| الأستارتيجية كمنهج وطريق | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الأستارتيجية كمنهج وطريق السبت 1 أكتوبر 2011 - 17:19 | | | الإستراتيجية كمنهج وطريقة
ـ بين النموذج السياسي و النموذج العسكري.عبر التاريخ الطويل للفكر الإستراتيجي نكتشف التغيير أو الاضطراب بين ما يمكن ان نسميه بالنموذج السياسي و النموذج العسكري. الأول يربط الإستراتيجية ببعد سام ومتفوق هو البعد السياسي،و بالقيادة العامة للحرب،بينما الثاني يتمركز ضمن إطار صارم من تنظيم الجهاز العسكري وقيادة العمليات و المعارك.هذه الثنائية تم التنظير لها في القرن العشرين مع التمييز بين الإستراتيجية الكبرى أو العامة، و القيادة الدبلوماسية ـ الإستراتيجية و الإستراتيجية العملياتية. ولكن في الواقع هذا التمييز وجد منذ القرن الثامن عشر،أي منذ ظهور الفكر الإستراتيجي. أيضا،هذه الثنائية ستوجد في العلوم الإستراتيجية المعاصرة. Jomini كان قبل كل شيء مفكرا عسكريا كما تشهد بذلك عناوين أولى مؤلفاته: " تحليل العمليات الكبرى" ، " التاريخ العسكري لحروب الثورة". بينما نجد Clausewitz يربط بشكل واضح بين الحرب ونهاياتها السياسية. في الواقع، إرث Jomini سيهمن على الفكر الإستراتيجي طيلة القرن التاسع عشر، أما أولوية الفصل بين السلطة السياسية و القيادة العسكرية ستقود إلى انتصار النموذج العسكري حتى عام 1914. والسبب أن القلق الوحيد كان في كيفية الانتصار في حقل المعركة من غير الأخذ بالحسبان لمصطلحات السلام التي ستهتم بها فيما بعد السلطة السياسية. سنرى أن النموذج السياسي في الإستراتيجية سيعود للظهور مع أواخر القرن التاسع عشر،عندما بدأ الكتاب يفكرون بما يسمى الحرب الصناعية والإيديولوجية. أيضا البعد السياسي سيظهر عند الكاتب von der Goltz في كتابه " الأمة المسلحة". ما بين الحربين العالميتين كان هناك اقتسام للنزعتين السياسية والعسكرية،لكن النزعة العسكرية كانت أكثر هيمنة لاسيما مع الاختراعات العسكرية الجديدة (الطائرة،الدبابة،الغواصات). أما القطيعة الحقيقية بين النموذجين كانت بعد عام 1945، حيث ظهرت قوة النموذج السياسي،وكان هذا شيئا طبيعيا بعد الوصول إلى اختراع القنبلة النووية حيث منعت التفكير بوسائل لها غايات عسكرية فقط. هذه الأولوية للسياسة بقيت حتى اليوم،حتى ولو أن بعض الكتاب العسكريين حاولوا إبقاء فكر يستلهم التكتيك مبعدين منه البعد السياسي. 2ـ إيديولوجية و إستراتيجية. إن عودة النموذج السياسي وبقوة على الساحة،طرحت سؤالا جديدا طالما تم تجاهله، وهو العلاقات بين الإيديولوجية و الإستراتيجية. في البداية،المعرة الإستراتيجية تم إدراكها كجزء أساسي من عملية تقنية،أما كجزء من إيديولوجية عامة للمجتمع،فلم تأخذ قيمتها سوى بشكل بسيط جدا. ونكتفي بالإشارة هنا إلى أن أحد كبار الإستراتيجيين مثل Clausewitz تأثرا كثيرا بالمفكرين الألمانيين هيغل و فيخته وكبار المؤلفات الفلسفية في عصره. ويعتقد بعض مؤرخي علم الإستراتيجية أنه كان استثناءا من بين الكتاب الإستراتيجيين في ذلك الوقت. اليوم مع تعيق الأبحاث والدراسات يمكننا فهم السياق الأيديولوجي التي ظهرت فيه النظريات الإستراتيجية، ثم تطورت وتراجعت[1]. اليوم أيضا نحدد الاختلاف بين المعنى الذي يكون إستراتيجيا خالصا للمذاهب التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر والتي تركزت على