كتب – محمود الفقي:
نشرت مجلة ناشونال ريفيو الأمريكية مقالا انتقدت فيه بشدة غض أمريكا الطرف
عن السعودية وتعمد عدم نقدها علنًا، بسبب صفقات السلاح بينهما.
وبدأ المقال بقول الكاتبة إليسا جوردون إن العشر سنوات التي تلت أحداث
الحادي عشر من سبتمبر كانت كلها عبارة عن حرب ضروس خاضتها الولايات المتحدة
ضد القاعدة سواء في أفغانستان أو العراق أو اليمن أو الصومال أو باكستان
وهي قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب.
وتعترف الكاتبة أن العراق إنما أصبح مأوى للإرهابيين بعد غزو أمريكا له
وليس قبل الغزو وقالت الكاتبة أيضا إن ليبيا بوضعها الحالي مؤهلة بشدة
ومعرضة بقوة لأن يخترقها الإرهابيون وبقايا القاعدة تحديدا.
وأضافت أن دولة واحدة غائبة عن هذه القائمة من الدول التي ترعى الإرهاب ألا وهي السعودية.
وتابعت، أن السعودية هي وطن 15 من بين 19 من منفذي هجمات 11 سبتمبر ومع
هذا ما تزال حليفا قويا وصديقا لصيقا للولايات المتحدة. وقالت الكاتبة إنه
لو كان الخمسة عشر هؤلاء من إيران لكنا نحتفل مع خمسين ألف جندي أمريكي
بالكريسماس في طهران ولو كانوا من العراق لكنا في بغداد في 12 سبتمبر على
الفور.
وأسامة بن لادن نفسه كما هو معروف سعودي الجنسية وأسرته على علاقة قوية
بالعائلة المالكة. كما أن السعودية وباكستان كانتا دولتين اثنتين من بين
ثلاث دول اعترفتا بحكومة طالبان.
وتؤكد الكاتبة أنه على مدار السنوات العشر الماضية لم يحدث أن تفوهت وزارة
الخارجية الأمريكية أو البيت الأبيض بكلمة واحدة فيها نقد للسعودية
باستثناء رفض رودي جويلياني عشرة ملايين دولار هدية من أمير سعودي (يقصد
الوليد بن طلال ورودي هذا هو عمدة نيويورك).
وتقول الكاتبة إن أغلبية المجاهدين في العراق كانوا سعوديين كما أن مواطنين سعوديين كانوا يمولون ويدعمون التمرد السني في العراق.
كما تغض أمريكا الطرف عن التمييز ضد المرأة في السعودية وإقصائها عن
الحياة العامة ووجوب أن يكون معها محرم طوال الوقت. وقد جاء ترتيب السعودية
129 من بين 134 أي الأدنى ضمن تقرير الجندر العالمي التابع للمنتدى
الاقتصادي العالمي 2010.
وقد باعت الولايات المتحدة العام الماضي أسلحة للسعودية بما يقدر بستين
مليار دولار وفي العام الحالي يتم الإعداد لبرنامج "أوبن سكايس" والذي
سيجعل دخول السعوديين للولايات المتحدة ميسورا خاصة أن الولايات المتحدة قد
وقعت هذه الاتفاقية مع 103 دول بغرض فتح الأسواق والتجارة الحرة لخدمة
المصالح الأمريكية في النهاية.
فقد خلقت اتفاقية "أوبن سكايس" مع هولندا ألفي فرصة عمل وعائدا يقدر بمائة
وعشرين مليون دولار سنوي للخطوط الجوية الأمريكية لكن أمستردام وروتردام
ليستا مكة والمدينة على أي حال سيما والاتفاقية تقضي بمنع الحكومات من
تنظيم كيف ومتى تطير رحلات معينة وما هي الطرق التي يجب أن تسلكها.
المصــدر