هذا الموضوع ردا علي كل داعي للفتنة ، علي كل من ينسي ان مصر لاتحتمل اي صراع داخلي بها ، علي من نسي درس التاريخ ، اقدمه لهم وللاخوة المسيحين الذين اوصانا بهم تعاليم ديننا الحنيف ، بالقطع ارفض تصرفات من اعتدي علي جنود الجيش ولكن لكي تستقيم الامور يجب ان نلطف الاجواء ونصفي القلوب وموضوع اليوم ادعو الله ان يكون احد اسباب ذلك .ابدأ معكم بحوار مع الفريق فؤاد عزيز غالي .
اسمه يعني عند الاسرائيليين (( أفدح الخسائر )) ، وعند المصريين ((
العبور وتحطيم خط بارليف )) ، ورفع العلم المصري علي أهم نقطة تم تحريرها
يوم السادس من أكتوبر 1973 .الفريق فؤاد عزيز
غالي - قائد الفرقة (( 18 مشاة )) ، في بداية الحرب ، وقائد الجيش الثاني
قبل نهايتها قضي 27 عاما في الخدمة العسكرية ، معظمها في سيناء ، وأصعبها
السنوات الست التي قضاها وهو يحلم بالقنطرة ، ويذاكر تفاصيلها حتي استعادها
الي حضن الوطن .وهو يتحدث بعد اعوام طويلة من هذا الحدث المحفور في قلبه يبدو وكأنه يحكي عن نزهة مع أنها كانت معركة محفوفة بالمخاطر والأهوال .
والقنطرة
لم تكن المعركة الوحيدة المهمة أو الحدث الذي علق بذاكرة الفريق فؤاد عزيز
غالي ، الذي حقق الانتصار في اللحظات الاولي وحافظ عليه ، وحين وقعت
الثغرة استعد لتصفيتها ودخول تل أبيب سيرا علي الاقدام لولا تدخل امريكا .
الحوار :كيف جاء ارتباطك بالقنطرة ومتي كلفت بتحريرها عسكريا ؟عندما
تولي وزارة الدفاع المشير أحمد اسماعيل علي كان قد صدر قرار بنقلي من
قيادة الفرقة 18 التي كنت أتولي قيادتها من عام 1970 ، لأشغل منصب مساعد
قائد الجيش الثاني ، لكن في أول للمشير معنا كقادة فوجئت به يقول لي : ((
يافؤاد أنا أعرف أنك لا تنفذ قرار نقلك كمساعد لقائد الجيش الثاني ، أنت
مكتوب علي وجهك القنطرة ، وأنا لن أتركك الا بعد أن تحررها )) ، وقد قال لي
المشير اسماعيل هذا الكلام وهو يعلم أنني من القادة الذين أمضوا مدة
خدمتهم كاملة في التشكيلات الميدانية من ملازم ثان الي رتبة لواء وقضيت 22
عاما في سيناء كنت أتردد خلالها ذهابا وعودة علي مدينة القنطرة ، وجمرك
القنطرة الذي كان موجودا في ذلك الوقت .
ولذلك عندما استولت اسرائيل
بعد 67 علي القنطرة توليت مهمة رئيس عمليات الفرقة الثانية ، وكانت ضمن
مسئوليتنا القنطرة ، وبعد 67 عينت رئيسا لاركان الفرقة 16 التي كانت في ذلك
الوقت في القنطرة ، وفي يناير 1970 عينت قائدا للفرقة 18 التي حلت محل
الفرقة 16 ، وجئت الي القنطرة ، (( يعني القنطرة كانت ورايا ورايا )) .