الهجوم،والإيديولوجية الهجومية التي استولت على العقول والنفوس. إذا الإستراتيجية توقف علن أن تكون معرفة "روحية" لها سمو وتفوق، لتدخل ضمن البيئة التي تعيش فيها وتصبح جزءا منها. ربما يكون من الضروري معرفة التأثيرات التي مورست على هذا الكاتب أو ذاك،ولكن هذه المعرفة لا تكفي للقول أن كاتب إستراتيجي معين استطاع بناء نظرية أو مذهب إستراتيجي فقط لأنه قرأ فيلسوفا أو مجموعة من المؤلفات الفلسفية، لأن التأثيرات الإيديولوجية والفلسفية،لوحدها، لا يمكنها أن تبني نظاما أو نسقا فكريا. بالإضافة لذلك، حتى ولو اعترفنا بتعدد وكثرة التأثيرات الخارجية،أيضا لا يمكننا القول أنها بديل ع تفكير وتجربة الإستراتيجي أو الكاتب الإستراتيجي،كما أن النظريات الإستراتيجية أو المذاهب الإستراتيجية ليست انعكاسا بسيطا لإيديولوجية عامة سائدة. 3ـ المدارس الإستراتيجية.بالإضافة للتعدد الذي لا يمكن تجنبه في تيارات الفكر الإستراتيجي، يمكننا أيضا تمييز ثلاثة مدارس كبيرة ظهرت بشكل متعاقب وهي ما تزال موجودة: 1ـ المدرسة الكلاسيكية، وتتركز حول قيادة الحرب،وتجمع كل المنتمين إلى المفهوم التقليدي للحرب حول نموذج واحد : هو النصر. ترى هذه المدرسة أن الإستراتيجية هي فن الجنرال وهي معرفته التي يتمتع بها كقائد أو كعبقري،معرفة تسمح له وتحدد مدى استعداده للنصر أو الهزيمة. 2 المدرسة الكلاسيكية الجديدة، وظهرت في نهاية القرن التاسع عشر،وقد ساهم في ظهورها تقدم العلوم الاجتماعية و الدراسات العلمية.هذه العلوم أعطت بعدا جديدا ووعيا للظروف والبيئة التي يمكن أن تحيط بالإستراتيجية. بقي نموذجها يستند على مفهوم تحقيق النصر،ولكن الحرب هي من الآن فصاعدا تدخل في أفق صراعي أكسر ضخامة واتساعا،كأن يكون لدينا إستراتيجيات للسلام ليس فيها بعد عسكري.من أهم أعلامها الأميرال Castex في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، و Bernard Brodie في الولايات المتحدة الأمريكية،وأخيرا Beaufre في فرنسا.3ـ المدرسة الحديثة،لم تتطور هذه المدرسة بشكل حقيقي إلا بعد عام 1945.ترك هذه المدرسة نموذج النصر الذي تسعى الحرب لتحقيقه،وبدأت تقرأ الإستراتيجية كعلم اجتماعي لا يمكن وضع حدود له فقط داخل حقل الصراع و المعارك.هذه المدرسة أو الإستراتيجية الحديثة كانت عملا أو نتيجة لباحثين مدنيين،أيضا شارك فيها العديد من العسكريين. إشكالية هذه المدرسة كانت في التمييز بين هؤلاء الذين بالفعل جددوا نظرية الإستراتيجية كما هو الحال مع Thomas Schelling في الولايات المتحدة أو الجنرال Lucien Poirier في فرنسا ؛ وأولئك الذين يكتفون بخطاب يستند على أفكار قديمة. إن الاختلاف و الانقسام حول مفهوم الإستراتيجية في عالمنا المعاصر ليس إلا انعكاسا للانقسام والاختلاف حول النظام الاجتماعي بأكمله وخاصة في قرن عرف تغيرات جذرية وكبيرة على مستوى البشرية جمعاء. أولا ـ الإستراتيجية كنظرية ومذهب.يجمع الكثير من مؤرخي الإستراتيجية على أن المفاهيم التي ظهرت حولها هي ناتجة عن الفكر الاستراتيجي وعن الإستراتيجية كعلم. أو بشكل آخر،الإستراتيجية هي معرفة في خدمة الفعل أو التطبيق للإستراتيجية كفن.عمليا، العلم الاستراتيجي يتألف من جانبين مختلفين أو متميزين عن بعضهما وقد دعاهما Foch بالنظرية والمذهب 1ـ النظرية.