يمكن النظر إلى البرنامج الأوروبي هوريزون (Horizon) لتطوير القوات البحرية الأوروبية على أنه برنامج طموح سيعيد للقوات البحرية الأوروبية مكانتها البحرية المفقودة. عندما تم استدعاء القوات البحرية الأوروبية للمشاركة في التحالف ضد قوات القاعدة وطالبان في أفغانستان كان أداؤها لا يناسب المهمة التي استدعيت من أجلها لقد تم تصميم وتشكيل القوات البحرية الأوروبية، التي تتكون غالبيتها من مجموعة من الحاملات الخفيفة والطائرات المتخصصة، لكي تتعامل أساسا مع تهديد الغواصات السوفييتية ولم تصمم لتتعامل مع تهديدات متنوعة.
مما اضطر القوات الأمريكية إلى عدم تخصيص مهام ذات قيمة للبحرية الأوروبية.
يقول الخبراء الفرنسيون إنه بمجرد تأمين مضيق هرمز من الألغام بعد عدة أيام من البحث عنها وبمجرد كشف وتحديد أماكن الغواصات الباكستانية وتتبعها تحول نشاط القوات البحرية إلى العمل على البر حيث كانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول هي فقط القادرة على نقل القوة إلى مناطق القتال البعيدة في الداخل وكان على ظهرها سربان من الطائرات الحديثة سوبر اتندارد (Etendard Super) وهوك أي Hawk eye يتم مساندتهم بثلاث طائرات لإعادة التزود بالوقود في الجو كان باقي الأسطول الذي أرسلته الدول الأوروبية يناسب فقط الأعمال المضادة للغواصات وحماية القوات المكلفة بالمهمة حيث كان يقوم بحراسة السفن والقطع البحرية الموجودة في البحر الأحمر أو المضايق.كانت حاملات الطائرات البريطانية والإيطالية التي تم إرسالها للمنطقة مجهزة بمدرجات قصيرة للطيران تناسب إقلاع وهبوط الطائرات من النوع هارير التي تحتاج لمدرج قصير والتي تهبط عموديا ( Short Take- Off Vertical Landing STOVL-) وتلك الطائرات لا يمكن تكليفها بالقيام بمهام طويلة المدى. بعد قيام الغواصات البريطانية بإطلاق عدة صواريخ كروز من النوع توماهوك (كان يوجد نقص في تلك الصواريخ) لم يكن وجودها منتظما. تم فقط تكليف قوة المهمة الفرنسية رقم 471 بمهمة متميزة وهي مراقبة حركة مرور السفن البحرية وذلك باستخدام الغواصات النووية والفرقاطات حيث تم تتبع أكثر من 2000 سفينة وتم في بعض الحالات تفتيشها.
بعد نهاية الحرب على أفغانستان تناولت الصحف المتخصصة أداء القوات البحرية الأوروبية أثناء تلك الحرب حيث تناول المتخصصصون تحليل نتائج أداء تلك القوات وأشار بعضهم إلى ضرورة أن تتمتع تلك القوات في المستقبل القريب بالخصائص الآتية:
*القدرة على النشر السريع لعدة مجموعات جو- بحرية بالقرب من السواحل.
*القدرة على توجيه ضربات استباقية باستخدام الصواريخ الجوالة.
*القيام بأعمال القصف باستخدام الطائرات الموجودة على الحاملات.
*السيطرة على الملاحة البحرية.
بعد أن أشار المحللون العسكريون إلى أهمية حاملات الطائرات للقوات البحرية الأوروبية فإنهم أيضاً أشاروا إلى حاجة تلك القوات إلى الفرقاطات متعددة المهام ومنصات الإنزال البري لمساندة العمليات البرمائية كمطلب حيوي للصراعات خلال المستقبل البعيد.
مازال الوقت بعيدا حتى يتم الانتهاء من خطة تطوير القوات البحرية للدول الأوروبية المنتظر أن تتم في الفترة من عام 2010 إلى 2015 في الوقت الذي توقف فيه صراع كل من القوات البرية والقوات الجوية من أجل زيادة مخصصاتها في الميزانية فإن ميزانية القوات البحرية تلقى دعما لزيادتها قامت كل من المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا باعتماد المبالغ اللازمة لبناء ثلاث حاملات للطائرات لها إزاحة تصل إلى 40000 طن وعليها مدرجات كاملة للطيران كما تقوم تلك الدول بالتخطيط لتصميم منصات متعددة المهام يمكن استخدامها للإنزال البري ومجهزة بقدرات غير مسبوقة لإبرار مجموعات خاصة من الكوماندوز بالإضافة إلى قدرتها على إطلاق صواريخ جوالة ومن المتوقع أن يتم توفير 47 قطعة بحرية من هذا النوع سيتم توفيرها جماعيا بواسطة الدول الثلاث.
تخطط الدول الأوربية لأن تتمتع قواتها البحرية بالقدرة على إطلاق صواريخ جوالة أوروبية، وتضم قطعا بحرية قادرة على القيام بالهجوم البرمائي حيث يمكنها نشر قوات الرد السريع الأوروبية، وبها مجموعات قيادة مشتركة لتخطيط المهام ذاتيا وبطريقة مستقلة باستخدام الأقمار الاصطناعية الأوربية وأهم من ذلك أن تعمل تلك القوة بناء على الإرادة السياسية الأوربية. قبل أن نتناول تفصيلات تلك البرامج قد يكون من المفيد أن نتناول البرنامج الأوربي هوريزون من جوانبه المختلفة.