقة وتصاعد فوة جديدة مما يشكل بيئة معادية
لإسرائيل.
وعن الخيارات المقترحة لإعادة المشروع الصهيونى الذى عكف عليه كبار الزعماء
اليهود داخل وخارج إسرائيل، قال فهمى إن الانعزال والانفراد بالقرارات
والسياسات لمزيد من الإجراءات المنفردة لعودة هيبة إسرائيل وصعود جيل
عسكرى، بالإضافة إلى الاستيطان ورفض السلام كلها خيارات تدعم تقوية
"الصهيونية" عالميا.
وقال الدبلوماسى العراقى محمد ياسين إن المشكلة الأكبر التى تواجه العالم
العربى هو اختراف إسرائيل للأنظمة العربية، وهو ما حدث بالفعل فى محاولاتها
بالتفاوض بطرق غير مباشرة مع العقيد الليبى الهارب "معمر القذافى" بوقف
هجمات الناتو ضد مقابل أن يساهم فى الإقراج عن الجندى الأسير لدى حركى حماس
"جلعا شاليط"، وأيضا الاتصالات السرية مع نظام بشار الأسد.
وقال الدكتور باسل الغريرى، الأستاذ بالمركز العراقى للدراسات
الإستراتيجية، إن الوطن العربى لم يعد يعانى فقط من تقسيمه لعدة دول وصلت
إلى 22 دولة، بل إنه أصبح يعانى خطر التقسيم الطائقى على أسس دينية أو
اجتماعية أو قبلية، حيث عدد الكوارث التى تلحق بالعرب، وعلى رأسها، أن 30%
من العرب أميين، وأن نحو 100 مليون أسرة عربية تعيش تحت خط الفقر، بجانب
تدهور الثقافة العربية، فأصبح نصيب الفرد من القراءة 6 دقائق فقط أى كتاب
واحد لكل نصق مليون عربى.
وأوضح الدكتور ممدوح الوالى، الخبير الاقتصادى بمركز الأهرام للدراسات
السياسية والإستراتيجية، أن الفجوات الكبيرة بين الطبقات العربية بعضها
البعض تنذر بزيادة ضعف تلك الدول والتأثير على نموها الاقتصادى، بالرغم من
أن العالم العربى يمثل 5% من سكان العالم، ومساحته تبلغ 12 % من مساحة دول
العالم، وكذلك فإن إنتاجه يمثل 3% من الناتج الإجمالى العالمى.
وحذر الدكتور محمد عبد السلام، رئيس تحرير السياسة الدولية وأستاذ التاريخ
الحديث بجامعة "ريدينج" بلندن، أن تجزئة وتقسيم الدول العربية إلى دويلات
من أهم المخاطر والكوارث التى تواجه تلك الدول حاليا وأنها تواجه مشكلة
حقيقية فى المدى القصير، فى ظل تصاعد المشكلات الداخلية للدول، واحتمالات
صعود التيارات الوطنية القومية أو الدينية والتدخلات الخارجية الإقليمية
والدولية واسعة النطاق فى المنطقة.