بشكل عام النظرية تهدف إلى تعميق مفاهيم و مناهج معينة،وتريد الوصول إلى معرفة يمكن استخدامها بشكل عام وشامل،استخدام مستقل عن الجغرافية و التاريخ. إن أسس النظرية يمكن أن تكون متعددة ولكن مع ذلك يمكنها أن تؤسس نظرية موحدة. هذه التعدد وطبيعة متغيراته من الصعب تحديده. حيث نفس الوظائف والحاجات يمكن أن تؤدي إلى إجابات مختلفة بشكل كبير وذلك وفق المجتمعات. إذا يمكن القول هنا،إن بناء نظرية موحدة هو عمل في غاية الصعوبة.مع ذلك،هذه الحالة و الصعوبة في بناء النظرية لا تؤدي بشكل أوتوماتيكي للأبحاث المتعددة والمتغيرة وفق المجتمعات التي تنشأ فيها.ومن غير أن ندخل هنا في التناقضات اللاهوتية حول طبيعة البشر،إنه من الضروري أن تنظيم المجتمعات البشرية يصل إلى درجات معينة من التعقيد المطابق لاهتمامات البشر. فبناء سياسة خارجية لدولة كبرى ولها قوة عظمى لا يشبه بناء نفس السياسة لدولة صغيرة هامشية. عرف أحد علماء السياسة المعاصرين النظرية بأنها :" على الأقل مخطط،برنامج لتسجيل،تصنيف وترتيب المعطيات و المعارف.أيضا النظرية،على الأقل،تستطيع الحصول على قوة تنظيمية وقيمة نقدية". بالإضافة لذلك،يمكننا تنظيم وظائف النظرية حول ثلاثة محاور وفق وظائف اللغة: أولا،وظيفة التعبير. فالوصول إلى الكتابة ليس تغيير بسيط،بل يجبر الكاتب ببذل جهد كبير وصارم.وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العسكريين يكتبون بشكل أكثر بساطة وعدم تعقيد،من رجال الدولة أو الدبلوماسيين ،وهذا يعني أنهم بحاجة وبشكل قوي إلى نظرية. فوظيفة التعبير،إنها النظرية الإستراتيجية في ذاتها أو هي نفسها،وهذا يعود للشخص الذي يكتبها أو يبنيها. ثانيا،وظيفة الاتصال. ومن خلال هذه الوظيفة "المعلم"ينقل معرفته إما إلى تلاميذ مختارين،كما كان في الزمن القديم،أو على قراء لا يعرفهم،كما حصل مع بداية العصور الحديثة. وتحول هذه الوظيفة من الحالة الشفهية على الكتابية حتى يتم ضمان وصول الرسالة ومعرفة أصحابها أو منظريها بشكل أفضل. ثالثا،وظيفة التمثيل.هذه الوظيفة تتخيل رموزا أو صورا إستراتيجية لم يتم وجدودها بعد. هذا البعد مرتبط بتحولات اجتماعية/سياسية تتعلق بتغيرات فن الحرب.وظيفة التمثيل أخذت أهمية كبيرة بعد النمو السريع في التقنية،ففي العالم الأكثر تعقيدا،الإستراتيجية تحتاج أكثر من أي وقت على مساندة نظرية تمثلها أو تقدمها. إن هذه الرؤية للنظرية وأهميتها تجعلنا نطرح السؤال التالي: ما هي غاية النظرية؟ وهل هناك مقاربات مختلفة لهذه الغاية؟ المقاربة " الواقعية" تقودنا للحديث عن الاختلاف و التنوع في البشر،ومدى قدرة النظرية على أن تُعَمَّم حيث تجردها سيصبح أكثر ضعفا،وربما تتحول إلى تاريخ. أما المقاربة"المثالية" هي أكثر طموحا،ولكنها أكثر صعوبة أيضا.فهي تتطلب دقة كبيرة في توظيف المفاهيم، هذه المفاهيم التي سيتم إدراكها كأفكار عامة ولكن ليست مطلقة.هذه المقاربة أيضا،ستضع تحت الضوء،وبالإضافة للتنوع والانقسام الذي نعرفه بعد التجربة التاريخية،جوهرا معينا سيخدم كنقاط علام من أجل بناء النظرية.