المحكمة الدولية تعلن أمس الأول تبنيها لقضية «المتأثرين بقيام سد مروي» ضد حكومة السودان.
والدعوى تتهم الدولة بأنها انتهكت حقوق الإنسان.
والخطة الدقيقة تمضي.. وتمضي..
وحسابات هدم السودان الدقيقة التي تدرس السودان جيداً تذهب دراساتها إلى أن:
السودان سوف يتجاهل الاتهام هذا مثلما تجاهل اتهامه في قضية المدمرة الأمريكية إس.. إس كول.
والسودان كان يومئذٍ ينظر بسخرية وأمريكا التي تصاب سفينتها الحربية في اليمن تتهم السودان وليس اليمن.
لكن المحكمة «تدين» السودان وتفرض تعويضاً هائلاً وتحتجز أموال السودان في مصارف العالم..
مثلها السودان سوف يتجاهل دعوى «المتضررين» هؤلاء، باعتبار أن السودان وداخل أرضه قام بإخراج مواطنيه من القرن السادس والعيش مثل الفئران وسط الأحجار، إلى العيش والمدن والكهرباء والطرقات والمطار والجامعات والمزارع و...
أن ما يقود العالم ليس هو المنطق ولا الحقوق..
هذا.. سؤال .. جيد.. وبدلاً من «لماذا فعل العدو ما فعل» يصبح السؤال (لماذا لا يفعل العدو ما يفعل؟)
وفى التاسع عشر من مايو الأسبق حين كانت رئيسة الوزراء الاسرائيل تزور بريطانيا كانت تجد من يهمس لها بأن:
اتهامات بالإبادة تقدم الآن ضدها للمحاكم البريطانية، والقانون يلزم بريطانيا باعتقالها أن أعلنت المحكمة الاتهام هذا.
والمرأة تغادر بريطانيا.
وفي مايو الماضي بريطانيا تقوم «بتعديل» قانونها بحيث لا تضطر إلى اعتقال إسرائيلي أو أمريكي أو..
الجديد في الأمر كله ليس الممارسة وبريطانيا في تاريخها لم تنصف حقاً لدولة من العالم الثالث.
ولماذا تفعل؟
بريطانيا التي تعلم أن المصلحة وحدها هي الأخلاق وهي القانون، تتخطى الفهم الضمني إلى تسجيل الأمر وليصبح هو القانون.
الخرطوم تصل ومبروك إلى المرحلة الأولى والخرطوم تشرع الآن في النظر إلى عيون الأشياء.
وتشرع في التعامل مع حقيقة أن البيان الأفصح والبرهان الأعظم الذي تقدمه لمحاكم العالم هو المدفعية الثقيلة.
والأغنية التي تقوم الخرطوم الآن بتلحينها استعداداً للأداء تقول:
الحق الآن ليس هو أن تكون صاحب حق.
الحق الآن هو أن تكون صاحب براعة في الوصول إلى الحق هذا، والبراعة هذه بالضرورة ان تتوكأ على كلاشنكوف.