سلاح ثوري سوف يغير معارك الحرب المعاصرة

خفيف وصغير الحجم يطلق النار بسرعة بمعدل مليون طلقة في الدقيقة

نيويورك: تيريزا ريودان*
هل سيستطيع مالك متاجر بقالة سابق يحمل شهادة ثانوية، أن يغير طبيعة الحرب المعاصرة؟






















ووفقا لعدة براءات اختراع أميركية وطلبات لبراءات اخرى، أن جيمس أودواير،
وهو مخترع يسكن في بريزبين في أستراليا، يعتزم تحقيق هذا الهدف.























يبدو أن لكل من وزارة الدفاع الأميركية ومستثمرين من القطاع الخاص، الثقة
بأفكار أودواير الثورية، إذ قاموا باستثمار مئات الملايين من الدولارات في
اختراعه الأساسي، وهو مسدس إلكتروني والاستخدامات المتنوعة التي ستنبع منه.























ولكن وفقا لرؤى أودواير فهذا المسدس هو مفتاح حرب المستقبل المثالية، عندما
يقلل القصف الدقيق والروبوتات-الجنود والألغام الافتراضية، عدد الإصابات
البشرية سواء كانت عسكرية أو مدنية.























والمكون الأساسي لاختراع أودواير، مسدس إلكتروني يختلف جذريا عن الأسلحة
التقليدية. مثلا بندقية «أم 16» التي يستخدمها الجيش الأميركي، تستخدم
ذخيرة محفوظة داخل مخزن. ولا يطلق السلاح (البندقية) النار إلا بعد سلسلة
من العمليات الميكانيكية. ويقول أودواير أن هذا السلاح ظل يعمل بشكل جيد.
الا ان التكنولوجيا التي تطورها شركته «ميتال ستورم»(العاصفة المعدنية) شيء
يختلف كليا، وتعتبر جديدة جدا.























في سلاح أودواير تخزن الذخيرة سواء إن كانت طلقات بعيار 9 ملم أو قنابل
عيار 40 ملم في جوف السلاح واحدة تلو الاخرى بحيث تشبه وضع كرات التنس داخل
اسطوانة. ويتم تفجير عبوات توضع بين كل طلقة وطلقة، تفجّر إلكترونيا. وهذا
يمكّن من إطلاق النار بسرعة بمعدل مليون طلقة بالدقيقة، ويمكن من صناعة
سلاح خفيف الوزن وصغير الحجم.























ويضيف المخترع أن السلاح يتفوق عندما يجهز بأكثر من جوف واحد. ويمكن وضع
سلاح مثل هذا قادر على إطلاق مائة طلقة بعيار 60 ملم في صندوق بقياس 18
بوصة وبطول 3 اقدام، بينما تملأ الأسلحة التقليدية المستخدمة لإطلاق نفس
العدد من الطلقات، حجم غرفة كاملة.























هل لاختراعاته أي أثر على الحرب في العراق؟ يقول أودواير انه في الصراع
الحالي يقاتل الجنود في مناطق ضيقة وفي المدن، ويبدو أن الأنظمة التي
نطورها توفر نوعا من الميزات في هذا المجال. وبالرغم من مراوغته حول
التفاصيل، يقول بشكل عام أنه يمكن لجندي روبوتي أن يستخدم هذا السلاح.























ويضيف انه يصعب وضع أسلحة تقليدية على الروبوتات لأن هذه الأسلحة تحتاج
لتنظيف وتزييت. ولكن إذا كان السلاح مكوناً من أنبوب ولا يضم أي عملية
ميكانيكية فهو شيء صغير وخفيف وإلكتروني ويتناسب مع متطلبات ميدان معارك
المستقبل.























ومن الاستخدامات الأخرى للسلاح الجديد، القصف الدقيق. ويشبه أودواير هذه
العملية بعملية طباعة الطابعة الحبرية، ويقول أن الطابعة تضم عدة أنابيب
صغيرة تطلق كل واحدة منها نقطة حبر صغيرة. ويقوم الجهاز بأكمله بالإطلاق
بسرعة إلكترونيا. ويمكن تجهيز الطابعة بحيث تطلق الحبر بوقت معين لكي تطبع
صورة محددة على الورق.























ويضيف انه يمكن برمجة طائرة آلية لتطلق سلاحها على «صفحة» مثل جزء في مدينة
بشكل مبرمج. ويمكن تحديد حدود هذه الصفحة واستهداف منطقة داخل الصفحة بشكل
دقيق بينما يطلق السلاح بسرعة. ومثل الطابعة الحبرية يمكن تغطية منطقة
معينة دون أن تدخل طلقة واحدة في المنطقة المجاورة.























وتحول التكنولوجيا التي تنتجها شركته، الألغام التقليدية الى مواقع غير
مهمة، إذ يمكن لأسلحة يتحكم بها عن بعد أن تحمي منطقة زرعت بالمجسات. وإذا
تم تشغيل مجس ما، يقوم الجندي المجهز بكومبيوتر متنقل وبواسطة المراقبة، أن
يحدد إن كان المجس قد شغله طفل أو حيوان أو جندي معاد.























ويعبر أودواير عن نفس الاندفاع الذي عبر عنه العلماء الذين طوروا القنبلة
الذرية، ويقول أن اختراع نظام دفاعي جديد يحمل معه مسؤولية. ومن المهم أن
تقوم الحكومات بدعم وتطوير هذه التكنولوجيا لتوفير الميزات لكي ننهي
الصراعات بسرعة.























* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»