الإستراتيجي الشهير Clausewitz اعترف بوجود شكلين للحرب،لأن المجابهة الواضحة للنظرية مع الخبرة الشخصية قادته للوصل إلى أن مفهوم الحرب المطلقة لا يأخذ بالحسبان شمولية الحرب الحقيقية ويضيف:" النظرية عليها أن تقبل كل هذا،ولكن واجبها هو بإعطاء المكان الأول للشكل المطلق للحرب،كنقطة مرجعية،لأن من يريد أن يتعلم الأشياء النظرية فإنه سيتعلم على ألا يفقد نهائيا الرؤية" أما تلميذه Rosinski فقد نقل تعليماته إلى الإستراتيجية البحرية :" نظرية مثالية ستشير بشكل قوي إلى أن السيطرة على البحر هي المفهوم الوحيد الذي من خلاله نظرية مطلقة ،كاملة و مرضية للحرب البحرية يمكن أن تتطور،حتى ولو أن هذا الهدف لا يصل لحد التطبيق". إذا المشكلة الحاسمة هي في المصالحة بين المتطلب النظري مع براغماتية الإستراتيجية،أو في بناء نظرية لا تكون منقطعة عن الحقيقة التي لها قيمة عملية كبيرة. فالنظرية الإستراتيجية يجب أن تترافق بجرعة تجريبية. أو أخيرا،كما يقول "ريموند آرون" :" التفكير بكل وضوح،مفهوم الحرب و حقائق الحرب" إذا كان على النظرية أن ترتبط بالواقع والتجربة، فما هي المستويات المتعددة لهذه النظرية؟إن النظرية تفترض جهدا من التفكير حول المفاهيم وحول المناهج أو الطرائق والتي يصعب تحقيقها في الكثير من الأحيان. إذا من الضروري وداخل التمييز الجوهري بين المذهب والنظرية أن نجري عملية من التصنيف أكثر دقة. بمعنى أننا نميز بين النظرية الإستراتيجية و التحليل الإستراتيجي،وذلك وفق درجة الدقة والصفاء الفكري.فالمنظر الإستراتيجي يسعى لتقديم عمل إبداعي وفق تفكير منهجي منظم،بينما المعلق الإستراتيجي له حدود تقف عند دراسة حالة معينة،معتمدا على نظريات أو منظرين إستراتيجيين.كذلك،وضمن هذا التحليل يمكن أن نقول بأن Jomini, Clausewitz, Mahan, Corbett, Castex, Fuller, Liddell Hart, Douhet, Beaufre, Poirier, Schelling...هم منظرون إستراتيجيون، بينما Caemmerer, Mordacq, اللذان يعلقان على كتابات إستراتيجية في القرن التاسع عشر، و Puleston , Lepotier اللذان هما امتداد للإستراتيجي Mahan وآخرون كثيرون هم محللون إستراتيجيون. في الواقع،لا يمكن الفصل النهائي بين النظرية والتحليل.كما هو الحال في علم اللاهوت والفلسفة،حيث تعليقات وتحليلات المؤسسين ترقى إلى تجديد كبير قد يصل إلى ثورة داخل هذه العلوم. أما المعيار الأساسي هنا كما في أماكن أخرى،هو الموهبة التي توضع في خدمة مشروع ما.أيضا يمكننا أنى منظرين إستراتيجيين لا يصلون على حد بناء نظرية متكاملة وفق ما يطمحون إليه،ونرى منظرين يقدمون قيما فكرية عظيمة لكنها تنهار مع أول تجربة عملية لها. 2ـ المذهب Doctrine .يقول Lucien Poirier :" المذهب يسبق اختيارا محسوبا داخل مجموع النظريات الموجودة. يَستخرج منها مفاهيم يفضلها في عملية التطبيق أو الفعل". (من كتابه " الورشة الإستراتيجية الصفحة 129). إن المذهب له طابع محلي وليس شمولي،ويتم تبنيه ضمن إطار وطني،كما أن له نهاية أو غاية عملية كما يقول Jacques Laurent :" المبادئ القائدة،عندما يتم تشكيلها، تخدم كدليل أو مرشد في بناء القرارات العملية التي سنتخذها".( من كتابه " أداة من أجل الفكر العسكري السوفييتي"، الصفحة 47). وقد ورد في الموسوعة العسكرية السوفييتية تعريفا للمذهب:" بأنه نظام من وجهات النظر التي تتبناها الدولة خلال فترة زمنية معينة، منطلقا من الأمور الجوهرية، الأهداف وطبيعة حرب ما قادمة، أيضا تحضير البلاد و القوات العسكرية لهذه الحرب ووضع الوسائل الممكنة". أما الولايات المتحدة فقد عرّفت المذهب :" هو الدليل من اجل قيادة الحروب والعمليات الأخرى غير الحروب". في الواقع، الحوار المذهبي الإستراتيجي يجب أن يصل إلى نتيجة في تبني مذهب رسمي يتم فرض تطبيقه،وقد تم شرحه في تعليمات أو منشورات تؤسس قواعد أو كتابا أبيضا.