قبيل ساعات من الحرب كيف أبلغت جنودك بالاستعداد للقتال ؟قبل
أن نقوم بالهجوم علي جبهة تبلغ مساحة مواجهتها 40 كم ، هناك نظام يتم
اتباعه ، وهو مايسمي باعادة التجميع ، هذه العملية تستغرق يومين كاملين ،
حتي تحتل كل القوات أوضاعها التي تمكنها من الهجوم ، وتعتبر هذه المرحلة ((
مرحلة تجميع القوات )) ، أخطر مرحلة لأنه يوجد في الحروب مايسمي بضربة
الاحباط ، فاذا شعر الجانب المعادي بأن هناك استعدادا للهجوم يوجه ضربة
تسمي (( ضربة الاحباط )) ، تعرقل الهجوم أو تؤخره ، لذلك كانت كل لحظة تمر
خلال فترة الاستعداد للهجوم نعتبرها بداية نصر لنا ، لكن قبل أن تيدأ
المعركة بثماني دقائق - وهذا السر أبوح به لأول مرة - فوجئنا باحدي دبابات
العدو ، وهي ذات برج تلسكوبي تحاول استكشاف الموقف ، وفوجئت لاشعوريا بأحد
الجنود اسمه العيسوي يضرب الدبابة ، وتكهرب الجو خوفا من أن يشعر العدو بما
نعده ، فيبادر بهجوم مضاد قبل أن نبدأ هجومنا ، لكن العدو لم يعر الأمر
أهمية واعتبرها مجرد طلقة من طلقات حرب الاستنزاف ، وكانت هذه الدبابة التي
ضربناها هي أول دبابة نستولي عليها بعد العبور .
مالمهام التي كلفت بها كقائد الفرقة 18 ؟تم
تكليفي بعد الهجوم والتقدم لتدمير العدو في مدينة القنطرة ، بدءا من النقط
الحصينة الرهيبة التي كان العدو يغلق بها مواجهة القنطرة واجنابها (( من
أول جزيرة البلاح الي الكاب ، وشمالا في الشنة )) ، وأصل الي القنطرة شرقا ،
وأحتل رأس الكوبري بعمق حوالي 9-10 كم شرق القناة ، وأحصن القوات المصرية
في هذه المنطقة حتي تستعد لصد وتدمير أية هجمات معادية علي رأس الكوبري ،
والاستعداد لتطوير الهجوم في العمق شرقا ، اذا صدرت لي الأوامر والحمد لله
حققت كل هذه الأهداف .
كيف تمت عملية الاستيلاء علي القنطرة ؟كانت
البداية عملية عبور القناة كمانع مائي بعرض حوالي 200 متر ، وقد عبر
الجنود في قوارب مطاطية ، وبعد أن وصلوا الي الضفة الشرقية تعاملوا مع
الساتر الترابي والتحصينات الرهيبة التي أقامها اليهود فيما عرف باسم (( خط
بارليف )) ، وهنا لابد من توضيح جزئية مهمة وهي أنه لم يكن لدي الجيش
المصري وسيلة النيران التي تمكننا من تدمير الساتر الترابي ، أو حصون خط
بارليف ، فلم تكن هناك مدفعية أو قنابل طائرات قادرة علي ذلك ، فأصبح من
المحتم أن يقوم الجندي المصري بيديه وسلاحه الذي يحمله علي ظهره بهذه
العملية وقام الجندي المصري بالمعجزة شبه المستحيلة .
وقد نجحنا في
الاستيلاء علي القنطرة لأننا تعاملنا مع العدو بخطتنا وأحبطنا خطته ، فقد
كان العدو يريد أن نتقدم لاحتلال المدينة من الأجناب ( اليمين أو الشمال ) ،
لكننا فاجأناه باقتحامها بالمواجهة مع تحصين الاجناب حتي لاتشارك في
المعركة ، فأسقطنا منه الحصون الأمامية القوية التي تشكل 90% من قواته .
وكانت
المفاجأة أن أول نقطة تسقط علي الجبهة المصرية والسورية هي القنطرة واحد ،
وتلاها بعد ذلك بقية نقاط القنطرة الاخري ، وهي ثلاث نقاط (( بلدية
القنطرة - جنوب الجمرك - فوق الشونة )) ، وقد كان سقوط أول نقطة بعد حوالي
10-11 دقيقة من بداية وصولنا الي القنطرة ، وكان قائد معركة الاستيلاء علي
القنطرة واحد (( اللواء ناجي الجندي )) .
ومع
اخر ضوء من اليوم التالي للمعركة 7 أكتوبر أكتمل الاستيلاء علي القنطرة ،
بعد أن حاصرنا العدو في الداخل وتحصين خارج المدينة من أية امدادات تصل من
بالوظة ورمانة والعريش .
