منقول من بيدج
نطالب بتكريم الجندى المصرى(الشهيد الحى)ايمن حسن
جزء من مقال بلال فضل
رسالة مؤلمة ومهمة من الصديق الكاتب محمد فتحى، أعتقد أنك ستذهل
عندما تقرأها مثلما ذهلت، لكن المهم ألا تكتفى بالذهولبل تبادر للحركة فور
قراءتك لها. يقول محمد فتحى فى رسالته « لا أعرف يقيناً هل سيتغير شىء بعد
هذه الرسالة أم لا لكننى مؤمن بأنه (يجب) أن يحدث شىء. أى شىء لبطل السطور
القادمة. بالأمس كنت ضيفاً على حفل توقيع رواية للصديق محمد سامى البوهى.
حضرت متأخراً قليلاً وكان أحدهم يجلس بجانب محمد ويتحدث حديثاً غريباً.
للوهلة الأولى ظننته أحد أبطال حرب أكتوبر حيث كان يتحدث عن عملية حربية،
لكن صغر سن المتحدث نسبياً جعلنى أستبعد كونه أحد أبطال أكتوبر المنسيين،
وما أكثرهم. بعد قليل كنت مشدوهاً للتفاصيل التى أسمعها بصحبة ما يقرب من
ثلاثين قارئاً حضروا حفل التوقيع، فإذا بهم يستمعون بمنتهى الإنصات للرجل
الذى اتضح أنه البطل المصرى أيمن محمد حسن، والذى تم إسقاطه عمدا من ذاكرة
الأجيال الجديدة، وآن لنا أن نذكِّرها به.
فى بداية التسعينيات كان هذا
الرجل واسمه أيمن محمد حسن يقف فى خدمته فى القوات المسلحة على الحدود
المصرية الإسرائيلية، وفى واقعة غريبة، لا أستطيع أن أعرف إن كانت تتكرر
حتى يومنا هذا أم لا، رأى جندياً إسرائيلياً يقف داخل الحدود يمسح حذاءه
بعلم مصر. جن جنون أيمن وقرر أن ينتقم بأى شكل لكرامة وطنه التى أضاعها
النظام باتفاقيات وتنازلات مهينة، ولستة وأربعين يوماً ظل أيمن يدرس كيف
ينفذ انتقامه، وفى عملية تدرس الآن فى عدد من الكليات والأكاديميات
العسكرية توغل أيمن فى الحدود الإسرائيلية منفرداً ووحيداً دون أن يعرف أحد
وبصحبة أسلحة استولى عليها من وحدته وانتظر مرور عربات إسرائيلية حربية ثم
بدأ الانتقام لكرامة وطنه. قتل أيمن فى وقت لم يتعد ثلث ساعة 21 ضابطاً
وجندياً إسرائيلياً من أسلحة مختلفة على رأسهم الجندى الوقح الذى أهان
العلم المصرى، ومنهم عميد فى المخابرات الحربية (أمان) وجرح أيمن 20 آخرين
بعد مهاجمته لسيارة جيب وأتوبيسين إسرائيليين. ولم يصب سوى بجرح فى رأسه
ونجا بأعجوبة من مطاردة مذهلة كان ينوى الاستشهاد فى آخرها، لكن الله أراد
له أن ينجو وأن يعود للحدود المصرية ليسلم نفسه ويحكم عليه فى 6 أبريل 1991
بالسجن لمدة 12 عاماً.
بعد قضاء عشر سنوات خرج أيمن من السجن. عومل
معاملة السوابق. ضايقه جهاز مباحث أمن الدولة وسد أمامه أبواب الرزق.تاجر
به العديد من الصحفيين والأسماء الرنانة فى الصحافة المصرية ولم يساعده
أحد. وعده أحدهم بإنشاء مشروع له بالتعاون مع رجل أعمال لكن الصحفى لم يعد
يرد على مكالمات أيمن فيما بعد، باع فيه الأنذال واشتروا بعد أن عرف مصادفة
أن نصاباً لا يعرفه جمع له تبرعات من الجالية المصرية فى الإمارات تقدر
بآلاف الدولارات، لكن بنساً واحداً من هذه الدولارات لم يصل إليه.
يعمل
الآن الرجل الحر الذى لم يطق أن يهان وطنه وخاطر بحياته ودفع 12 عاماً من
عمره فى السجن بصحبة القتلة والمسجلين الخطر رأساً برأس كسباك، سباك متنقل
لا يجد حتى محلاً يمتلكه، ولا أحداً يدعمه، ولا إعلاماً حراً يحكى حكايته
أو يسلط عليه الضوء،