القوات المسلحة الأمريكية تنشر بشكل دوري نصوصا مذهبية، وقد تم نشرها وتغييرها خلال سنوات متعددة (1954، 1963،1982،1986،1993 ). في الواقع،تربط المذهب علاقة قوية بالنظرية : فالمذهب يحتوي عادة على النظرية بشكل واضح أو مبطن،مباشر أو غير مباشر. ولكن هذه العلاقة بين طرفي علم الإستراتيجية لم تتطور بشكل مماثل في العالم المعاصر. وهنا نستطيع القول أن النظرية هي بشكل جوهري عمل تراكمي،بمعنى أنها تستند في أجزائها على كتابات ماضية،وعلى مفاهيم ومناهج من الماضي تم تعريفها مسبقا،والهدف هو إغناء هذه النظرية ومحاولة وصولها إلى الكمال. على العكس من ذلك،المذاهب تأتي بشكل متتال أو متعاقب،أي بشكل متقطع،من غير أن نراها ترتبط بالمذاهب التي سبقتها أو التي تظهر وتنشر في مكان آخر،وحتى في الشكل العملي للعلاقة بين المذاهب،القطيعة لا تكون نهائية،إلا أننا نرى العلاقة بينها بطيئة،ضعيفة وكل مذهب إذا أراد الارتباط أو الأخذ من مذهب آخر فيكون من خلال محاكاته أو تقليده.في النتيجة، إن طرق ومناهج التعبير هي مختلفة بين الجانبين،النظرية و المذهب. وتبقى النظرية الإستراتيجية هي قبل كل شيء فكر منفتح،بينما المذاهب الإستراتيجية فيها الكثير من التستر على الأسرار و الأفكار،وخاصة فيما يتعلق بالشؤون الدفاعية. بالاستناد إلى تحليل العلاقة بين النظرية و المذهب، نستطيع تحديد بعض الأمور المتعلقة بطريقة عمل المذهب.فعلى الخلاف من النظرية أو من النموذج الأمثل لها،المذهب لم يكن في أي يوم من الأيام حياديا،فهو يدار ويحكم بواسطة مبدأ الفعالية و الثبات. وهو من الأجل الاستخدام الداخلي والخارجي في نفس الوقت. في الداخل،يهدف المذهب لخلق مجتمع أو تجمع من الفكر بهدف القيام بفعل ما.( انظر: Foch،مرجع سابق، الصفحة 101 ).فخلال العديد من القرون،كان عمل المذهب يتركز على تعريف طريقة وعمل الأسلحة،وهذا العمل بشكل عام لم يختلف من بلد لآخر إلا بشكل بسيط جدا.إذا كانت وظيفته،بالتحديد، وظيفة عملية،ونذكر هنا أن Clausewitz أبعد من حقل ومجال التفكير الإستراتيجي كل ما يتعلق بتحضير الحرب. فمجال المذهب كان محددا بصرامة ودقة ولم تتطور هذه الوظيفة إلا بشكل بطيء. ومع التقدم التقني السريع،كان على المذهب وضع تعريف جديد لتوظيف الأسلحة،بمعنى ما هي الأسلحة التي يجب أن نستخدمها في البداية.وفي نفس الوقت،كان عليه الموافقة بتحديد مكان لأشياء جديدة أكثر كبرا من الماضي أو قبل عام 1789. ففي العصر الحديث كان على المقررين أن يواجهوا ضرورة الاختيار بين أمور متعددة. هذه الاختيارات تنتج بشكل أقل عن تطور موضوعي لإمكانية العتاد أو المواد، وشكل أكبر عن مفاهيم يجب اختيارها. فالتأخر التقني ليس فقط نتيجة للافتقار إلى الوسائل،بل ينتج أيضا عن التأخر و الجمود الفكري. وعلى العكس،الذي أخذوا بمقاربة "فردية" يؤيدون أن طاقة المعركة و استخدام الذكاء في حالة معينة خاصة،بالنسبة للقادة،هي عوامل نجاح ذات قوة وتأثير أكبر من المذاهب التي توضع بشكل مسبق. وعمليا هذا الرأي يتفق بشكل كبير مع Clausewitz الذي يعطي دورا مهما للصدفة و الحظ أثناء الحرب.مع ذلك،هذا الأخير كان قد تحدث في السابق عن أن المذهب المشترك هو أفضل وسيلة لضمان فهم أفضل للأوامر والأنظمة الموضوعة. ولهذا السبب،في ظل غياب مذهب معين للقيادة في الحروب و المعارك،فإن موت أحد القادة العسكريين الكبار أو القادة المباشرين قد يؤثر بشكل سلبي كبير على المعركة أو الحرب.