كيف تعاملتم مع (( النابالم )) الاسرائيلي الذي كان موضوعا بنظام الي ليغطي سطح القناة ويحولها الي جحيم ؟هناك
عناصر عبرت تحت المياه ، وأغلقت المواسير والمحابس التي كانت موضوعة لهذا
الغرض ، وان كان ذلك لايعني أن اسرائيل لم تستخدم (( النابالم )) في
المعركة ، فقد أبيد مركز قيادتي بالكامل بالنابالم ، لكن الاذاعة
الاسرائيلية أنقذتني من الابادة ، ففي يوم 11 أكتوبر ، قامت القوات
الاسرائيلية بضرب مركز ملاحظتي بمنتهي الدقة بطائرة نقلت قنابل محمولة ،
وأذاعت الاذاعة الاسرائيلية أنها ابادت قيادة الفرقة 18 بكل من فيها ،
واقترح زملائي أن ننتقل الي مركز اخر في موضع اخر ، لكنني رفضت الانتقال
وفوجئنا في الصباح بأن اسرائيل دمرت المركز الجديد تماما بالنابالم ولانعرف
حتي الان كيف رصدوه ، خاصة أنني رفضت الانتقال اليه بايحاء من الله .
متي شعرت بأن انتصار اكتوبر 1973 قد اكتمل ؟كنت
أتمني أن يكتمل النصر بالقضاء علي الثغرة ، خاصة أنه صدر قرار لي ولقادة
اخرين يوم 24 ديسمبر 1973 بتدمير العدو في معركة الدفراسوار بعد أن أعددنا
خطة متكاملة للقضاء علي العدو تماما ، وكنا قادرين علي ذلك بكل يسر ،
ووقتها كنا نستطيع الوصول الي تل أبيب ، وكأننا نسير في فسحة ، لكن تدخل
أمريكا حال دون ذلك ، وفقدنا فرصة ذهبية للقضاء تماما علي الجيش الاسرائيلي
.
ماحقيقة الخلاف الذي وقع بينك وبين الفريق سعد الدين الشاذلي بشأن التعامل مع الثغرة يوم 17 أكتوبر ؟في
يوم 17 أكتوبر بعد أن استقرت الأمور في القنطرة ، اتصل بي فؤاد خليل الذي
حل محل اللواء سعد مأمون - قائد الجيش الثاني الميداني - بعد أن أصيب بأزمة
قلبية ، وطلب مني سحب اللواء المدرع الموجود معي ، فأبديت له وجهة نظري ،
فقال لي : معك الفريق سعد الدين الشاذلي ، وأبلغه بوجهة نظرك ، لانه هو
الذي أبلغني ، فتحدث معي الفريق الشاذلي ، فأعتذرت بطريقة أو بأخري ، وكانت
لي اسبابي التي ربما لم يكن الفريق الشاذلي مستوعبا لها وملخص ماقلته له :
انه لن يخرج عسكري حي أو دبابة سليمة من القنطرة ، لأن معني ذلك هدم
الدفاع عن شرق القناة .
وانتهي الحديث بيننا علي أساس أنه سيتباحث
الأمر مع القيادة العامة ، ويبلغني بالقرار ، الذي كنت سأنفذه سواء اتفق أو
تعارض مع وجهة نظري ، لكنني فوجئت بعد ساعات قليلة بالرئيس السادات يتصل
بي كعادته كل ليلة ليطمئن علي الموقف ، فأخبرته بما دار بيني وبين الفريق
الشاذلي ، فقال لي : (( برافو عليك يافؤاد )) ، لايسحب عسكري واحد من رءوس
الكباري شرق القناة ولاتنفذ هذا الامر ، وموجود تسجيل صوت وصورة للكيفية
التي اعترضت بها علي قرار الشاذلي ، وسبب رفضي أننا استعدنا القنطرة علي
جثث ودماء رجال عظماء ولايمكن التهاون في الاحتفاظ بها .
أنا شخصيا
لم أفارق سيناء 6 سنوات كاملة بعد 67 ، وقضيت هنام في الخنادق كل هذه
الفترة ، لدرجة أنني اعذرت عن حضور زفاف أبنة السادات الكبري لانني لم أكن
أملك بدلة مدنية ، وكانت اخر بدلة امتلكها في عام 60 ، 61 أيام خدمتي في
سوريا ، ونفس الأمر ينطبق علي أحمد بدوي رحمه الله ، وأمام اصرار المشير
اسماعيل علي حضورنا ، تم تفصيل بدل مدنية لنا في ثماني ساعات .
