المتهم كان يدعي أنه من أهل السنة والجماعة ويخالط العربطهران استعانت بعصابات مسلحة وتنظيمات إرهابية لاغتيال دبلوماسيين سعودييناعتبر المحلل السياسي السعودي عبدالله الشمري أن مؤامرة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة كانت ستكون عبارة عن "11 سبتمبر" صغير لو كان قد كتب لها النجاح.
وقال الشمري في حديث مع "العربية" أنه لم يعد أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوى الحزم تجاه إيران بعد الكشف عن محاولة الاغتيال الفاشلة، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك مناص أمام أوباما سوى الأخذ بآراء "الصقور" في إدارته.
عبدالله الشمري
وأوضح أن مثل هذه العمليات ليست غريبة عن طهران، حيث سبق لها ان استعانت بعصابات مسلحة وتنظيمات إرهابية مثل القاعدة لاغتيال دبلوماسيين سعوديين في أنقرة وبانكوك وطهران.
وتابع: "ربما تكون هناك جهات إيرانية اتخذت قرار اغتيال الجبير دون التنسيق فيما بينها، ولذلك جاء بيان وزارة الخارجية الإيرانية نافيا الموضوع، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك موقف خليجي موحد تجاه إيران بعد كشف خيوط هذه المؤامرة، كما ينبغي على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته بشأن هذا الأمر".
أحمدي نجاد بين برلين وواشنطننجاح محمد علي
من جانبه أوضح الإعلامي الخبير بالشؤون الإيرانية نجاح محمد علي أن من الصعب التكهن بمن يقف وراء محاولة عملية الاغتيال هذه، مشيرا إلى أن هناك خلافات كبيرة بين الفريق المؤيد للمرشد آية الله خامنئي المعروفين بـ"التيار الأصولي" وبين المؤيدين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وتابع في حديثه لـ"العربية": "ربما يكون أحمدي نجاد يعمل مع جهة في (فيلق القدس)، حيث كان هو أحد اعضاء هذا الفيلق، وبعد توقف الحرب العراقية الإيرانية كان أحد الضالعين في اغتيال الناشط الإيراني الكردي البارز عبد الرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني الذي تم قتله في النمسا في 13 يوليو/تموز 1989، كما كان أحمدي نجاد ضالعا في اغتيال خلفه صادق شرفكندلي في مقهى بالعاصمة الألمانية برلين في عام 1992.
وأضاف نجاح محمد علي: "من خلال التشابه بين عملية برلين والمحاولة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي ربما يكون أحمدي نجاد له يد في هذا الأمر، ولكن لا يمكن الجزم بذلك، وعلينا انتظار التحقيقات".
وعن رؤيته لمستقبل العلاقات بين الرياض وطهران بعد هذه الحادثة، قال: " إذا ثبت أن المرشد آية الله خامنئي كان يعرف بالعملية أو موافقا عليها فإن ذلك سيؤدي بلا شك إلى تدهور خطير في العلاقات بين البلدين، ولكن نلاحظ من تصريحات رئيس البرلمان علي لاريجاني المؤيد لخامنئي والتي قال فيها إن العلاقات بين السعودية وإيران طبيعية، مما يشير إلى وجود خلاف كبير بين خامنئي وأحمدي نجاد، حيث لم يكن المرشد موافقا على طريقة تعاطي الرئيس الإيراني مع الأحداث في البحرين أو التعاطي في العلاقات مع السعودية".
"منصور عرب"من جانب آخر، قال فيصل الفيصل، وهو احد الذين عايشوا منصور اربابسيار المتهم بمحاولة اغتيال السفير السعودي: "منصور كان يلقب لدينا بـ"منصور عرب" في مدينة إلباسو في ولاية تكساس، وكان يحب الاختلاط بالسعوديين والكويتيين، ويحب معرفة كل شيء عن عاداتنا وثقافاتنا وطرق عيشنا وأنظمة حكمنا وما إلى ذلك.
