أردوغان يلتقى المشير وشرف ويلقى كلمة للشعب المصرىكتب إبراهيم بدوى
يزور رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان مصر غدا يرافقه وفد من
الوزراء ورجال الأعمال فى زيارة تأجلت مرتين بسبب الانتخابات التركية مرة
والثورة المصرية مره أخرى ويكتظ جدول زيارة أردوغان بالعديد من الفعاليات
واللقاءات فى ظل اهتمام تركيا بإقامة علاقات وطيدة مع مصر والتعاون معها
لعبور المرحلة الانتقالية الحالية.
يرافق أردوغان فى زيارته لمصر التى تستغرق يومين 200 رجل أعمال لبحث أفق
الاستثمار ومجالات التعاون المشترك بحسب تأكيد السفير المصرى فى العاصمة
التركية أنقرة عبد الرحمن صلاح الدين فى لقاء مع الوفد المصرى الذى كان
يزور تركيا منذ يومين.
وعن برنامج الزيارة قال السفير صلاح الدين أنه سيتضمن لقاء أردوغان مع
المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى والدكتور عصام شرف رئيس
الوزراء، إضافة الى اجتماع موسع ما بين وفدى البلدين. وأضاف أنه من المقرر
توقيع الإعلان الإستراتيجى لإنشاء مجلس أعلى إستراتيجى بين رئيسا وزراء
البلدين وبعدها مباشرة سيتم عقد أول جلسة للمجلس فى القاهرة كما سيقوم
أردوغان بزيارة أحد الاستثمارات التركية فى مصر. ومن المقرر فور مغادرة
رؤساء الوزراء سيتم عقد لقاءات عمل بين رجال الأعمال من البلدين.
وحول أهداف الزيارة قال السفير صلاح الدين، إن الزيارة تهدف إلى مضاعفة
الاستثمارات التركية فى مصر والبالغ حجمها 1.5 مليار دولار. وعن الوفد
المرافق أشار السفير المصرى بأنقرة إلى مشاركته عدد من الوزراء الأتراك فى
الاجتماع التحضيرى لزيارة أردوغان منهم وزراء الخارجية و
الدفاع والطاقة
والتعليم والبيئة والنقل والمواصلات والزراعة والتجارة والاقتصاد والصناعة.
وأضاف أنه من المقرر أن يلتقى أردوغان مع كافة الطوائف السياسية ومرشحى
الرئاسة الراغبين فى لقائه، كما سيلقى كلمة عامة تقوم بتنظيمها أحد مراكز
البحوث أو الجمعيات. ويخص أردوغان مصر بيومين فى برنامج زيارته لدول
المنطقة التى تشمل تونس وليبيا.
وأشار إلى وجود 22 اتفاقية تحت البحث تغطى كافة المجالات وأنه سيتم توقيع 5
اتفاقيات منها خلال الزيارة منها اتفاق التعاون الاستراتيجى واتفاقيات أطر
فى الإعلام والصحافة والثقافة والاتصالات.
أيضا سيتم مناقشة إنشاء مراكز مهنية للتدريب من سباكة ولحام وبراده ونجارة
وغيرها وأيضا تنمية قطاع المقاولات لأن تركيا لديها خبرة كبيرة فى هذا
المجال وتحتل مواد البناء بها المرتبة الأولى فى العالم وتأتى فى المرتبة
الثانية بعد الصين كأقوى الدول فى قطاع المقاولات.
كما سيتم طرح مشروع الإسكان لبناء مليون وحدة سكنية للشباب على الجانب
التركى لتقديم إسكان قليل التكلفة. وسيتم التركيز على المشروعات التى نحتاج
فيها الى خبرة أو تمويل، أيضا بحث إمكانية التعاون لإنشاء خط سريع للسكك
الحديدية.
وأشار السفير صلاح الدين إلى ترحيب مصر برغبة الجانب التركى فى إنشاء بنك
جديد فى مصر لتسهيل الاستثمارات والتحويلات بين البلدين. كما تبدى تركيا
رغبة قوية فى الاستثمار فى الطاقة المتجددة فى مصر وتم الاستفادة بذلك
بالفعل فى الإضاءة ببعض المناطق بمدينة السادس من أكتوبر.
كما نسعى إلى تفعيل الاتفاق الموقع بين ميناء الإسكندرية البحرى وميناء
مارسين فى جنوب تركيا بموافقة وزارتى النقل فى البلدين. ومن المتوقع أن
يؤدى هذا الاتفاق إلى سرعة فى نقل البضائع خاصة الخضروات والحبوب.
