فوز أوباما أثار تساؤلات حول مستقبل آل كلينتون السياسي
بدء منافسة جديدة على رئاسة أمريكا بين "أكبر مرشح" و"أول أسود"
</IMG>
</IMG>
|
واشنطن- وكالات
دخلت حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية مرحلة جديدة الأربعاء 4-6-2008، بعد انتهاء الاقتراع التمهيدي الديمقراطي، حيث يتواجه مرشحان يختلفان على جميع المواضيع، هما الديمقراطي باراك أوباما (46 عاماً) والجمهوري جون ماكين (71 عاماً).
وسيكون أمام الديموقراطيين مهلة 5 أشهر للم شمل ناخبيهم وتوحيد صفوفهم، بعد المواجهة المحتدمة والقاسية بين اوباما ومنافسته هيلاري كلينتون بينما يحظى المرشح الجمهوري الذي فاز بترشيح حزبه منذ مطلع اذار/مارس, بالتفاف الجمهوريين حوله لا سيما بعدما ايده خصومه السابقون امثال مايك هاكابي ورودولف جولياني وميت رومني.
وبفوزه على منافسته التي ظلت تعتبر لفترة طويلة الاوفر حظا بين المرشحين للبيت الابيض, يصبح باراك اوباما اول مرشح اسود للرئاسة الامريكية. أما ماكين, فسيصبح في حال فوزه اكبر الرؤساء الامريكيين سنا عند بدء ولايته اذ سيكون في الـ72 من العمر. |
اختلاف كامل بين المرشحينويختلف السيناتور المسن وخصمه الشاب في كل شيء. فالاول بطل سابق في حرب فيتنام يشغل مقعدا في الكونغرس منذ 1982, في حين ان اوباما سيناتور منذ كانون الثاني/يناير 2005 فقط. وايا كان الفائز في نهاية المطاف, فستكون هذه اول مرة ينتخب فيها سيناتور في سدة الرئاسة الامريكية منذ فوز جون كينيدي في 1960.
وللمرشحين موقف متعارض في عدد كبير من المواضيع وفي طليعتها المسألة العراقية. ويؤيد ماكين الحرب منذ شنها, داعيا الى وجود عسكري امريكي في العراق بشكل دائم على غرار ما حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية في المانيا او في اليابان. كما يعارض وضع جدول زمني محدد للانسحاب, وقد اقر بان الانتصار ممكن بحلول العام 2013 اي في نهاية ولايته في حال فوزه, رافعا شعار "لا استسلام".
باراك اوباما، من جهته يؤكد مرارا وتكرارا انه كان معارضا للحرب على العراق منذ البداية ويعد بسحب القوات الامريكية بالاتفاق مع القادة العسكريين الامريكيين على الارض خلال الاشهر ال16 التي ستلي دخوله الى البيت الابيض, مشددا على وجوب اعطاء الاولوية للحرب ضد طالبان والقاعدة.
ويعتبر ماكين خصمه الديموقراطي ساذجا خطيرا معتبرا ان افتقاره الى الخبرة في مجال الامن القومي سيعرض الولايات المتحدة للخطر.
وفي المقابل, يتهم اوباما خصمه بأنه يريد الاستمرار في سياسة جورج بوش معتبرا ان الرئيس الحالي بتركيز عمله على العراق, عزز نفوذ ايران الاقليمي وساهم في انتشار القاعدة. ويبدي اوباما استعداده للتحدث الى قادة الدول المعادية للولايات المتحدة مثل ايران وكوريا الشمالية وكوبا.
كما يتوقع ان يتواجه المرشحان بشدة حول مواضيع السياسة الداخلية التي تهم الامريكيين, ومن ابرزها مسألة الضمان الصحي وازمة القروض العقارية والخوف من نقل نشاطات الشركات الى الخارج.