ولماذا لم تدمروا الثغرة في ديسمبر 73 .. خاصة أنك وصفتها في ذلك الحين بأنها مجرد جيب هش صغير ؟لولا
تدخل الامريكان لصالح اسرائيل كنا دمرنا الثغرة بكل سهوبة ، لكن أمريكا
تدخلت بشكل سافر لصالح اسرائيل ، والتي اعلنت ايضا استعدادها الي اللجوء
للسلاح النووي ، فقد التقطت أجهزة التنصت تصريحا لجولدا مائير قالت فيه :
استعدوا لاطلاق الذئاب ، وطالب ديان سحب الجيش الاسرائيلي الي المضايق جنوب
سيناء ، في تلميح للتمهيد لاستخدام السلاح النووي ، خاصة بعد ان شعروا
باننا تمكنا من حصار الثغرة تماما ، وبعد أن عرفوا أن الجنود الاسرائيليين
المحاصرين يعانون انهيار روحهم المعنوية ، لدرجة أنهم كانوا يطلبون الرحمة
من الجنود المصريين ويصرخون نحن طلاب في الجامعات والمدارس ونريد العودة
الي أهالينا .
كيف تنظر الي السادات بعد كل هذة الاعوام التي مرت علي حرب أكتوبر 1973 كقائد عسكري وكزعيم سياسي ؟الرئيس السادات كان استاذا وبطل حرب وبطل سلام أيضا ولاتظلموه .
ماذا
كان شعوركم وأنتم تشاركون في رفع العلم المصري علي القنطرة بعد تحريرها ،
ثم دخولكم شرم الشيخ ورفع العلم المصري عليها كمحافظ لجنوب سيناء ؟لم
أتمالك دموعي في هذه اللحظات التي ذكرتني باللحظات الأولي التي وصلت فيها
الي أرض مصر شرق القناة وتناولنا حبات من رمل سيناء كان طعمها في فمي أجمل
من الشهد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاللواء باقي زكي يوسف .عبور قناة السويس يمكن بخسائر فادحة لكن ازالة الساتر الترابي الذي اقامته اسرائيل علي الشاطئ الشرقي لقناة السويس هو المستحيل بعينه .. هكذا قال الاسرائيليين وصدق العالم ، وكبرت الاسطورة حتي تحطمت ظهر السادس من اكتوبر 1973 بخراطيم المياة ، " اللواء اركان حرب باقي زكي يوسف " اسم لايعرفه الكثيرون ، كان رئيسا لفرع المركبات في حرب اكتوبر ، ورغم ان هذه مهمة شاقة وهي الحفاظ علي سلامة وسرعة صيانة كل العربات العسكرية فان هذا الرجل الذي لايعرفه الكثيرون صاحب انجاز اخر ، بل هو صاحب الانجاز الاكبر ، فهو الذي ابتكر فكرة خراطيم المياة لفتح الثغرات في الساتر الترابي الاسطورة ، تفاصيل الاقتراح الاعجازي وتوقيته وكيق تم اختيارة والتأكد من نجاحه تفاصيل اكشفها في السطور القادمة .
الحقيقة ان الاسرائيليين استفادوا من الكثبان الرملية الطبيعية والرمال الناتجة عن حفر وتوسيع وتطوير القناة وتم توصيل كل هذه الجبال الرملية ببعضها ليصبح ارتفاعها 20 متر اما العمق فيصل الي 18 متر وبزواية ميل تصل الي 80 درجة ، بحيث اصبح علي الضفة الشرقية للقناة مانع صناعي ومانع طبيعي ويستحيل اختراق احدهما ، فما بالنا بالاثنين .