بالإضافة لما سبق،وفيما يتعلق بانتشار المذهب بشكل واسع أو ضيق،يمكن القول أن المذهب هنا على عكس النظرية أيضا. فالنظرية في الغالب تنتشر بين "نخبة" فكرية،بينما المذهب ينتشر بشكل واسع،فليس القادة وحدهم من يفهمه ويعرفه، بل على المنفذين له أيضا أن يمتلكوا معرفة دقيقة للمذهب. ثانيا ـ المناهج و الطرائق الإستراتيجية. في طرحنا أو سؤالنا عن المناهج المستخدمة في العلوم الإستراتيجية،نكون قد وصلنا إلى موضوع بالغ الأهمية يتعلق بهذه العلوم. فعلم الإستراتيجية كما الفروع العلمية الأخرى لديه أصول معرفية أو إبستمولوجية،ولديه أيضا منهجه أو طريقته. ومن الإشكاليات المطروحة في هذا الشأن أمام الكتاب الإستراتيجيين أنهم لا يمتلكون تكوينا أو معرفة فلسفية أو أكاديمية تسمح لهم بإجراءات مقاربات معينة في الأفكار والمواضيع التي يطرحونها. Clausewitz أحد كبار الكتاب الإستراتيجيين،كان قد درس جيدا الفيلسوف الألماني الشهير فيخته لأنه وعى مبكرا على أهمية التكوين الفلسفي للكاتب الإستراتيجي.مع ذلك يرى بعض مؤرخي الإستراتيجية أنه لم يصل إلى المرحلة التي تقدم فكرا نقديا،بل كان لديه كتابات عامة. ويقول "ماكس فيبر" في الحديث عن الإستراتيجيين:" معظمهم فهم هذا الحقل العلمي أو أدركه كمعرفة موضوعية مشيدة على قواعد شاملة وعالمية،ولكن علم الإستراتيجية،في الغالب، ليس إلا ترجمة لتجربة تاريخية محدودة ومحلية"[8]. أيضا الإستراتيجي الشهير Mahan، استبعد في دراساته أية نظرية شاملة للقوة البحرية انطلاقا من دراسة تاريخ بحري واحد لأوربا الحديثة. ونذكر هنا أنه في القرن التسع عشر،دراسة التاريخ كانت المصدر المفضل، إذا لم نقل الوحيد،من أجل دراسة الحرب. وقد ذكر نابليون هذا الموضوع أكثر من مرة عندما قال :" إذا أردت القيام بحرب هجومية مثل الإسكندر،هانيبال،القيصر، أو غيرهم، اقرأ،ثم أعد قراءة التاريخ فيما يتعلق بالثلاث والثمانين حملة قاموا بها، كن مثلهم أو قلدهم،وهذه هي الوسيلة الوحيدة لتصبح قائدا كبيرا". ( من كتاب ملاحظات نابليون الأول، الجزء السادس، الصفحة 179). إن هذا المصدر التاريخي تحول بشكل طبيعي إلى منهج، هو المنهج التاريخي والذي وصل إلى ذروته بين عامي 1880 ـ 1914، وتم تطبيقه في كل مكان،لاسيما في الإستراتيجيات البرية والبحرية،علما أن هذا المنهج تم الخروج عليه في العديد من الحالات في فرنسا وألمانيا، وأيضا على يد كبار مؤسسي الإستراتيجيات البحرية وأهمهم الأمريكي Alfred T.Mahan و البريطاني Philip Colomb. من جهة أخرى،كان هذا المنهج في منافسة كبيرة مع منهج آخر لا يعتمد على التاريخ بل على "الحاضر" بمعنى أنه اعتمد على مقاربة أخرى وهي التقدم الكبير والجذري في المجال التقني و على الثورة الصناعية. وكانت بداية التمييز بين المنهجين مع البريطاني Reginald Custance الذي ميز بين المنهج التاريخي و المنهج المادي في بداية القرن العشرين في كتابه " Naval Policy" الصادر عام 1907. أما الكتاب العسكريون في نهاية القرن التاسع عشر،فقد فضلوا مواجهة المنهج التاريخي بمنهج آخر هو المنهج العقلاني ،والذي وجد أصوله في المقاربة الهندسية عند التكتيكيين في العصر الحديث. من جهتها،الجغرافية العسكرية بنت منهجها الخاص في البحث الإستراتيجي. أما بالنسبة للمنهج العقلاني والمنهج الوضعي فهما متجاوران بشكل كبير إذا لم نقل أنهما متماثلين في الكثير من الحالات،والتفريق أو التمييز بينهما يعود لاعتبارات تاريخية. أما فيما يتعلق بالمنهج الفلسفي فإنه يتميز من خلال موضوع الدراسة الخاص به أكثر مما يتميز بالطريقة،وهو ليس إلا تطبيق نوعي للمنهج العقلاني. المصدر الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارككلية العلوم السياسية