وتابع الفيصل في اتصال هاتفي من الكويت مع "العربية": "أدخل منصور بيننا على اعتباره معارضا إيرانيا ومن أهل السنة والجماعة، وكنا نعطف عليه ونساعده ماديا، وندفع لها أحيانا إيجار شقته، وحتى سنتين خلت كان اتواصل معه هاتفيا ومن خلال رؤيتي لصورته التي تم نشرها أجزم بنسبة مئة بالمئة أنه نفس الشخص".
أكد أنه يجب أن يدفع أحدٌ الثمنَ في إيرانتركي الفيصل: أدلة قوية على مخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي بأمريكاقال الأمير تركي الفيصل، الذي عمل سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم الاربعاء إن "هناك أدلة قوية على أن إيران وراء مخطط لاغتيال سفير السعودية في واشنطن".
وأضاف الرئيس السابق للاستخبارات السعودية إن "أدلة هائلة تظهر بوضوح مسؤولية إيرانية رسمية عن هذا. لابد وأن يدفع أحد في إيران الثمن".
ودعا الامير تركي السلطات الايرانية الى المساعدة وتقديم المسؤولين عن محاولة الاغتيال للعدالة.
وقال "أيا كان المسؤول عن هذا في الحكومة الايرانية، فإننا نأمل أن تقدمه السلطات الايرانية للعدالة بغض النظر عن مدى ارتفاع مستوى هذا الشخص."
وأضاف "من الواضح أن هذا عمل... كيف أصفه.. إجرامي جدا في نواياه. وضع مؤامرة لاغتيال ممثل دولة في دولة أخرى والاستعانة ببارونات المخدرات وشخصيات أخرى من هذا النوع لتحقيق هذا. هذا يفوق الوصف."
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) قد أحبط مخططاً لاغتيال عادل الجبير السفير السعودي لدى الولايات المتحدة. وذكرت شبكة "سي.إن.إن" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، لم تكشف عن هويتهم، أن عملاء إيرانيين اشتركوا مع عصابة مخدرات مكسيكية لتنفيذ الهجوم.
وحدّدت الشكوى الجنائية، التي كُشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك، اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وهما منصور أربابسيار وغلام شكوري. وقالت المستندات إن الرجلين من أصل إيراني، في حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية. وبحسب "رويترز" قال البيت الأبيض البارحة: إن الرئيس أوباما وجّه إدارته بدعم التحقيق، فيما أكّد وزير العدل الأمريكي، أن إيرانياً محتجزاً اعترف بالضلوع في مؤامرة لاغتيال السفير، وقدّم معلومات عن ضلوع جهات في الحكومة الإيرانية.
الولايات المتحدة تقاضي إيران في مجلس الأمنصورة المخطط الإيراني لاغتيال سفير السعودية بواشنطن وتفجير سفارتها في الأرجنتين أحبطت السلطات الأميركية خطة إيرانية، كشفت عنها أمس فقط، لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، داخل مطعم في العاصمة الأميركية، وكذلك استهداف السفارتين السعودية والإسرائيلية في بونس آيرس، عاصمة الأرجنتين، وكشفت عن خيوط دولية للعملية متصلة رسميا بطهران، مما وضعها في مناخ اتخاذ قرار بالتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتقديم شكوى رسمية ضد طهران.
وفي التفاصيل التي كشف معظمها وزير العدل الأميركي، أريك هولدر، فإن مسؤولين إيرانيين ذوي مناصب عليا وعناصر في الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس متورطون في خطة لاغتيال الجبير، و"تنفيذ عمل إرهابي داخل الولايات المتحدة" جرى التخطيط له على مستوى دولي وبتنسيق بين مجموعات تهريب في أميركا اللاتينية وأشخاص في الولايات المتحدة ومن إيران.
