أصبحت الجزائر العاصمة هادئة هذا السبت 17 سبتمبر/أيلول 2011، بعد دعوات مجهولة على "فيسبوك" للثورة على النظام حتى إسقاطه.
بما أن اليوم هو يوم عطلة، فإن العاصمة تتأخر في الاستيقاظ، حيث بدأت حركة خفيفة وهادئة تدب في أرجائها بعد التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، ولوحظت دوريات راجلة للأمن تجوب الشوارع دون لفت الانتباه كما لوحظ تواجد عادي لسيارات الأمن في مفاصل المدينة.
بعض المواطنين الذين قصدوا مراكز البريد لقبض أموالهم من الصرافات والمحولات الآلية بدت عليهم علامات الغضب، حيث لجأت إدارة البريد إلى تعطيلها خوفا من تعرّضها للنهب إذا ما انفجرت أعمال شغب أو مظاهرات.
بعض سكان العاصمة بادروا إلى تعليق الرايات الوطنية على الشرفات وفي أعلى العمارات وعلقها آخرون على سياراتهم، استجابة لدعوات على "فيسبوك" أمس دعت إلى الرد على الداعين لمظاهرات بإشهار الرايات الوطنية في كل مكان.
وانصرف كثيرون إلى قضاء حوائجهم مثلما اعتادوا، ولم تبد حكايات "ثورة 17 سبتمبر" في أحاديث العاصميين اليوم إلى بكثير من السخرية والاستهزاء، بينما قال آخرون إن الثورة الحقيقية تكون في العقول وبالطرق السلمية لا بالتظاهر والتخريب والدخول في مواجهات مع قوى الأمن.
62 ألف عسكري سابق يؤجلون احتجاجهم
من جهة أخرى، أرجأ جنود التعبئة السابقين لمكافحة الإرهاب في الجيش الجزائري والبالغ عددهم 62 ألفاً، احتجاجهم ومطالبتهم بحقوقهم إلى وقت لاحق تحاشياً لأي تأويل بين حركتهم والدعوة للثورة على "فيسبوك".
ويسعى هؤلاء إلى تنظيم أنفسهم في إطار قانوني للمطالبة بتخصيص منحة شهرية لهم والاستفادة من التأمين الاجتماعي وتوفير مناصب عمل، وقد أكد المتحدثون باسم هؤلاء العسكريين السابقين بأن حركتهم ومطالبهم اجتماعية بحتة ولا علاقة لها بأي تحرك مشبوه، وأضافوا "نريد أن تمنحنا الدولة التقدير الذي نستحقه مقابل ما قدمناه للوطن في الفترات الصعبة التي مر بها".
أما على "فيسبوك" فبارك كثير من الناشطين إحباط الدعوة للثورة، وقال الشباب إنهم رغم غضبهم من النظام ورغم سعيهم للتغيير وإصلاح الحياة السياسية والعامة "إلا أن هذا لن يكون مبررا للاستجابة لدعوات مجهولة تهدف لرمي البلاد في المجهول"، بينما قال آخرون "لن نتحرك استجابة لجهات لا نعرفها، هناك الكثير من الوجوه السياسية الجزائرية التي تملك مصداقية وحضورا في المجتمع، وبإمكان هؤلاء أن يحركوا الشارع نحو مصلحة الوطن لا نحو الهاوية".
أما الجبهة الاجتماعية التي تغلي بالتوعد بشن إضرابات مع الدخول الاجتماعي والمدرسي الجاري فقد حافظت على توعداتها، حيث وعدت نقابات التربية بـ"اقتلاع" وزير التربية الحالي بسبب "إصلاحات" لم تعجب التربويين، كما تشهد الجبهة العمالية تململا من شحّ الأجور وعدم وجود هيكل قانوني ينظم الكثير من القطاعات.
وشهدت الحكومة الجزائرية حالة تأهب قصوى، وشكّلت وزارة الداخلية الجزائرية غرفة عمليات رئيسية في العاصمة تضم قيادات من الشرطة والدرك الوطني، لمواجهة مظاهرات واضطرابات متوقعة اليوم السبت على خلفية الدعوة المنشورة عبر المواقع الإلكترونية. وتضمن مخطط أمني، صادق عليه رئيس الجمهورية، التهدئة القصوى وعدم التعامل بالقوة مع محتجين أو متظاهرين، نقلا عن تقرير لصحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم.
http://www.alarabiya.net/articles/2011/09/17/167263.html