أوباما أول مرشح أسودوجاءت تسمية أوباما كمنافس للحزب الديمقراطي بعد حملة انتخابات تمهيدية قياسية، تسببت بانقسامات عميقة فيه، لتنتهي بتمكن سيناتور ايلينوي من الحصول على الأصوات المطلوبة للمنافسة على الرئاسة باسم الحزب، ليكون أول مرشح أسود للبيت الأبيض، متفوقاً على هيلاري كلينتون، التي كانت أول سيدة تخوض سباق الرئاسة.
وقال اوباما امام الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في قصر المعارض في مدينة سانت بول "استطيع هذا المساء، بعد 54 عملية اقتراع صعبة وفي ختام انتخاباتنا التمهيدية (...) ان اقول لكم اني سأكون المرشح الديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة". واضاف ان "الطريق سيكون طويلا. اواجه هذا التحدي بتواضع كبير وباعتراف بحدودي كما اواجه هذا التحدي بايمان لا حدود له بقدرات الشعب الامريكي".
واشاد اوباما بمنافسته كلينتون, مؤكدا ان الحزب الديمقراطي سيتوحد في نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن كلينتون "صنعت التاريخ في هذه الحملة ليس فقط لانها امرأة قامت بانجاز لم تحققه سيدة من قبل بل لانها زعيمة تلهم ملايين الامريكيين
بقوتها وشجاعتها والتزامها القضايا التي قادتنا الى هذا المكان". واضاف وسط تصفيق حاد ان "حزبنا وبلدنا في وضع افضل بفضلها واشعر انني في وضع افضل لانني تشرفت بخوض الحملة ضد هيلاري رودام كلينتون".
مستقبل آل كلينتونفي الجهة الديمقراطية المقابلة، يبدو أن حقبة سياسية عاصفة على وشك الانتهاء مع توقف آلة "بيل وهيلاري كلينتون" السياسية أخيراً. فأوباما، بفوزه التاريخي بالترشيح الديمقراطي، يعني انه للمرة الاولى في اكثر من 16 عاما, قد لا يكون اي من الزوجين كلينتون مرشحا للرئاسة او جالسا في المكتب البيضاوي او يخطط لحملة رئاسية.
وبالرغم من التقلبات التي عرفها الزوجان (كلينتون 61 وهيلاري 60) عاما في علاقتهما, الا انهما اثبتا رغم الاخطاء التي كلفتهما ربما النصر, عن قدر من التشبث والصلابة وقدرة على النهوض مجددا ونهم للعمل السياسي, ما يجعل أي مراقب رصين يتردد قبل التنبئ بانسحابهما من الحياة السياسية.
وظلت هيلاري كلينتون مساء الثلاثاء وفية لصورتها كامرأة متصلبة فرفضت الاقرار بهزيمتها, وقالت لمؤيديها في نيويورك "لن اتخذ قرارات الليلة", تاركة الغموض يلف مستقبلها.
وكما لقب بيل كلينتون في الماضي بطائر الفينيق, أثبتت زوجته القدرة ذاتها على تخطي العقبات والنهوض مجددا متحدية كل التوقعات خلال هذه الحملة. غير ان مستقبلها السياسي بات يتوقف الى حد بعيد على قرار باراك اوباما. فاذا اختارها مرشحة لمنصب نائب الرئيس وهزم امام الجمهوري جون ماكين, فان كلينتون التي تعزز موقعها بفعل حجم التصويت الشعبي لها قد لا تقاوم الرغبة في خوض حملة رئاسية جديدة عام 2012. اما اذا فاز بالرئاسة بدون ان تكون نائبا له, فان ذلك قد يعني تبدد احلامها الرئاسية. وفي حال لم يرشحها اوباما لمنصب نائب الرئيس, فهناك احتمال ان يعرض عليها منصبا وزاريا او ان يكلفها تولي اصلاح النظام الصحي الذي يعتبر من المواضيع الرئيسية في البرنامج الديموقراطي.
وفي حين تنكب زوجته على التخطيط لتحركها المقبل في السياسة, سيكرس بيل كلينتون وقته لمؤسسته الخيرية بحثا عن عزاء في الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في العالم, فيما واشنطن تراقب وتترقب خطوتهما القادمة.