مقر السفارة الاسرائيلية في العاصمة الأميركية
وكانت الخطة، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي) ومسؤولين في وزارة العدل الأميركية، تستهدف السفير الجبير بالاغتيال والقيام بتفجيرات في مقري السفارتين السعودية والإسرائيلية في الأرجنتين، وفق ملف التحقيقات الأولية الذي اشتمل على تفاصيل مبدئية مما سمته السلطات الأميركية عملية "الحلف الأحمر" لتعقب المتورطين.
وبدأت "الحلف الأحمر" في أيار/مايو الماضي عندما اتصل الإيراني الحاصل على الجنسية الأميركية، منصور أرباب سيار، البالغ من العمر 56 سنة، بمخبر أميركي في جهاز مكافحة المخدرات الأميركي، وطلب مساعدته للحصول على دعم من مجموعة تهريب مخدرات مكسيكية بهدف اغتيال السفير السعودي، من دون أن يكون عالما بأن المخبر ما هو إلا منتحل لشخصية متعامل مع شبكة "زيتاس" المكسيكية للتهريب المخدراتي.
لذلك أسرع المخبر وأبلغ "الأف.بي.آي" الذي بدأ بملاحقة أربابسيار، فاعترف بعد اعتقاله أن مسؤولين ذوي مناصب رسمية عليا في إيران، وبينهم أحد أبناء عمومته وهو ضابط بالجيش، هم على رأس خطة الاغتيال في واشنطن والتفجير في بونس آيرس، عبر قوة عمليات خاصة في الحرس الثوري الإيراني، قد يكون أحد عناصرها نسيب أربابسيار الضابط في الجيش، وفق ما يعتقده مسؤولون أميركيون أدرجوا أربابسيار وإيراني آخر مازال فارا، وكان شريكا معه في المخطط، وهو علي غلام شكوري، في شكوى قضائية ضدهما في نيويورك بتهمة التآمر لقتل مسؤول أجنبي واستخدام أسلحة دمار شامل.
وشملت الدعوى، إلى جانب أربابسيار وشريكه الفار، إيرانيين آخرين يعتقد بأنهم من "فيلق القدس" ومتورطين معهما في مخطط الاغتيال، وهم: قاسم سليماني وحامد عبد اللاهي وعبد الرضا شهلاي ممن تم تجميد أرصدتهم في الولايات المتحدة مع أربابسيار، وشكوري الذي يعتقد بأنه في إيران الآن.
وكان أربابسيار اجتمع مرتين مع المخبر الأميركي قبل 3 أشهر في المكسيك، حيث أغراه بمليون و500 ألف دولار لاغتيال الجبير، وسلمه 100 ألف دولار في 1 و2 أغسطس/آب الماضي كدفعة أولى للبدء بالمهمة، ثم غادر أربابسيار إلى إيران وعاد منها إلى المكسيك عبر فرانكفورت بألمانيا في 28 سبتمبر/أيلول الماضي لجلسة تحضير نهائية للاغتيال الذي كان سيتم في مطعم يرتاده الجبير في واشنطن، عبر تفجيره عن بكرة أبيه.
البيت الذي يقيم فيه أربابسياس في تكساس
لكن السلطات المكسيكية اعتقلته يوم دخوله البلاد ووضعته على متن طائرة نقلته إلى نيويورك حيث تسلمته السلطات الأميركية الى أن كشفت قضيته أمس.
وبحسب التحقيقات فإن أربابسيار أبلغ المخبر الأميركي أنه لا يأبه لموت الأبرياء ولا لإحداث الضرر الذي سينتج عن تفجير المطعم حين يكون السفير في داخله، مغريا المخبر أن بإمكان الأشخاص الذين يتواصل معهم في الحكومة الإيرانية "تأمين أطنان من الأفيون لعصابات المخدرات" بحسب الوارد في ملف التحقيقات الأميركي الأولي.