وقال سفيرنا بأنقرة، إن الزيارة تأتى أيضا فى إطار اهتمام الدولتين
بأفريقيا واهتمام تركيا بتنفيذ مشروعات استثمارية على ارض مصر للتصدير إلى
الجانب الأفريقى والاستفادة من اتفاقية الكوميسا مع دول شرق إفريقيا التى
تلغى الرسوم الجمركية.
كما أن الدولتين لديهما رؤية تكاد تكون متطابقة لحماية الدول ذات
الاقتصاديات المتوسطة والصغيرة الحجم من تقلبات السوق. وتستفيد مصر من
عضوية تركيا فى منظمات دولية منها مجموعة العشرين ومجموعة الثمانية
(الدوفيل)، مما يؤكد على ضرورة توطيد التعاون بين البلدين، ثنائيا وإقليميا
ودوليا ويساعد على ذلك عدم وجود أى خلاف سياسى بيننا وأثنى السفير المصرى
بتركيا على الدور الكبير الذى قامت به الحكومة التركية فى نقل المصريين
العاملين فى ليبيا.
وعن الاستثمارات المصرية فى تركيا قال السفير صلاح الدين إنها لا تزال
ضعيفة ونعمل على زيادتها خاصة فى مجال السياحة المتبادلة بين البلدين من
خلال مجموعات عمل مشتركة. وأشار إلى الطفرة التى يشهدها قطاع السياحة فى
تركيا حيث وصلت الاستثمارات به إلى حوالى 30 مليون دولار. وأضاف أن
الاستثمارت التركية فى مصر أعلى لأننا نقدم لهم عمالة وطاقة ودخول أسواق
كبيرة مثل أفريقيا.
وشهدت العلاقات التجارية بين البلدين نموا متزايدا خاصة خلال الأعوام
الثلاثة الماضية بعد دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين حيز
التنفيذ فى عام 2007 بما أسهم فى تعزيز التبادل التجارى.
وكان حجم التجارة بين البلدين 500 مليون دولار فقط وبعد تنفيذ اتفاقية
التجارة الحرة وبعد 4 سنوات فقط وصل إلى 3 مليارات دولار، كما وصل حجم
الاستثمارات التركية فى مصر 1.5 مليار دولار وأصبحت تركيا تحتل المرتبة رقم
47 ضمن قائمة أهم الدول المستثمرة فى مصر من خلال المصانع التركية فى
المناطق الصناعية بمدن 6 أكتوبر وبرج العرب وغيرها.
ومن أهم بنود الصادرات المصرية "بيتومين – أسود الكربون – منتجات حديد وصلب
مسحوبة على الساخن- سماد فوسفات وأسلاك نحاسية وغزول قطنية ومنسوجات".
وأهم مجالات الاستثمار التركى فى مصر "الملابس والمنسوجات الصناعات
الغذائية و الكيماويات والأدوية والتعدين والمشروعات السياحية والأتوبيسات
والتطوير الصناعى للمناطق الصناعية ".
وألمح سفيرنا بأنقرة إلى إمكانية لقاء أردوغان بالرئيس الفلسطينى محمود
عباس أبو مازن بالقاهرة تزامنا مع اجتماع لجنة السلام العربية بالجامعة
العربية غدا الثلاثاء. مشيرا إلى الدور المشترك لمصر وتركيا فى دعم المسعى
الفلسطينى من أجل الحصول على اعتراف دولى بدولتها وانضمام فلسطين للأمم
المتحدة.
وقال السفير صلاح الدين إن أهمية زيارة رئيس الوزراء التركى لمصر تكمن فى
هذا التوقيت الذى تقترب فيه مصر من الانتخابات البرلمانية. وتؤكد الزيارة
حرص الدولتين على تقوية التعاون بينهما باعتبارهما ركيزة الاستقرار
بالمنطقة. وأشار إلى الروابط القوية التى تربط البلدين مما يؤهلهما معا
لتقديم نموذج للعالم نافيا وجود أى نوع من المنافسة بين الدولتين لقيادة
المنطقة.
وأضاف أنه من المقرر مناقشة التطورات الأخيرة فى ثورات الربيع العربى
والعربدة الإسرائيلية الأخيرة، كما سيتم مناقشة الرؤية لنقلة إستراتيجية
جديدة للعلاقات الثنائية ليس فقط لزيادة الاستثمارات ولكن لكل أطر التعاون
بين البلدين.