[/size]
|
|
| |
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الأحد 2 أكتوبر 2011 - 23:24 | | | هـــــل الموضوع غير مهم ام ماذا اين ردوووودكم ؟؟ |
|
| |
بلد الاحرار
جــندي
الـبلد : التسجيل : 30/09/2011 عدد المساهمات : 25 معدل النشاط : 52 التقييم : 9 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الأحد 2 أكتوبر 2011 - 23:58 | | | شكرا جزيلا على الموضوع
و لي عليه بعض التعليقات
اولا ان موضوع الاستراتيجية اليوم لم يعد موضوعا عسكريا بحتا و بالتالي فان فصل الاستراتيجية العسكرية عن السياسة و الاقتصاد و العلاقات الخارجية قول تجاوزه الزمن اليوم فلا يمكن وضع تصورلاستراتيجية دفاعية لبلد ما دون النظر الى نظامه السياسي و الاقتصادي و الايديولوجي و الثقافي و علاقاته الخارجية
ثانيا كما تعلم يا صديقي ان الاستراتيجيات العسكرية ليست من الامور اللتي تقبل النقاش في المستويات الدنيا و الرتب غير القيادية بل هي عادة ثابتة لا تقبل التغيير الا قليلا و على ازمنة طويلة و لذلك يجب ان تبنى على اساس تصور شامل يحيط بالبلد و امكاناته البشرية و المادية و ماهو ممكن و متوقع من اوضاعه و اوضاع حلفائه و جيرانه و خصومه و لذلك فان من يضع الاستراتيجيات هي القيادات العليا للجيش و المستويات السياسيية العليا فقط لا غير و اي نقاش لها في المستويات الاقل هو لغو و هي لا تقبل الا ادخال اصلاحات طفيفة اما التغيير الجذري على الاستراتيجية فهو امر يمكن ان يحدث زلزلة في اوضاع اي دولة و قد يؤدي الى الكوارث في حالات الحروب
و شكرا على رحابة صدرك
|
|
| |
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 17:26 | | | كلامك سليم ومفيد وهذه هي المشاركات القيمه التي كنت انتظرها شكرا جزسلا لك ولك تقييم ++ |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 17:33 | | | - co71libya كتب:
- هـــــل الموضوع غير مهم ام ماذا اين ردوووودكم ؟؟
لا يا أخي الموضوع في قمة الروعة مشكور تستحق التقييم |
|
| |
محب الكلاشنكوف
لـــواء
الـبلد : العمر : 32 المهنة : طبيب المزاج : كلش زين الحمد الله التسجيل : 28/06/2011 عدد المساهمات : 3475 معدل النشاط : 3049 التقييم : 135 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 3 نوفمبر 2011 - 8:19 | | | اخي الموضوع في قمة الروعة و لك مني التقييم+++ لكن الاستراتيجية الانسب للدولة هي ان تبني اقتصاد جبار و تبدا في بناء البنية التحتية للدولة |
|
| |
لا اله الا الله
عقـــيد
الـبلد : التسجيل : 17/09/2011 عدد المساهمات : 1445 معدل النشاط : 1419 التقييم : 28 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 3 نوفمبر 2011 - 8:21 | | | |
|
| |
waledkooo
لـــواء
