اول امراة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام.
كيف تلقيت خبر حصولك على جائزة نوبل للسلام، وكيف كان شعورك ؟
تلقيت هذا الخبر ببالغ السعادة والفرحة، وعندما سمعته كنت داخل خيمتي في ساحة التغيير. شعرت بشرف وفخر كبيرين أن يأتيني الخبر الذي لم أكن أعلم به، ولم أكن أعلم حتى بترشيحي له وأنا في ساحة الحرية والتغيير التي تنادي بحرية اليمن والشعوب العربية من كل الأنظمة الديكتاتورية. أعتقد أنها جائزة للثورة الشعبية في اليمن وانتصار لسلميتها.
أنتِ أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام. ما هي أهمية منح هذه الجائزة لمناضلة عربية في سبيل الحرية في عام الربيع العربي ؟ كان هناك مَن يعتقد أن هذه الجائزة قد تمُنح للربيع العربي لأحد أصحاب المدونات من تونس أو مصر، تكريماً للربيع العربي. لكن أن تمُنح الجائزة لمناضلة من اليمن، كيف تقيّمين هذا الاختيار ؟
مُنحت هذه الجائزة أيضاً لشباب الربيع العربي، ومُنحت فعلاً للمرأة العربية ولقيمة الحرية والتحرر والتغيير في نفوس الشعوب التواقة لتغيير أنظمتها الديكتاتورية. مُنحت لي ولتكريم الشباب العربي، وتحديداً الشباب والثورة اليمنية التي حافظت على سلميتها حتى الآن.
والجائزة هي تقدير من العالم وتعبير عن إعجابه بسلمية الثورة اليمنية، التي حاول نظام علي صالح طيلة ثمانية أشهر حتى اليوم، زجها أو حرفها نحو العنف والاقتتال. لكن الشباب في الساحات مصرّون على استمرارية سلميتها.
الجميع يعتقدون أنّ هذه الجائزة ستعطي دفعاً للثورة اليمنية. لكن كيف ترين مفعولها في دعم الديمقراطيات في العالم العربي بصفة عامة، وما هي المسؤولية الملقاة على عاتقك أنتِ بالذات اليوم وعلى عاتق مناضلي حقوق الإنسان في العالم العربي ؟
هناك مسؤولية كبيرة الآن مطروحة بين يدي مناضلي حقوق الإنسان وبين الشباب، وكذلك بين يدي النساء. الحكّام المستبدون سيفكرون ألف مرة قبل أن يستمروا باستبدادهم لأن الثورات قادمة إلى أبعد من سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن. الحكومات والأنظمة الجديدة ستفكر ألف مرة قبل أن تقمع شعوبها التي تحوز على جائزة السلام.
من قبل كانت نظرة العالم إلى المنطقة ونظرة الغرب إلى الشرق مبنية على المصالح وعلى علاقاتها بالأنظمة القائمة. أما اليوم فالعلاقات هي مع الشعوب، وسيفكر الحكام مليون ألف مرة قبل أن يقدموا على أي حماقات.
عنوان المرحلة القادمة هو التغيير والإصلاح وعدم القبول بالفساد وبانتهاكات حقوق الإنسان.
مَنحُ الجائزة لثلاث نساء من العالم العربي وإفريقيا، هل هو برأيك دفع وتعزيز لدور المرأة في تحقيق التحول الديمقراطي ومكافحة الحرب والفقر والمجاعة في العالمَين العربي والإفريقي، أم كما يرى البعض ربما هو محاولة من الغرب لتشجيع بعض الأوساط في العالم العربي وإفريقيا على المطالبة بالمزيد من الحقوق في المجتمعات التي ليست معدة لمثل هذه الحقوق، وهو ما قد يزعزع الاستقرار ؟
إن منح الجائزة لثلاث نساء من البلاد العربية وإفريقيا هو في جزء كبير منه دفع وتشجيع، لكن قبل ذلك هو اعتراف بالدور الأسطوري الذي قامت به المرأة العربية لإسقاط الأنظمة ومناهضة الاستبداد والديكتاتورية، واعتراف بدورها في تحقيق السلام والأمن العالميين حينما عرفا الخلل، لأن الخلل الأساسي الذي يهز استقرار العالم يتمثل بهذه الأنظمة التي تصدّر الإرهاب والعنف.
إن منح الجائزة هو اعتراف وتقدير لدور المرأة التي كان يُنظَر إليها على أنها مجرد ضحية. اليوم المرأة هي المخلِّص، وكما خلصت الشعوب العربية من الاستبداد والديكتاتورية، عليها كذلك أن تكون مخلِّصة في مسألة بناء الدولة التي تريد.