وفتحت القضية جبهة دبلوماسية أميركية لملاحقة إيران رسميا هذه المرة، فبدأت الخارجية الأميركية اتصالاتها الدولية منذ أمس الثلاثاء لشرح الذيول والملابسات التي سبق وتم اطلاع الرئيس باراك أوباما عليها في يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت "سي.أن.أن" وكذلك محطة "إي.بي.سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية أن الخارجية تدرس التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم شكوى ضد إيران، وأن وزارة الخزانة تدرس المزيد من العقوبات على طهران، فيما تعمل وزارة العدل ووكالات الاستخبارات في كشف جميع الذيول ومعرفة مستوى ورتب المتورطين من الحكومة الإيرانية التي نفت الخبر كله، وسمته "مزاعم أميركية مفبركة" وفق تعبيرها.
ولإيران خبرة بعمليات التفجير، فالأرجنتين ما زالت تتهمها إلى الآن بإقدام عناصر لها في 1994 بتفجير مقر الجمعية اليهودية ـ الأرجنتينية (أميا) في بونس آيرس، والذي قضى بتدميره 85 شخصا وألمت الجروحات بأكثر من 300 آخرين في عملية كانت وما تزال أكبر عملية "إرهابية" تشهدها الأرجنتين في تاريخها، وجاءت بعد عامين من تفجير استهدف السفارة الإسرائيلية في بونس آيرس وقضى على 29 وسبب الجروحات والتشوهات لأكثر من 200 شخصا.
وسعت "العربية.نت" إلى معلومات حول أربابسيار وشريكه غلام شكوري، ولم تعثر سوى على وثيقة زواج أربابسيار من أميركية يبدو أنها من أصل لاتيني، واسمها مارثا غريرو، حيث تم زواجهما في 1991 بتكساس، وبعد 6 سنوات طلقها أربابسيار.
المتورطون الآخرون.. قائد "فيلق القدس" في المقدمة مقر السفارة السعودية بواشنطن كان مستهدفا أيضا
وفي مقدمة من يشير إليهم الاتهام الأميركي في التخطيط لاغتيال السفير السعودي، هو قاسم سليماني، البالغ من العمر 54 سنة، وهو فريق في الجيش الإيراني وقائد فيلق القدس، المعروف باسم "نیروی قدس" بالفارسية، وهو فيلق تابع للحرس الثوري.
وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه. كما وصفوه بواحد من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية، ويعتبرون نفوذه في العراق كبيرا، ومن المعتقد أن سليماني هو الذي أعطى الأوامر لأربابسيار بإعداد مخطط لاغتيال السفير، وفق ما تلمح إليه التحقيقات الأميركية.
والثاني هو عبد الرضا شاهلاي، وهو ضابط كبير في قيادة فيلق القدس والحرس الثوري، وأمضى فترة العام الماضي وبعض هذا العام بالولايات المتحدة حيث كان ينسق في عملية اغتيال السفير مع نسيبه منصور أرباب سيار.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن شهلاي هو من قام بتأمين 5 ملايين دولار لأربابسيار ليقوم الأخير بتجنيد العناصر التي تتطلبها العملية بكاملها، من اغتيال السفير إلى تفجير مقري السفارتين السعودية والإسرائيلية في واشنطن وبونس آيرس.
أما الثالث بين المتورطين، فهو حامد عبد اللهي، المعروف بأنه شارك من إيران في عمليات التنسيق بين الآمرين بالعملية في طهران ومخططيها ومنفذيها في الولايات المتحدة، وفق ما يقوله المحققون الأميركيون.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية جمّدت في 2008 أموال شاهلاي وسليماني بتهمة تقديمهما الدعم المادي لحزب الله اللبناني وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وهي أحزاب وحركات تصفها الولايات المتحدة بأنها منظمات إرهابية، رغم أنه لم يكن لأي من الثلاثة أي رصيد مالي في الولايات المتحدة