أكدت داليا مجاهد المدير التنفيذي لمركز "جالوب أبوظبي" والمستشارة السابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما للشئون الإسلامية أن أمريكا لم تكن تريد الثورة المصرية وأخذت وقتا طويلا حتي استوعبت أن الأمر خرج عن سيطرة مبارك وأصبح في أيدي المتظاهرين؛ وهنا اضطروا الى أن يؤيدوا الشعب، وحتي الآن يوجد كثيرون في أمريكا يرون أن مبارك كان وجوده أفضل لتحقيق المصالح الأمريكية..
وأوضحت أن مبارك كان يحقق للأمريكيين كل رغباتهم.. وأن إسرائيل نفسَها كانت ترى فيه أكثر من يحقق لها مصالحها حتى وصفوه بأنه أكثر شخص استطاعوا التعامل معه.. وعندما قامت الثورة وجد هؤلاء نظاما جديدا لا يستطيعون السيطرة عليه أو أن يكون لهم دور فيه؛ فهم الآن لا يعرفون من الرئيس القادم بعد أن كانوا يتعاملون مع وضع مستقر تحت سيطرتهم بقيادة مبارك وابنه من بعده فالكثير من الأمريكيين كانوا علي يقين بأن جمال سيخلف والده وبالتالي فالأمور لن تختلف..
وأضافت داليا مجاهد:" ما حدث كان مفاجأة للجميع ويجب أن نفهم أنه عندما ينادي المصريون بالديمقراطية هذا يقلق أمريكا وليس في مصلحة إسرائيل، وعلي من يؤمن بهذا الاعتقاد بأن أمريكا وراء الثورات من أجل مصلحة إسرائيل أن يسأل نفسه: هل كان مبارك يفعل أى شىء ضد إسرائيل..؟
فالإسرائيليون أنفسُهم اعترفوا بأنه لم يكن هناك أحد يخدم مصالحهم أكثر منه، حتي عمر سليمان كان معهم مئة بالمئة وضد حماس علي طول الخط، وكلها مؤشرات تؤكد أنهم لم يرغبوا في التغيير وأنهم خائفون مما قد يحدث..".
وحول محاكمة الرئيس السابق مبارك وأعوانه أوضحت داليا أن بها سلبيات ولكن إذا وضعنا في الاعتبار أنها المرة الأولي في التاريخ المصري والتاريخ العربي أن تحاكم دولة رئيسها لا أن تقتله أو يهرب خارجها فهذا شىء يجب أن يفتخر به كل مصري؛ فصدام حسين حين حوكم كان تحت وطأة الاحتلال الأمريكي ولكن في مصر الشعب هو من يحاكم مبارك أمام القضاء المصري.. وهو شىء قمة في العدل وقمة في التحضر..
وأضافت - في حوار لصحيفة الأخبار الاثنين - أن العالم كله كان فخورا بالمصريين أثناء الثورة والآن الجميع عيونهم علي مصر، ويجب أن نؤمن بأن نجاحنا مهم جدا ليس فقط كشأن مصري ولكنه مهم للمنطقة كلها؛ فالشعوب الأخرى ترى المحاكمة كشىء ديمقراطي ورمز للحضارة لأننا تعاملنا مع الرئيس السابق بهذه الطريقة فنحن نحاسبه وفق قوانين الدولة.
وفي سؤال حول حقيقية ما نشر عن أسرة الشيخ عمر عبدالرحمن طلبت التوسط لدى الإدارة الأمريكية للإفراج عنه وقالت: "الذي حدث أنني بعد انتهاء محاضرة لي في القاهرة أعطاني شخص خطابا يخص هذا الموضوع ولكن بطبيعة الحال لا يمكنني التوسط في هذا الأمر فهو ليس بيدي مطلقا.."
وأضافت المديرة التنفيذية لمركز "جالوب أبوظبي" أن أمريكا لم تعد هي من يمتلك القرار فكل تصرفاتها هي ردود أفعال لما يحدث، مؤكدة أن مستقبل مصر في أيدي المصريين وليس في يد الأمريكان أو أي أحد، والكثير من الدول ستحاول أن يكون لها دور في مستقبل مصر ولكن في النهاية المصريون هم من سيقررون مصيرهم ومستقبلهم..
وأوضحت أنه يجب أن ننظر لما يحدث ونسأل أنفسنا سؤالا بسيطا: لو أن بلد آخر غير مصر حدث فيه ثورة كيف سيكون حاله؟
وقالت: " المشككون في نجاح الثورة المصرية يجب أن يسألوا أنفسهم ما هي الأشياء السلبية التي لا تحدث في مصر ولا يُقيمون الوضع وفقا لما يحدث فقط؛ فالثورة الإندونيسية علي سبيل المثال عندما اندلعت أخرج المواطنون أموالهم من البنوك الى خارج البلاد وتدهورت حالة البنوك بشدة وانهار الاقتصاد بصورة حادة وهو الشىء الذي لم يحدث في مصربل علي العكس هناك من يسعي لزيادة الاستثمار..
وأضافت: "النموذج الثاني هو بريطانيا وما حدث فيها من أعمال سلب ونهب وبلطجة رغم أن لديهم حكومة مستقرة وأوضاعهم أفضل من مصر أمنيا؛ ومع ذلك عجزت الحكومة عن السيطرة علي الوضع المتردي"..
وأكدت داليا مجاهد أن أداء الحكومة المصرية الانتقالية في هذه الظروف ليس سيئا، وأن مِن أخطر ما كان من الممكن أن تواجهه مصر هو الإرهاب نظرًا لعدم استقرار الوضع الأمني ولكن هذا لم يحدث..
وأضافت: "ندرك جميعًا أن ما نمر به شىء صعب ولكن مقارنة بالتجارب الأخري فالثورة المصرية ناجحة نسبيا والأمور ستتحسن قريبا لأن مصر دولة ذات تاريخ وحضارة عمرها آلاف السنين
المصدر:http://www.dostor.org/politics/egypt/11/september/12/54145