تهم النائب الأول للرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه، دولة يوغندا بالسعي لتغيير نظام الخرطوم ضمن خططها الرامية لوقف الزحف العربي، دامغاً الرئيس يوري موسفيني بأنه أول من قاد فكرة فصل الجنوب عن الشمال.
وأكد طه أن أي محاولة لإعادة جنوب السودان ستبوء بالفشل، كاشفاً أن الحكومة أبلغت الرئيس سلفاكير ميارديت خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم، بأن يرفع يده عن السودان الذي تركه، موضحاً أن الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان سببها رغبة الحركة في خلق امتدادات لها بالشمال.
وأبدى دهشته في لقاء مع النخب المصرية، في مقر إقامته بفندوق سونستا، من إبقاء سلفاكير لقواته شمالاً والصرف عليها ثم يدعو بعد ذلك لإقامة علاقات سلمية مع الشمال.
و أكد طه أن الرئيس اليوغندي، يوري موسفيني، هو من قاد فصل جنوب السودان، ويقود الآن حراكاً لتغيير النظام في الخرطوم لوقف الزحف العربي ضمن مخطط أجنبي كبير يستهدف العرب.
وحذّر طه من أن هناك ثورة مضادة للثورات العربية التي انطلقت في عدد من البلدان، قائلاً فعل الانطلاق والتحرر يقابله رد فعل يقود الناس إلى الحضيض، داعياً لتفويت الفرصة على هؤلاء لتضمن استمرار المسيرة نحو غاياتها والانتباه إلى أن الثورة المضادة تحيك الخطط في الخفاء وبصورة خطيرة ومخفية.
وقال إننا فقدنا جزءاً من وطننا بسبب ذات التآمر، في وقت فقدنا فيه السند والدعم من الأشقاء، وتشابه علينا المكر الخفي والأجندة القائمة على شد الأطراف بدعاوى التهميش وعدم التوازن والظلم في قسمة الموارد والتنمية.
وكشف أن حركة التمرد في الجنوب وجدت السند أولاً في الإطار العربي بغرض التودد الذي ضاع سدى، موضحاً أن ليبيا هي أول دولة وفرت السند والسلاح للحركة، وأردف قائلاً إن ذلك جاء على لسان الراحل قرنق في أول مقابلة لي معه، وأن ثاني دولة عربية وفّرت ذات الدعم هي اليمن الجنوبي في عهد الاشتراكية.
ودعا طه إلى الاتفاق حول برنامج الحد الأدنى والقواسم المشتركة التي يمكن أن تقود إلى وحدة الصف وتماسك الأمة العربية عامة وشطري وادي النيل خاصة، محذراً من أن قضية الأقباط في مصر "فيها كهربة أكثر من اللازم".
وقال إن هناك انقساماً في الرأي العام العربي حول العدو المركزي لأمتنا العربية، موضحاً أن الموقف من أميركا وإسرائيل، بدلاً من أن يجمعنا ليصبح واحدة من نقاط الحد الأدنى التي يمكن أن تلتقي حولها النخب والقيادات السياسية في مواجهة هذا الخطر اللامركزي أصبحنا منقسمين حوله، وأن سر ضعفنا وتأخرنا وبلوتنا وتدهورنا يرجع لهذا الانقسام.
وأضاف شئنا أم أبينا أصبحنا بين معسكرين داخل كل وطن عربي ولا بد من مواجهة هذه التحديات، موضحاً أن مصر وهي تشكل موقفها السياسي الجديد تواجه خطراً وتحديات استراتيجية فيها تحالفات خطيرة، وهذا الأمر لا ينبغي أن تواجهه مصر بأفعال صغيرة ولا بد أن تستصحب معها السودان إضافة إلى بعدها العربي والإسلامي.
http://www.ashorooq.net/net/index.php?option=com_content&view=article&id=19072:2011-10-12-12-08-31&catid=32:2008-07-30-07-03-25&Itemid=1163