كان هذا الساتر الترابي حقيقة ضخمة روجت لها اسرائيل واطمأنت خلفه واصبح لديها قناعة بأستحالة اختراقه .. فقد فشلت كل عمليات فتح ثغرات فيه بالمفرقعات والمدفعية حتي الصواريخ فشلت في اختراقه ، وقد مثل لدينا مشكلة نعم سنعبر ولكن كيف سنتعامل مع هذا الجبل ؟
والحديث يدور علي لسان سيادة اللواء ، كنت منتدبا للعمل في السد العالي في الفترة من 1964 حتي اوائل عام 1967 وفي يونية 1969 وبعد عامين من النكسة بدأت الاستعدادات وصدرت التعليمات بالاستعداد للعبور وبدأنا في دراسة كيفية فتح ثغرات في الساتر الترابي ، كانت دراسات ضخمة تشمل طبيعة الارض واوضاع القوات وابعاد الساتر الترابي وحجم التحصينات الموجوده بداخله ، ووسط كل هذه الدراسات قفزت الي ذهني فكرة استخدام تكنولوجيا التجريف في فتح الثغرات بالساتر الترابي وهي نفس التكنولوجيا التي استخدمناها في السد العالي .
والتجريف يعني نقل التراب في الماء وفي السد العالي كان ذلك يتم بهدف البناء اما في الساتر الترابي فكان الهدف مختلفا وهو الهدم ، بحيث يتم دفع الماء وتسليطه علي الساتر الترابي فتنزل الرمال وتجرفها الي قاع القناة ، وفي السد العالي استغرقت هذه العملية سنوات طويلة ، اما مع الساتر الترابي فلم تستغرق سوي ساعات قليلة .
شرحت الفكرة الي قائد الفرقة ، فطلب مني اعادة كلامي بتفاصيل اكثر وهو ماتم لكن المشكلة كانت في احضار طلمبات دفع المياة الخاصة بالسد العالي لانها ثقيلة جدا ، فأحضرنا طلمبات اقل حجما لكن ضغطها عالي وعندها اتضح للجميع بساطة الفكرة وسهولة تنفيذها خصوصا ان الساتر الترابي يقع علي الحافة الشرقية للقناة مباشرة .
ثم طرح الفكرة علي القائد وبعد 12 ساعة كانت قد وصلت الي اعلي مستوي في القوات المسلحة ، وذهبت الي قائد الجيش بحضور قائد سلاح المهندسين وتقابلنا مع رئيس هيئة العمليات وبعد يومين ابلغني قائد التشكيل بأنه قرر عرض الفكرة علي الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر بتجريبها وتنفيذها في عام 1969 واحتفظنا بسرية العملية حتي عام 1973 .
وتم التدريب العملي بجزيرة البلاح في يناير عام 1972 حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي اقمناه يماثل الموجود علي الضفة الشرقية وتم احضار الطلمبات علي زوارق خفيفة لسحب المياة من القناة وتوجيهها الي المكان المطلوب فتح ثغرة به في الساتر وكانت المياة تنزل بالرمال الي قاع القناة ومع استمرار ضخ المياة علي الساتر تم فتح ثغرة بعمق الساتر وبالعرض المطلوب للثغرة التي كانت عبارة عن حفرة تتراوح حجم الرمال فيها من 1500 متر مكعب الي 200 متر مكعب وذلك في 4 ساعات فقط وبذلك تحطمت اسطورة خط بارليف بصورة اذهلت العالم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوحدي في البيت :"كنت بمفردي في بيت والدي بشبرا فدخل فجأة بعض زملائه علي رأسهم العقيد سمير الحملاوي وابلغوني باستشهاده".هكذا قالت الدكتورة رجاء اسحاق غبريال زوجة العميد / شفيق متري سدراك الذي تزوجته في عام 1966 وتتابع : عشنا معا حتي دخل الحرب وهو قائد كتيبة مشاة وبشهادة زملائه فأنه كان محبوبا بينهم .
ويروي زملائه بطولته في الحرب بقولهم انه نفذ المهمة المكلف بها بنجاح وكانت تطويق احدي نقاط العدو الحصينة وبعد تنفيذها فأجاتهم نقطة اخري بالاشتباك فاستشهد مع عدد من جنوده في صباح يوم 7 اكتوبر 73 .
عقب استشهاده ارسلت السيدة جيهان السادات للدكتورة رجاء سيارة خاصة وطلبتها وقالت لها بالحرف : " انا تحت امرك وبيتي مفتوح لك في اي وقت " .
