فلسطينيو 48 يصعدون باستحقاق أيلول
غاب الداخل الفلسطيني عن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بفلسطين كدولة، وأتى الرد لفلسطينيي 48 الذين صعدوا من
نضالهم بمعركة الأرض والمسكن عقب استحقاق أيلول.
وانطلقت الفعاليات الشعبية من بلدة جلجولية بالمثلث التي شهدت مسيرة حاشدة تنديدا بالمخطط الرامي لمصادرة 700 دونم من أراضيها لمشروع
سكة الحديد القطري.
وتقدم المسيرة القيادات السياسية والحزبية والشعبية، وبرزت مشاركة واسعة لجمهور الشباب والنساء، زينتها الأعلام الفلسطينية والشعارات الرافضة
للمهادنة والمؤكدة على التجذر بالأرض.
ووصفت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية المرحلة بالمفصلية، ودعت لتصعيد النضال ضد مخططات المصادرة والتشريد، وحشد الجماهير
لإحياء الذكرى الـ11 لهبة القدس والأقصى، حيث سقط 13 شهيدا بالجليل والمثلث بالأول من أكتوبر/تشرين الأول 2000 برصاص الشرطة الإسرائيلية.
الصدام والمواجهة
ودعا رئيس اللجنة محمد زيدان إلى رص الصفوف والحفاظ على خصوصية النضال وعدالة القضية الفلسطينية، بظل تسارع الأحداث والقضايا الإقليمية،
محذرا من استغلال إسرائيل للظروف للتفرد بفلسطينيي 48.
ولفت بحديثه للجزيرة نت إلى أن فلسطيني 48 يقفون بمنعطف خطير بكل ما يتعلق بمستقبلهم وعلاقاتهم بإسرائيل التي تدفع بهم نحو الصدام والمواجهة.
وأضاف "نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وتبقى قضايانا جوهر الصراع ، وعليه فإن وحدتنا ورغم التباين بالمواقف والاختلاف بالآراء،
هي صمام الأمان لحسم المعركة".
وناشد القيادات الفلسطينية لضرورة تدعيم البيت الفلسطيني، لافتا إلى أن التلاحم شرطا أساسيا لنيل الحقوق والاعتراف من المجتمع الدولي،
فـ"السلام لن يتحقق دون تثبيت المصالحة".
ويأتي هذا التصعيد بظل ما تشهده القضية الفلسطينية من تحديات، وردا على الهجمة غير المسبوقة للمؤسسة الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني.
وتتجه الأنظار إلى الإضراب الشامل المقرر في النقب في السادس من أكتوبر/تشرين الأول القادم، احتجاجا على مصادرة مليون دونم من
بدو فلسطين، وتشريد 35 ألفا منهم بهدم وإخلاء ثلاثين قرية عربية.
ويأتي ذلك تمهيدا لإقامة عشر مستوطنات يهودية وعسكرة الجنوب، حيث شرعت المؤسسة الأمنية بنقل قواعد الجيش من تل أبيب للنقب.
صورة الصراع
وقالت النائبة بالكنيست الإسرائيلي حنين زعبي إن تصعيد النضال بمثابة رسالة للمؤسسة الإسرائيلية التي ما زالت ترعى المشروع الصهيوني
لحماية الأرض من الفلسطينيين، وتنظر إليهم كغزاة وليس أصحاب الأرض الشرعيين.
وشددت في حديثها للجزيرة نت على أن الداخل الفلسطيني دعم التوجه للأمم المتحدة كخطوة دبلوماسية، تفتح الباب لدبلوماسية جديدة شريطة
خروج أميركا كوسيط، مع التأكيد بأنه لا يمكن التعويل فقط على المفاوضات، مركزة على ضرورة الرهان على النضال الشعبي.
واعتبرت أن خطاب الرئيس محمود عباس يندرج ضمن صورة الصراع التي حددتها اتفاقيات أوسلو، ليبقى أسيرا لهذا التوجه، لافتة إلى أن خطابه
دبلوماسي هدفه ليس إنهاء الصراع بل توضيح شروط المصالحة مع إسرائيل.
خطاب وتصعيدوذكر نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال خطيب، عدم وجود علاقة بالفعاليات مع خطاب الرئيس عباس لكنها أطلقت كونها وليدة الظروف
المتمثلة بالتصعيد من قبل المؤسسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وأكد للجزيرة نت "نحن على قناعة أن لا الرئيس أبو مازن ولا غيره قادرين على انتزاع حقوقنا، حتى وإن قامت الدولة الفلسطينية نرفض أن تكون
كيان هجرة لنا، لأننا نعتبر أنفسنا سفراء للحق الإسلامي والعربي والفلسطيني بالداخل".
ووجه رسالة للسلطة الفلسطينية جاء فيها "نحن لسنا مجرد رقم يذكر ولسنا مجرد سطر بخطاب، فنحن من حافظ على هوية هذه الأرض".
وخاطب المؤسسة الإسرائيلية قائلا "إذا كان يخيل لكم أن بالإمكان إحلال نكبة ثانية بشعبنا فانتم مخطئون، صحيح نحن لا نملك الطائرات والدبابات،
لكننا لدينا القناعات بحقوقنا وإيماننا المتجذر بالأرض".