الـبلد : التسجيل : 22/07/2010 عدد المساهمات : 3159 معدل النشاط : 3035 التقييم : 144 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 3 نوفمبر 2011 - 8:42 | | | تشكر اخي على الطرح.... بصراحه انا لم اقرأ الموضوع بالكامل لأنني لا استطيع التركيز طويلا على الشاشه لكنني قرأت بعض النقاط الهامه وانا اتفق مع الاخ(بلد الاحرار).. نحن العرب نعاني كثيرا في مسئلة الاستراتيجيات بل لا توجد الا دوله او دولتين تمتلك خطه متكامله طويلة الامد من بين كل الدول العربيه بل لدرجة اننا وصلنا الى اخطاء فادحه خلال الخطط الخمسيه القصيره.... - اقتباس :
- ثانيا كما تعلم يا
صديقي ان الاستراتيجيات العسكرية ليست من الامور اللتي تقبل النقاش في المستويات الدنيا و الرتب غير القيادية بل هي عادة ثابتة لا تقبل التغيير الا قليلا و على ازمنة طويلة كلام سليم وهذا لا يقتصر على الامور العسكريه بل على الاستراتيجيات الشامله...ولكن لا مانع من الاستعانه بالخبراء ومراكز البحوث الأستراتيجيه.... |
|
| |
Colonel Abidine
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المهنة : مرة هنا مرة هناك المزاج : عقلية DZ التسجيل : 01/11/2011 عدد المساهمات : 3640 معدل النشاط : 3590 التقييم : 342 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 3 نوفمبر 2011 - 10:29 | | | - محب الكلاشنكوف كتب:
- اخي الموضوع في قمة الروعة و لك مني التقييم+++ لكن الاستراتيجية الانسب للدولة هي ان تبني اقتصاد جبار و تبدا في بناء البنية التحتية للدولة
هذا هو الكلام الصحيح اذا كانت عندك قاعدة اقتصادية قوية يمكنك بناء القطاعات الاخرى على اسس صحيحة |
|
| |
صقر اسود
لـــواء
الـبلد : العمر : 31 المهنة : طالب رياضيات المزاج : رايق الحمد لله التسجيل : 13/05/2011 عدد المساهمات : 2842 معدل النشاط : 3939 التقييم : 337 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 3 نوفمبر 2011 - 16:37 | | | الموضوع كبير جدا ........ وزهقت قرايو الكتب اجي الاقي موضوع كبير متل هيك ؟ ياريت تجعل الموضوع في نقط وبشكل حذاب ومختصر |
|
| |
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 10:28 | | | |
|
| |
Dr Isa
field marshal
الـبلد : العمر : 44 المهنة : طبيب المزاج : متقلب التسجيل : 26/12/2010 عدد المساهمات : 15047 معدل النشاط : 11005 التقييم : 573 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الأحد 13 نوفمبر 2011 - 21:05 | | | ينقل إلى قسم الدراسات الاستراتيجية ----------------------->
|
|
| |
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الأحد 13 نوفمبر 2011 - 22:19 | | | مشكور ع النقل يا دكتورنا الغالي ^_^ |
|
| |
YUGY
مقـــدم
الـبلد : العمر : 30 المزاج : تمام التسجيل : 27/07/2011 عدد المساهمات : 1025 معدل النشاط : 1065 التقييم : 20 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 16:16 | | | الكلام ليه فى روابط مخفيه |
|
| |
co71libya
قائد القوات الخاصة
الـبلد : العمر : 38 المهنة : اعمال حــــــــره المزاج : الحمدلله التسجيل : 01/08/2011 عدد المساهمات : 1376 معدل النشاط : 1626 التقييم : 218 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الأستارتيجية كمنهج وطريق الخميس 15 ديسمبر 2011 - 7:45 | | |
YUGY كتب: | الكلام ليه فى روابط مخفيه |
اها ماكنتش مركز لما نسخت الموضوع من رابط الكتاب الالكتروني اصل راجعته في الصفحه وما نزلتاش في جهازي .. وشن رائيك في الموضوع ما قتليش خليك من الروابط |
|
| |
|