- مواليد أسيوط1921
- تخرج من الكلية الحربية عام 1948
- استشهد يوم 10 اكتوبر 1973، وهو متوغل لمسافة كيلو متر فى عمق سيناء
- حصل على نجمة سيناء فى الاحتفال التاريخى بالنصر عام 1974
- قائد اللواء 3 مشاة ميكانيكى الفرقة 16 مشاة
ولد فى عام 1921 م بقرية المطيعة مركز أسيوط
الأب كان يعمل مدرس ثانوى والابن الطموح قضى عامين فى كلية التجارة ولكنه
اختار في النهاية أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1948 م مقاتلا
بسلاح المشاة وخدم فى السودان مرتين خلال حياته العسكرية.
أظهر ( شفيق مترى ) تفوقا ملحوظاً لدرجة انه كان من الضباط القلائل
الذين حصلوا على شهادة أركان حرب وهو برتبة رائد ، واختير للعمل كمدرس
لمادة التكتيك بالكلية الحربية ، ثم أصبح كبيراً للمعلمين بها .
خاض معارك مصر قبل 1973م فاشترك فى حرب 1956م. وفى حرب 1967م كان ( شفيق مترى ) قائدا لكتيبة مشاة حاربت فى منطقة أبى عجيلة وكبد العدو خسائر كبيرة ، وحصل على ترقية استثنائية بسبب هذه المعركة .
بعد حرب 1967م تمركز مع قواته بالقطاع الأوسط ، وشارك معها فى معارك حرب الاستنزاف ، وسجل بطولات متعددة فى بورسعيد والدفرسوار والفردان وجنوب البلاح.
استشهد اللواء ( شفيق مترى سدراك ) فى( اليوم الرابع للحرب) 10 اكتوبر 1973م وهو يقود احد ألوية المشاة المدرعة التابعة للفرقة 16 بالقطاع الأوسط فى سيناء وكان حال استشهاده يتقدم قواته بمسافة كيلو متر كامل فى عمق سيناء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاللواء طيار / سمير عزيز ميخائيل :احد ابطال حرب اكتوبر المجيدة في سلاح طيران ، قناص ماهر لطائرات العدو ، يتميز بالجراءة والجسارة والاقدام ، يقول عنه اللواء احمد كمال المنصوري : " الطائرة التي يقودها سمير عزيز ميخائيل تئن منها الاشجار ، ويمكنك عندما تنزل تحتها ان تري اللون الاخضر ودهان الطائرة قد تشوه الناتج عن اصطدامه باوراق الاشجار الخضراء " هذه المقولة تبين مدي شجاعة هذا الرجال واقدامه علي التحليق المنخفض لهذه الدرجة ، وللبطل قتلين ضد الطائرات الاسرائيلية اهمها القتل الذي حققه لطائرة الطيار الاسرائيلي/ ايتان بن الياهو الذي اصبح فيما بعد قائدا للقوات الجوية الاسرائيلية بين عامي 1997 : 2003 .
البطل سمير عزيز ميخائيل كان من اشهر طياري القوات الجوية لما عرف عنه كما قلت من الشجاعة والاقدام ، ولايمكن ان ننسي مافعله في الخامس من يونية عام 1967 حينما واجه طائرة اسرائيلية بمسدسه الشخصي ، نعم بمسدسه الشخصي ، بالطبع لم تتأثر الطائرة ولكن الموقف يبرز مدي الشجاعة التي تحلي بها فلم يخشي الطائرة التي تمتلك الصواريخ والمدافع الرشاشة وقاتلها بمسدسه بعد ان دمرت الطائرات علي الارض ونجي بمعجزة من الموت من رصاص هذه الطائرة التي استهدفته تحديدا ، وفي احد الايام اقلع بطائرته غيظا وبدون اوامر ليحلق فوق مطار رأس نصراني بسرعة فوق صوتية فقط ليبث الرعب في نفوس الاسرائيليين ، اشترك اللواء سمير في حرب اكتوبر 3 ايام فقط حتي اصيبت طائرته واصيب في ظهره نتيجه عدم احكام الاحزمة عليه ولم يستطع اكمال المعارك .
ايتان بن الياهو وهو قائد للقوات الجوية الاسرائيلية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابطال من الذين حصلوا علي نوط الشرف :
ملازم اول / سعيد بطرس تادرس .
نقيب / سامي فادي ارمانيوس .
ومن الحاصلين علي نجمة سيناء :
رقيب اول / ملاك تدرس .