أماط ضابط سوري منشق، كان يتقلد رتبة رفيعة في السابق، قبل أن يفر إلى لبنان، اللثام عن أن حملة القمع ضد المحتجين تنفذها الفرقة الرابعة، التي تخضع للقيادة المباشرة لماهر الأسد، وأكد أن أوامر القتل تأتي صريحة من وزير الدفاع والرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية كشف الضابط السوري، اكتفى بالتعريف باسمه الأول فقط حماية لأسرته، تفاصيل وخفايا الحملة الأمنية التي يشنها شبيحة النظام وقوات الأمن ضد المحتجين السلميين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، والتي بدأت في سوريا منتصف شهر مارس الماضي.
وقال الضابط المنشق، وهو في الأربعينيات من عمره، ويعيش حاليا في قرية بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية: "بعدما رأيت كيف كانوا يأمروننا أن نقتل الناس، أدركت أن النظام جاهز لقتل كل شخص وإخفاء الحقيقة، لذا قررت أنني لا يمكن أن أرى هذه النهاية، وأن أبقى وأكون جزءًا من هذه اللعبة الكاذبة".
وأضاف: "كنا نعيش كذبة، أخبرونا أن الناس مسلحون، لكن عندما وصلنا وجدنا أنهم مدنيون عاديون غير مسلحين، صدرت الأوامر لنا بإطلاق النار عليهم".
وأردف أنه شارك في دهم منازل بمدينة حمص وسط البلاد، النقطة الساخنة في حلقة الاحتجاجات، وأكد أن الأوامر صدرت لهم ألا يستثنوا النساء ولا الأطفال من إطلاق النار.
ووفقًا لإفادة هذا الضابط فإن حملة القمع ضد المحتجين تنفذ بالأساس بقيادة الفرقة الرابعة، أكبر وحدة عسكرية في البلاد، وقال: "هذه الفرقة تحت القيادة المباشرة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد".
وأضاف: "القوات مقسمة إلى أجزاء مختلفة، الجبهة الأساسية التي تخوض مواجهات مباشرة مع المحتجين وهذه تتكون من ضباط بالجيش يدينون بالولاء للنظام ويقومون بتنفيذ الأوامر من دون جدال، أما الجزء الثاني فيتكون من ضباط بالجيش وشبيحة أو ضباط استخبارات، فيما يشكل القناصة الجبهة الثالثة".
وأردف الضابط السوري المنشق: "كنت بين القوات التي أرسلت إلى حمص، وقبل أن نغادر قاعدتنا في دمشق طلبوا منا أن نمنع أي جندي من مشاهدة التلفاز فيما عدا التلفزيون السوري".
وتابع: "الأوامر التي صدرت لي بإطلاق النار جاءت من قادة مختلف الوحدات العسكرية وهؤلاء يتلقون أوامرهم من وزير الدفاع والرئيس الأسد، وعادة يقوم الضابط الموجود على الأرض بإرسال بيان يصف فيه الموقف ويطلب الأمر، وغالبًا ما كان يأتي الرد، اقتل بالرصاص".
http://www.el-3amal.com/news/news.php?i=36581